حماس الضفة: لا يوجد أي تواصل مباشر بين قيادة الضفة وغزة.. وضعنا ضعيف وفي غاية الصعوبة

حماس الضفة: لا يوجد أي تواصل مباشر بين قيادة الضفة وغزة.. وضعنا ضعيف وفي غاية الصعوبة
النائب في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والاصلاح في الضفة الغربية فتحي القرعاوي
خاص دنيا الوطن- كمال عليان
أكد النائب في المجلس التشريعي عن كتلة التغيير والإصلاح في الضفة الغربية فتحي القرعاوي، أنهم يتلقون معلوماتهم حول انتخابات حركة حماس وكافة أمورها من خلال وسائل الإعلام المختلفة، نظراً لحالة الانقسام الفلسطيني الداخلي، والقبضة الأمنية الحديدية للاحتلال الإسرائيلي والسلطة.

وقال قرعاوي في حوار خاص لـ"دنيا الوطن": "لا يوجد أي تواصل مباشر بين الضفة الغربية وقطاع غزة، حتى على سبيل نواب المجلس التشريعي على الأقل لا يستطيعون الحديث حول أي قضية سياسية لأن جوالاتهم وكافة وسائل اتصالهم مراقبة على مدار الساعة".

ونفى ما ذكرته بعض وسائل الإعلام الفلسطينية حول وجود خلافات بين حركة حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد الانتخابات الداخلية الأخيرة، مشدداً على أن ذلك غير صحيح وغير دقيق نهائياً.

وأضاف "درجت في الفترة الأخيرة بعض الأخبار حول حماس في الضفة الغربية غير صحيحة ودقيقة، وعلى من يتحدث عن حالة الخلاف أن يصحح وضعه الداخلي قبل أن يحكي عن خلاف لدى الآخرين"، موضحاً أن هدف هذه الوسائل الإعلامية من نشر هذه الأخبار هو الدعاية الإعلامية غير الدقيقة وغير الصحيحة حول حركة حماس.

انتخابات داخلية

وأوضح القيادي في حماس بطولكرم، أن الانتخابات الداخلية للحركة في الضفة الغربية فيها صعوبة ومعقدة جداً، مضيفاً، "أنا من الناس الذين لا يعلمون متى بدأت الانتخابات في الضفة، نظراً للوضع الأمني وصعوبة التواصل وقلة التواصل، ولا نعلم أي شيء دقيق بهذا الموضوع".

وتابع قرعاوي: "وضع الحركة بالضفة الغربية ضعيف وفي غاية الصعوبة، وحتى عمل الكتلة الإسلامية الطلابية يسير على حقل ألغام، حيث تم اعتقال معظم طلابها في جامعة خضوري، وقيادة الكتلة في جامعة النجاح معتقلة إما لدى السلطة أو لدى إسرائيل".

وأشار إلى أن كل هذه الإجراءات القمعية بحق أبناء الحركة يدفع الناس للخوف من تأييد حركة مطاردة، مبيناً أن واقع الإنسان الفلسطيني مكبل، والحريات مصادرة بالضفة، الأمر الذي أدى لتراجع العمل الإسلامي.

وأكمل قرعاوي، "حتى أئمة المساجد تم نقل بعضهم وإحالة الكبار منهم للتقاعد، وهذا الواقع المؤسف والصعب وشدة المراقبة الموجودة تجعل حماس أو أي حركة غيرها لا تتابع وضعها بشكل جيد".

وشدد القيادي في حماس على أن أهم أولويات قيادة الحركة بعد الانتخابات الداخلية ستكون إعادة اللحمة للشعب الفلسطيني، والتواصل مع الفصائل ووضع خطة واضحة لإعادة اللحمة الداخلية لمواجهة التحديات الصعبة خلال الفترة المقبلة.

مجلس وطني

وحول ما إذا قررت السلطة الفلسطينية عقد المجلس الوطني في رام الله، أكد قرعاوي أنه سيكون قراراً يقطع أواصر الشعب الفلسطيني في الداخل عن الخارج، مبيناً أن المجلس الوطني مطلوب منه تمثيل الجميع في الداخل والخارج، "ولو أقيم في الضفة فإن تمثيل الخارج سيكون ضئيلاً وقليلاً".

وأضاف "أي عقد لأي جلسة للمجلس الوطني دون توافق وطني سيكون صعباً، وباعتقادي ستكون المواضيع التي ستطرح مفروضة فرضاً، وسيصعب مناقشة القضايا الحساسة المتعلقة بالشعب الفلسطيني، ولذلك لا جدوى من عقد مجلس وطني فلسطيني دون توافق وبدون الخطوات الأولى للمصالحة على الأقل".

وجدد التأكيد على أن حركة حماس لا تخشى المشاركة في الانتخابات المحلية كما يقول البعض، غير أن الأجواء الراهنة في الضفة الغربية غير مناسبة لإجرائها.

وقال قرعاوي: "الواقع أن إجراء الانتخابات في ظل الوضع الفلسطيني الراهن الصعب سيصب في مصلحة طرف واحد وهو السلطة، ولن يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني ككل، في ظل ظروف غير مناسبة لإجرائها وفي ظل الملاحقة الأمنية وعدم توفر الحرية".

وأضاف "حماس لا تخشى الانتخابات، وإجراؤها لابد أن يكون في ظل توافق وطني، خصوصاً وأن الاعتقالات بحق نشطاء حماس بالضفة مازالت مستمرة، وخصوصاً طلاب الجامعات".

فعاليات ممنوعة

وأوضح أن فعاليات حركة حماس على أرض الواقع مازالت ممنوعة، وملاحقة أبنائها مستمرة، وحتى المسيرات لدعم الأسرى عليها مضايقات، وحتى الناس في حالة من التعقيد والضغط النفسي وهذا كله لا يجعل مجالاً للمنافسة النزيهة".

كما شدد قرعاوي على ضرورة أن تجرى الانتخابات بتوافق فلسطيني، كجزء من اتفاقات المصالحة.

وذكر أنه ومنذ الانقسام ونواب الحركة الاسلامية يعيشون واقعاً صعباً جداً في الضفة الغربية، من عدة جوانب، بعد تعطيل المجلس التشريعي، وعدم عقد أي جلسة فيه، ومنع النواب من الاعتصام داخله لنصرة الأسرى، ومنع النواب من دخول مكاتبهم.

وأكمل، "رئيس المجلس التشريعي قدم طلباً لدى الرئيس أبو مازن لعقد جلسة لمناقشة وضع القدس في ظل الاقتحامات في حينه ولم يرد على الطلب حتى الآن، وحاولنا أكثر من مرة التضامن مع النواب المعتقلين باعتصام إلا أن المجلس أغلق في وجوهنا وتعرض النواب لحملة اضطهاد واسعة من خلال تجفيف المنابع لمكاتبهم، واعتقال أبناء النواب واستجوابهم.

وأكد قرعاوي أنهم كنواب إسلاميين مُقاطعون بقرار داخلي من حركة فتح حتى في العلاقات الاجتماعية، موضحاً أنهم رغم ذلك يحاولون بقاء علاقاتهم بالناس طيبة ومتواصلة والمشاركة في أغلب المناسبات.

ولفت إلى أن شعبية الحركة تزداد في الضفة الغربية نظراً لأنها حركة نقية وطيبة وتنظر للمصلحة الفلسطينية وليس لمصلحتها فقط، مبينا أن أبناءها دفعوا ثمن الانقسام من خلال الاعتقالات والمضايقات.