حنا: أعداؤنا يسعون لتكريس الانقسامات في مجتمعنا

رام الله - دنيا الوطن
استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من طلاب جامعة بيرزيت الذين وصلوا الى المدينة المقدسة في زيارة تحمل الطابع البحثي والعلمي وبهدف زيارة عدد من المعالم التاريخية والدينية ولقاء عدد من الشخصيات المقدسية.

وقد رحب سيادة المطران بزيارة الوفد الطلابي الاتي الينا من جامعة بيرزيت حيث وجه سيادته التحية لهذه الجامعة التي قدمت وما زالت تقدم خدماتها لشعبنا الفلسطيني وقد قدمت لفلسطين الكثير من الشخصيات المناضلة والرموز الوطنية التي نفتخر بها وبما قدمته لشعبنا ولقضيته العادلة .

قال سيادته بأنني اتمنى منكم ان تكونوا على قدر كاف من الوعي والحكمة والمسؤولية لكي تميزوا ما بين الخيط الابيض والخيط الاسود ، هنالك من يريدنا ان نعيش في حالة ضياع وتفكك وان تنحرف بوصلتنا وان تتشتت افكارنا وان نستسلم للواقع الذي يرسمه لنا الاحتلال.

اعداءنا يتربصون بنا ويخططون لتصفية قضيتنا الفلسطينية ولذلك فإنهم يسعون لتكريس الانقسامات في مجتمعنا ويحاولون بوسائلهم المعهودة والغير المعهودة الى جعلنا نعيش في حالة احباط ويأس وقنوط وضعف واستسلام وتراجع .

ان القضية الفلسطينية تمر في هذه الايام بأخطر مرحلة من تاريخها ، الانقسامات الفلسطينية الداخلية مخجلة ومؤسفة وغير مقبولة وغير مبررة ، والحالة العربية الراهنة مأساوية ، والغرب يزداد انحيازا لاسرائيل في ظل الغياب العربي وضعف الموقف المتعلق بالقضية الفلسطينية ، فيا لها من وقاحة ان يدعى رئيس حكومة الاحتلال للاحتفال في لندن بمرور مئة عام على وعد بلفور ، هذا الموقف العدائي اللانساني واللاخلاقي .

ولكن اود ان اقول لكم بأن الحكومات في الغرب لن تغير سياساتها تجاهنا اذا لم نتغير نحن ولم يتغير واقعنا الفلسطيني والعربي .

لا تتوقعوا من الحكومات في الغرب ان تكون الى جانبنا ما دمنا في هذه الحالة من الترهل والضعف والتشرذم والتفكك ، فالعالم لا يلتفت الا الى الاقوياء .

ان واقعنا العربي يجب ان يتغير واتمنى ان يكون التغيير نحو الافضل وليس نحو الاسوء كما ان واقعنا الفلسطيني يجب ان يتغير ايضا وان يكون الفلسطينيون اكثر وحدة ولحمة ووعيا، وبدل من تكريس الانقسامات الفصائلية والحزبية يجب تكريس الثقافة الوطنية ، ثقافة الانتماء للارض والهوية والقضية .

نحن نراهن عليكم وانتم الجيل الصاعد الحامل لهذه الامانة ، القضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعا ونحن نلتفت اليكم بتفاءل كبير بانكم ستحملون هذه الامانة وستواصلون هذه المسيرة حتى الحرية وتحقيق امنيات وتطلعات شعبنا الفلسطيني .

لن يتمكن احد من تصفية القضية الفلسطينية مهما كثر المتآمرون والمتخاذلون والمتاجرون بهذه القضية ، لن يتمكن احد من تصفية قضيتنا ما دمنا متحلين بالوعي والاستقامة والصدق والحكمة والوحدة والتشبث بهذه القضية والانتماء لهذه الارض المقدسة .

هنالك من يريدون لشبابنا ان يعيشوا في حالة ضياع وابتعاد عن القيم الاخلاقية والانسانية والروحية والوطنية ، نحن نعلم مدى التحديات والضغوطات التي تتعرضون لها ، نحن نعلم بأن هنالك اغراءات كثيرة في مجتمعنا ومال سياسي يغدق بغزارة لشراء الضمائر والاقلام والمواقف ، فلا تقبلوا ان تكونوا من هذه الشريحة التي تباع وتشترى بالمال ، لن تعود فلسطين الى اصحابها الا من خلال الوطنية الصادقة والاستقامة والوعي والحكمة والتمسك بالثوابت الوطنية ، المال السياسي الذي هدفه شراء المواقف والاقلام لن يعيد الينا فلسطين ، هذه الاموال تغدق على مجتمعنا ليس من اجل حل القضية الفلسطينية بل من اجل ان ينسى الفلسطينيون ان هنالك قضية عادلة يجب ان يدافعوا عنها .

فلسطين بحاجة اليكم انها بحاجة الى شبابنا وابناءنا ، فلسطين بحاجة الى تضحياتكم وبحاجة الى ان نكون دوما على قدر كاف من الحكمة والمسؤولية والدراية ، فلسطين بحاجة الى من يضحي من اجلها وليس الى من يضحي بها من اجل مصالحه واهدافه الشخصية .

كونوا حكماء وتحلوا بالمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقكم ولا تسمحوا لاية جهة بأن تؤثر عليكم ، فلسطين اولا ومن ثم يأتي الانتماء الفصائلي او الحزبي او المذهبي ، فلسطين تجمعنا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد ، فكونوا دوما نموذجا في الوحدة والاخوة والرصانة والوطنية الصادقة بعيدا عن اولئك الذين يتاجرون بقضيتنا الوطنية لاهداف لا علاقة لها بالوطن ولا علاقة لها بالقدس وما تتعرض له من استهداف .

القدس امانة في اعناقنا وعلينا ان نحافظ عليها ، القدس عاصمتنا الروحية والوطنية وحاضنة اهم مقدساتنا .

قدم سيادته للطلاب تقريرا تفصيليا عن احوال مدينة القدس كما قدم بعض المنشورات التي اعدتها مؤسسة باسيا حول ما تمر به المدينة المقدسة .

اما اعضاء الوفد المكون من 40 طالبا من مختلف الاختصاصات فقد شكروا سيادة المطران على كلماته الصادرة من القلب الى القلب وعبروا عن احترامهم وتقديرهم له ولعطاءه وحكمته ودفاعه الدائم عن عدالة قضية شعبه ، اننا نثمن مواقفك وحضورك ورسالتك ونعتبرك علما من اعلام فلسطين والامة العربية ، ونعتبرك علما من اعلام قضايا الحرية والكرامة الانسانية في عالمنا .

كما اجاب سيادة المطران على عدد من الاسئلة والاستفسارات .