الفنان وليد توفيق لـ"دنيا الوطن": استطعنا كفنانين عرب أن نفرض اسم فلسطين على العالم الفني

الفنان وليد توفيق لـ"دنيا الوطن": استطعنا كفنانين عرب أن نفرض اسم فلسطين على العالم الفني
خاص دنيا الوطن - أمجد عرفات
من ثمرات إقامة الدولة الفلسطينية ولو على جزء صغير من أراضيها، أن أصبح كبار الفن الفلسطيني يستقبلون فناني الوطن العربي والعالم في فلسطين بعد أن كانوا يُستضافون في بلاد المهجر والشتات، حيث انعكس الوضع وأصبح المعنى أن الفلسطينيين قادرون على العطاء وبناء دولتهم بأنفسهم ولاسيما في المجال الفني، إذا ما أُتيحت الفرصة لهم.

ويُعد كل من الفنان الفلسطيني الصاعد محمد عساف وشادي البوريني وقاسم النجار، والفنان التشكيلي محمد الديري، وفرقة (العاشقين) والفريق الكوميدي المكون من محمود زعيتر وهشام عدنان، والفنان مروان الأسعد، من الأمثلة الحية للفنانين الفلسطينيين، الذين استضافوا فنانين عرباً وأجانب على الأرض الفلسطينية بناء على أجندات فنية خاصة بهم.

ومن هؤلاء الفنانين الذي تم استضافتهم في فلسطين سواء أكانوا عرباً أم أجانب فيما يُعرف بـ (الإقامات الفنية في فلسطين) من قبل فنانين بنفس مستواهم الفني وليس من قبل حكومة أو وزارة معيّنة، الفنان المصري الشهير هاني شاكر والفنان الكوميدي الكوري (ون هو)، والشاعر المصري هشام الجخ، والفنان المصري إيهاب توفيق، والفنان الكوميدي سعد الصُّغيّر والفنانة الأردنية غدير حدادين.

وتعني الإقامات الفنية قيام فنان من نفس البلد باستقبال فنان عربي أو أجنبي من بلد آخر بناء على أجندات فنية خاصة بهم دون الاعتماد على حكومة أو وزارة معينة، والآن بعد أن طُبّقت هذه التجربة  في فلسطين، وعلى الأراضي التي تخضع للسيادة الفلسطينية، كان لا بد من الحديث عنه.

 ويعتبر أن هذا الأمر ذو أهمية كبيرة وخاصة أنه فرض على العالم الفني اسم (فلسطين) إلى جانب المعركة السياسية التي تجتهد فيها القيادة الفلسطينية بلغة السلام، مثلما فرضت فلسطين نفسها على العالم السياسي، وكذلك العالم الرياضي كما حصل في سبعينيات القرن الماضي بقوة السلاح في عملية (ميونيخ) البطولية، والتي كانت تهدف لإدراج اسم فلسطين ضمن بطولة (الفيفا).

وكان الفنان المصري هاني شاكر، قد تم استضافته من قبل كل من الفنان محمد عساف وشادي البوريني وقاسم النجار والشاعر موسى حافظ، في العاصمة الثقافية رام الله، بمناسبة ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية الثانية والخمسين، حيث استفاد الطرفان الضيف والمستضيف عدة أمور ستخدمهم في حياتهم الفنية على عدة مستويات.

وأوضح الفنان عسّاف، أن ما استفاده واكتسبه من خلال الإقامات الفنية في فلسطين وبشكل خاص استضافته للفنان شاكر، هو اكتساب مهارات فنية كثيرة افتقدتها مسارح الفن بفلسطين، مشيراً إلى أنه لأول مرة يرى الفنان شاكر بأسلوب فني جديد، وهو الأغاني التي تعبر عن الوطن.

هذا ما أوضحه الفنان البوريني، مضيفاً لـ "دنيا الوطن"، "كانت هذه المرة الأولى في حياة شاكر وهو أحد أكبر الفنانين العرب الذي يتجاهل أغنيته المشهورة (غلطة وندمان عليها)، حيث اعتاد مسبقاً على افتتاح الأمسيات التي يُحييها في معظم الدول العربية بهذه الأغنية، ولكن هذه المرة اكتشفت أنه لا غنى عن الأغاني الوطنية العربية في مجال الفن، وكذلك أغاني البطولات والتضحيات العربية".

 وأشار إلى أنه للمرة الأولى التي يقوم فيها فنان عربي بتقليد الفنان المصري الراحل عبد الحليم حافظ بالمزج بين الأغاني الغرامية والأغاني الوطنية، حيث كانت أغنيته في رام الله بعنوان (العلم) تكريماً للعلم والشعب الفلسطيني الذي قدم تضحيات على مدى التاريخ؛ ليبقى هذا العلم يمثل دولته في كافة المحافل الدولية.

وأكد الفنان مروان الأسعد من رام الله والذي استضاف الفنان المغربي الشهير سعد المجرد، وكذلك فرقة (دي جي) الفنية بأنه استطاع تنمية موهبته الفريدة من نوعها في مجال الفن الذي تمثله هذه الفرقة، وهي الفرقة الوحيدة في العالم التي تتقن فن (الدي جي) والذي تم تسمية الفرقة به بناء على اسم الفن الذي تتقنه.

كما أعرب الفنان الكوميدي هشام عدنان عن حبه لتكرار تجربة الإقامات الفنية، والذي قام باستضافة الفنان الكوري (ون هو) خلال مهرجان الضحك السنوي بمدينة غزة بمناسبة بداية عام 2017 حيث تم عرض فيديو المهرجان الذي سجلاه معاً أمام حشد كبير من الجمهور، مبيناً بأنه يرغب بتكرار هذه التجربة، وخاصة أنها وضعت الفنانين الكوميديين الفلسطينيين على الخارطة الفنية، وخصوصاً اعتراف رابطة الفنانين العرب بهم.

وبالحديث مع الفنانين العرب الذين قاموا بزيارة فلسطين بناء على طلب من بعض الفنانين الفلسطينيين، أكد الفنان المصري سعد الصُّغيّر أنه لأول مرة يستخدم اسم (فلسطين) في أغانيه، بل إن الكثير من معجبيه والفنانين في العالم العربي تحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي إلى حوارات متعلقة بالقضية الفلسطينية، لافتا إلى أنه اكتشف مواهب فلسطينية خلال زيارته للوطن كان من الأجدر أن يفكر بالتعاقد مع أصحابها مسبقاً للتمثيل معه في أفلامه الكوميدية.

كما أكد الفنان اللبناني وليد توفيق إطلاقه ألبوماً وطنياً جديداً بعنوان (فلسطين) يضم مجموعة من أبرز أعماله الوطنية التي قدمها طوال مسيرته الفنية نصرة للشعب الفلسطيني، ويضم هذا الألبوم سبع أغانٍ وهي: (صوت الحجر، والناصرة، وشمس الأحرار، وفكوا الحصار، ومن حقي،  ويا أرضي،  آه زينب)، مؤكداً أن طرحه لهذا العمل ما هو إلا التزام منه على مدار مسيرته الفنية بدعم القضايا الوطنية في الوطن العربي، والتي يعتبرها من أهم الرسائل السامية للفنان العربي أينما حل.

كما أوضح عن حديث دار بينه وبين السفير الفلسطيني في بيروت بشأن قدومه إلى دولة فلسطين لإحياء أمسيات وطنية فيها يدعم بها الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، على الرغم من حظر دخول اللبنانيين للأراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لافتاً إلى أنه سيلجأ بنفسه إلى مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وإلى وزارتي الثقافة والإعلام الفلسطينية لتقديم طلب القدوم للضفة الغربية؛ ليوضح للعالم بأن استضافته كعربي بفلسطين ما هي إلا دليل على خصوبة هذه الأرض للفن العربي بكافة أشكاله، وعلى أنه يجب تمتعها بالاستقلال التام، وخاصة في استقبالها لأي شخص ترغب به على أراضيها.  





التعليقات