لها فوائد صحية..الشتاء يعيد أكلات شعبية على موائد الغزيين

خاص دنيا الوطن- كمال عليان
بمجرد أن يبدأ فصل الشتاء بالدخول إلى أجواء قطاع غزة، وتبدأ الأمطار بالهطول، حتى يبدأ الحاج أبو جمعة طنطيش (54 عاماً) بتلقيط أوراق الأعشاب النباتية مثل "الخبيزة" و"اللسان" التي تنمو على جنبات أرضه في مدينة بيت لاهيا شمال القطاع.

ويعتبر أبو جمعة، أن هذه الأعشاب أكلات شعبية مباركة تنمو كل عام دون زراعتها من أحد، مبيناً أن أغلب المواطنين يأكلون هذه الأكلات بشغف وحب كبيرين في هذه الأوقات من كل عام.

وبينما كان يلتقط بعضاً من أوراق الخبيزة يقول أبو جمعة لـ"دنيا الوطن": إنه يتوجه إلى أرضه بشكل أسبوعي في الشتاء، ليلتقط هذه الأعشاب المفيدة جداً لجسم الإنسان، موضحاً أنها أكلات الفقراء والتي لا تحتاج إلى تكاليف كبيرة.

ولم يقتصر الأمر على أبو جمعة، فأغلب الناس في قطاع غزة يلتقطون هذه الأعشاب لتتحول إلى أكلات شهية على موائدهم، فيما يشتري البعض هذه الأكلات من السوق، حيث تنتشر في هذه الأوقات.

وما إن يحل فصل الشتاء حتى يظهر على مائدة أهالي قطاع غزة عدد كبير من الأكلات الشعبية، فتغدو مرغوبة بكثرة خاصة لدى كبار السن، الذين يعدونها مصدراً جيداً للطاقة تمد الجسم بالغذاء المناسب، ومنها ما يقوي جهاز المناعة، وهي مصدر للدفء والوقاية من أمراض الشتاء.

وتعتبر "الخبيزة" من أشهر الأكلات الشعبية المحبوبة لدى الناس بغزة، وتنتشر بكثرة على جنبات الأراضي الزراعية وقرب الصخور بعد تشبع الأرض بمياه الأمطار، وهو ما يدفع الشاب إسماعيل عليان إلى البحث عنها قرب الأراضي الزراعية المنتشرة في منطقة السلاطين شمال غزة.

ويقول لـ"دنيا الوطن" إن جميع أبناء عائلته تحب هذه الأكلات الشعبية البسيطة بشكل كبير، الأمر الذي يدفعه إلى البحث عنها خصيصاً بالقرب من الأراضي الزراعية، مؤكداً أنها أصبحت قليلة مؤخراً بعد الانتشار العمراني وقلة الأراضي الزراعية في الوقت الراهن.

ويشير الطبيب هاني درابيه إلى أن الأكلات الشعبية التي تظهر بعد هطول الأمطار بكميات مناسبة من أهم المصادر الغدائية لدى كثير من العائلات الفلسطينية.

وأكد لـ"دنيا الوطن" أن هذه الأعشاب التي يتناولها الفلسطينيون على موائدهم بشكل شبه يومي لها فوائد صحية كبيرة على جسم الإنسان خصوصاً "الخبيزة".

وفي ذات السياق، تؤكد اخصائية التغذية ألاء سليم، أن أغلب الأكلات الشتوية الشعبية من الأعشاب والنباتات لها أهمية كبيرة لاحتوائها على عناصر مهمة.

وذكرت في حديثها لـ"دنيا الوطن"، أن الصحة والعافية يمكن الحصول عليهما من الطعام الشعبي الذي ورثناه عن أجدادنا، فتكمن أهمية تناول هذه الأغذية في أنها تؤدي إلى زيادة الطاقة في الشتاء، ويفضل إضافة بعض الخضراوات للتخفيف من السعرات الحرارية.

وبينت سليم أن كثيراً منها يحتوي على الفيتامينات والعناصر المعدنية، مثل الخبيزة، فهي تؤكل مطبوخة مع إضافة بعض المكونات إليها كالبصل والليمون الذي يحتوي على فيتامين (ج)، الذي من شأنه أن يساعد على امتصاص الحديد، ويقي الجسم من نزلات البرد والأنفلونزا.

وأضافت، "للخبيزة فوائد كثيرة وعديدة؛ فهي تحافظ على نضارة البشرة، وتساعد على إدرار البول، وكذلك الجرجير الذي يحتوي على نسبة عالية من فيتاميني (ج) و(أ)، والكالسيوم بمعدل 250 ملغم، والفسفور والحديد، وهو هام للوقاية من نقص هذه العناصر الغذائية، وهو منقٍّ للدم، وملين للمعدة، ويزيل النمش والبهاق".

وتشير دراسة علمية أعدها الباحث الفلسطيني في مجال الكيمياء خالد مطر إلى أن أهم ثمانية أعشاب برية في فلسطين مضادة للأكسدة بفاعلية، وتقي من الأمراض وتحافظ على الشباب، هي: الزعمطوط (صابون الراعي)، والخبيزة، والهندباء (العلت)، واللسينة، والفرفحينة، والعكوب، والقرصعنة، والحويري، والهليون.