الحربش: الطَّاقةَ قدْ أصبحتْ خلال السَّنوات الأخيرة محوْر أنشطةِ أوفيد

الحربش: الطَّاقةَ قدْ أصبحتْ خلال السَّنوات الأخيرة محوْر أنشطةِ أوفيد
جانب من اللقاء
رام الله - دنيا الوطن
وقَّعَ مديرُ عام صندوق أوبِك للتنمية الدولية (أوفيد)، السَّيد سليمان جاسر الحِرْبِش، ثلاثَ اتِّفاقيَّاتِ قُروضٍ ميسَّرةٍ جديدةٍ تبْلُغُ قيمتُها الإجْماليَّة ما يَرْبو على 61 مِلْيون دولار أمْريكي لتعْزِيزِ التَّنميةِ المسْتَدامةِ في ثلاثِ بلدانٍ شريكةٍ في أمريكا اللاتينية وأفريقيا، وهي باراغواي وسيراليون ومالي.  

وتهدفُ اتِّفاقيَّةُ القرض الأوَّل، الَّذي تبْلغ قيمته 32 مِليون دولار أمْريكي، إلى تعْزِيزِ الشَّبكةِ الوطنيَّةِ لإمداداتِ ونقْلِ وتوْزيعِ الكهرباء في عاصِمةِ باراغواي، أسونسيون، الَّتي يسْكُنُها نحو مِليونيْ شخْص، بينما تهدف اتِّفاقيَّةِ القرضِ الثَّاني، وقيمته 13.15 مِلًيون دولار أمريكي إلى تمْويلِ مشْروعٍ يسْتهدف تحسين ثلاث شبكاتٍ للإمدادِ بالمياهِ والصَّرفِ الصِّحي وتشييد البنْيةِ التَّحتيةِ اللَّازمة في ثلاثِ مدنٍ في سيراليون، وهي: مدينة بو وكينيما وماكيني، وذَلك منْ أجْل توْفير إمْدادات المياه الآمن، الأمرُ الَّذي منْ شَأنهِ أنْ يؤدي إلى تحسينِ الظُّروفِ الصِّحيِّةِ والمعيشيِّةِ لنحو 500 ألفٍ من ساكني تِلْك المناطِق.  

أما بالنِّسبةِ للقرْضِ الثَّالث اَّلذي يأْتي في إطارِ مِرْفقِ القِطاعِ الخاص، وقيمتُه 15.9 مِليون دولار أمْريكي، فيهدفُ إلى المشاركةِ مع مجموعةٍ من المؤسساتِ الإنمائيةِ الدولية في تمويلِ مشْروع يعنى بتشْييد محطة لتوليد الطَّاقة الكهربائيَّة بقدرة 90 ميغاوات في مدينة كايس على نهر السَّنيغال بجمهوريَّة مالي، والتي يسْكُنُها نحو 127 ألف نسمة.

في كلمتهِ خلال مراسم توْقيع اتِّفاقيَّة القرض الأوَّل مع المهندسِ، فيكتور روميرو سوليس، رئيس الشركةِ الوطنيَّةِ للكهرباءِ في باراغواي، تَحدثَ المديرُ العامِ عن علاقةِ أوفيد الوطيدةِ مع باراغواي التي تمتد إلىَ ما يقرُب من أربعةِ عقودٍ، مَنَحَ خلالها أوفيد عدداً منَ القُروضِ تقدَّر بما يرْبو على 168 مِليون دولار أمريكي لدعْم مشْروعاتٍ مختلفةٍ للقطاعِ العام، ومنها قطاع النَّقلِ والمِياهِ والزِّراعةِ فضلاً عن تعزيزِ القطاعِ الخاص من خلال تموْيل المشْروعات الصَّغيرةِ والمُتوسطةِ الحجْم.

وأشارَ المديرُ العام إلى أنَّ هذه الاتِّفاقيَّة هي الثَّانية منْ نوْعها مع البلدِ الشَّريك، إذْ قدَمَ أوفيد أوَّلَ قرْضٍ لدعمِ مشْروع قِطاع الطَّاقة في باراغواي عام 2011 لتحسين شبكة الكهرباء الوطنيَّة في منْطقةِ وسَطِ وشَرقِ البلادِ، وأكَّدَ على مواصلةِ أوفيد دعْمه لجهودِ الحكومةِ منْ أجلِ حصولِ الجميع على الطَّاقةِ.

وأوْضَحَ السَّيدُ الحِرْبش أنَّ الطَّاقةَ قدْ أصبحتْ خلال السَّنوات الأخيرة محوْر أنشطةِ أوفيد إنْطلاقاً من تجربتهِ العمليةِ على مدىَ أربعةِ عقودٍ على ساحةِ التَّنميةِ الدوليَّة، والَّتي خلصت إلى أنَّ الطَّاقةَ محورية لمواجهةِ كل تحدٍ أمام عجلة التَّنميةِ، مشدِّداً بذلك علىَ أنَّ الحصولَ على خدماتِ الطَّاقةِ المسْتَدامةِ الموْثوقةِ بتكلفةٍ ميْسورةٍ شرطٌ أساسيٌ لتعْزيزِ الاقْتصادات وحماية النُّظم الإيكولوجية ومنْ ثمَّ تحْقيق التَّنمية المسْتَدامة. 

وبدوْرِه، شَكَرَ المهندسُ سوليس مديرَ عام أوفيد، مُؤكِّداً على أهميَّة تمويل هذا المشْروع الجديد بالنِّسبَةِ لمؤسَّسةِ الكهرباءِ الوطنيَّةِ في باراغواي ولبلدهِ على حدٍ سواء.  وأعْربَ عن امْتِنانِ بلاده لأوفيد، الذي يُعد مصدراً هاماً للتَّمويلِ الإنمائي، وقال أن هذا القرض هو الثاني من نوعه خلال السِّت سنوات الماضيَّة مما يؤكد على عمقِ علاقةِ الشراكةِ بين أوفيد والشركةِ الوطنيَّةِ للكهرباءِ وحكومة باراغواي.

وفي كلمتهِ خلال مراسم توْقيع اتِّفاقيَّة القرضِ الثَّاني مع سعادةِ سفيرِ سيراليون لدىَ ألمانيا، السِّيد ستيفينز، أشارَ السِّيدُ الحِرْبِش إلى تاريخِ الشَّراكةِ بين الطَّرفين التي يعود تاريخها إلى بدايةِ إنْشاء المؤسَّسة عام 1976 قدَّم خلالها أوفيد ما يُناهز 150 مليون دولار أمريكي لدعمِ القطاعاتِ الهامة، وعلى رأسها قطاع التَّعليمِ والطَّاقةِ والنَّقلِ والإمدادِ بالمياهِ والصَّرفِ الصِّحي، فضْلاً عن القروضِ المقدَّمةِ في إطارِ مبادرة التخفيف من وطأةِ الدِّيون في البُلْدان الفقيرة المثْقلة بالدِّيون. ويأتي هذا بالإضافة إلى مِنَحِ أوفيد المقدَّمة لدعمِ العديدِ من البرامجِ الوطنيةِ والاقليمية.

وأكَّدَ السَّيدُ الحِرْبِش على أنَّ هذا المشْروع الجديد يأْتي في إطارِ النَّهج التَّرابطي اللازم لتحقيقِ أمن المياه والغذاء والطَّاقة الَّذي وصفه "بحجر الزاوية" لخطة أوفيد الاستراتيجية للعقد المقبل، مُشيراً إلى إحْرازِ تقدمٍ كبيرٍ نحو هذا الهدف حيْثُ خصَّص أوفيد نحو 68% منْ إجْمالي تعهداتهِ حتى الآن لدعمِ تلْك المشْروعاتِ المتعلقةِ بهذا النَّهج الترابطيّْ.

واخْتَتَمَ السَّيدُ الحِرْبِش كلمته بتوْجِيهِ الشكرِ لسعادةِ السَّفيرِ على حضورهِ، مؤكِّداً على مواصلةِ أوفيد إلتزامهِ بتعزيزِ التعاونِ مع سيراليون.

ومن جانبه، أشَادَ السَّيدُ ستيفينز بنجاحِ المرْحلةِ الجاريَّةِ لمشْروعِ تشييد شبكة إمداد المياه والصَّرف الصِّحي في ثلاثِ مدنٍ رغم كل التَّحدِيَّاتِ الَّتي تواجه بلاده، لا سيَّما انْتشار وباءِ فيروس إيبولا، مُشيراً إلى الحاجةِ الماسَّةِ إلى تمويلاتٍ إضافيةٍ لتوسيعِ نطاق المشروع الأصلى، الأمرُ الذي من شأنهِ أن يساعد على تحسينِ الظُّروفِ الصّحيِّةِ والمعيشيِّةِ لساكني تلْك المناطق.

وأعْربَ سعادةُ سَّفير سيراليون باسم فخامة الرئيس إيرنست باي كوروما، عن تقْديرهِ وشكْرهِ للسِّيدِ الحِرْبِش وجميعِ العاملينَ بأوفيد، وامتنانِ بلادهِ حكومةً وشعباً لدعمِ أوفيد المتواصل لتطلعاتهم الإنمائيَّة.

وفي كلمتِه خلال مراسمِ توقيعِ اتِّفاقيَّة الْقطاعِ الخاص مع رئيس شركة ألباتروس للطاقة في مالي، السيد آمادو سو، بحضور مدير عام الشركة، السيد كونراد بيكر؛ ووزير الطاقة والمياه لدولة مالي، السيد مالك الحسيني، أكَدَ السَّيدُ الحِرْبِش علىَ أنَّ قضيَّةَ فقْرِ الطَّاقةِ هي في صميمِ مهمةِ أوفيد، مُنوِّهاً إلىَ أنَّ بصمته في مجالِ الطَّاقةِ تمتدُ إلى نحو 90 بلداً في جميعِ أنْحاءِ العالمِ النامي. وفي هذا السِّياقِ، أشارَ المديرُ العام إلى أنَّ مهامَ أوفيد تأتي في مجملها تفْعيلاً لخطَّةِ التَّنميةِ المسْتَدامةِ لعام 2030، والتي يدعو هدفها السابع إلى بذْل المزيد من الجهودِ لتوفيرِ الكهرباء لنحو 1.2 بليون نسمة حول العالم النامي فضْلاً عن توفيرِ مرافقِ الطَّهي النَّظيفةِ لنحو 2.7 بليون نسمة ممن يعتمدون على الكُتْلة الحيويَّة لأغراضِ الطَّهي والتَّدْفئة وضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة. 

التعليقات