الإعلان عن تأسيس "رابطة للمربّين المبدعين" بتونس

رام الله - دنيا الوطن
تحت شعار مقتبس من نصّ للشّاعر الخالد محمود درويش: "فكّر بنفسك... قل: ليتني شمعة في الظّلام " شهد معهد عبد العزيز الخوجة بمدينة قليبية يوم الأحد 19 فيفري 2017 حفل الإعلان عن تأسيس " رابطة المربّين المبدعين بولاية نابل " الذي حضره عدد كبير من المربّين المهتمّين بالشّأن الإبداعي داخل الفضاء المدرسيّ.

استهلّ الحفل بتلاوة بيان التّأسيس الذي احتوى على دوافع التّفكير في مثل هذا الهيكل الجديد ومن أهمّها:

المساهمة في سدّ النّقص الذّي تشهده السّاحة التّربويّة في المجال الثّقافيّ والفنّي وخاصّة في المناطق الدّاخليّة البعيدة عن مركز الولاية ومحيطه.. وتوحيد المجهودات الفرديّة المشتّتة التي تقوم بها بعض الجمعيّات أو يطلقها بعض المربّين بشكل تطوّعي أو في إطار تنشيطيّ رسميّ لا يحظى بما ينبغي من اهتمام ومواظبة.. ومواصلةً لأنشطة الموسم الأوّل من برنامج تنشيطيّ مدرسيّ أطلقته جمعيّتا: " فنون المتوسّط " و " أحبّاء المكتبة والكتاب " بنابل وحاولت أن تزور مختلف مناطق جهة الوطن القبليّ تحت شعار " أكتب حياتك وانتظرها" ضمن برنامج أطلق عليه عنوان "البيت الثقافي للمؤسّسات التّربويّة".

كما ركّز البيان على دعوة كلّ الجمعيّات المهتمّة بهذا الشّأن على المساهمة في إنجاح هذه المبادرة بالانخراط في العمل الميدانيّ، ودعا كلّ المربّين المبدعين إلى تحمّل مسؤوليّتهم التّربويّة الجليلة التزاما بروح الإبداع الحقّ وتجسيدا لواجب المربّي العضويّ الذي تحتاجه بلادنا في هذه المرحلة الدّقيقة من تاريخها.

وفي تعليل الاختيار على الجمعيّات الخمس المذكورة في بيان التّأسيس، ذكر رئيس جمعيّة فنون المتوسّط بنابل أنّ العمل بمبدإ الشّراكة مع الجمعيّات التي تعمل في نفس النّطاق وتسعى إلى المساهمة في تحقيق نفس الأهداف التي ذكرناها أعلاه يفتح المجال أمام كلّ جمعيّة أخرى ترغب في الانضمام إلى المشروع شرط أن تلتزم بالأهداف المعلنة وتنضبط إلى الشّروط المذكورة ومن أهمّها عدم إقحام أيّ منحى إيديولوجيّ أو سياسيّ في الأنشطة الفنيّة أو الثقافيّة المزمع إنجازها. مضيفا أنّ الاختيار على جمعيّة منارة الأدب بقليبية كان اعترافا بأهميّة الدّور الذي تقوم به هذه الجمعيّة منذ أكثر من خمس سنوات في الوسط المدرسيّ بقدح روح الإبداع والفّكر النّقديّ ودعم المواهب التّلمذيّة في مختلف الفنون وعلى رأسها فنون الكتابة بأكثر من لغة.

وأضافت السيّدة رئيسة جمعيّة منارة الأدب بقليبية أنّ " رابطة المربّين المبدعين بالوطن القبلي " وإن أعلنت مبدأ الاستقلال في بيان تأسيسها، فإنّها لا تنوي العمل بمعزل عن الإطار الإداريّ الرّسميّ الذي ترتبط به قانونيّا وإداريّا، وهو المندوبيّة الجهويّة للتّربية، استنادا إلى الاتّفاقيّات المبرمة بين الجمعيّات المؤسّسة للرّابطة وبين وزارة التّربية.

حفل الافتتاح شهد حضور عدد كبير من المربّين المبدعين في مختلف مجالات الإبداع الفنيّة والأدبيّة ومن بينهم السّيّدات والسّادة: نورة عبيد ومحمّد عيسى المؤدّب، وهاجر ريدان، ولمياء المجيد، وجودة بلغيث، وسليم المستور وقيس بوستّة، ومها الأنقليز، طارق السويسي ورشيدة الفارسي.

وبعد مناقشة البيان والاستماع إلى اقتراحات المنخرطين في هذا الهيكل الجديد، تمّ الاتّفاق على أن تنطلق الفعاليّات التّنشيطيّة في المدرسة الإعداديّة بزاوية المقايز ثمّ بالمدرسة الإعداديّة بسيدي الجديدي من معتمديّة الحمّامات ثمّ بمعهد حمّام الغزاز فمدرسة المعيصرة الابتدائيّة ومدرسة الشّريفات الابتدائيّة.. على أن تستمرّ الأنشطة بشكل دوريّ منتظم إلى موفّى الموسم الدّراسي الذي يُختتم بمهرجان جهويّ للإبداع المدرسيّ ينتظم في مدينة نابل وتدعمه المندوبيّة الجهويّة للتّربية.

هذا وقد تخلّل الحفل الاستماع إلى قراءات شعريّة ووصلات غنائيّة وموسيقيّة قدّمها تلامذة ينشطون في البيت الثّقافي بمعهد بني خيار تحت إشراف المربّية ليلى المشرقي.

وفي محاورة مع بعض المربّين المؤسّسين لهذه المبادرة قالت السيّدة جودة بلغيث أنّها مؤمنة بالإضافة التي سيقدّمها مثل هذا التّنسيق للمشهد الإبداعيّ في الوسط المدرسيّ، لأنّه يسعى إلى جعل المربّي المبدع قدوة حيّة يراها التّلميذ ويتعامل معها بشكل مباشر وقد يكون للنّاشة من مثل هذه اللقاءات ما يغري بأن يختاروا مسالك الإبداع في مستقبل حياتهم. كما ذكرت السيّدة نورة عبيد أنّها تعوّل كثيرا على هذا البرنامج، رغم محدوديّة مجال تحرّكه، ليساهم في كسر حالة الرّكود التي تشهدها مدارسنا الرّيفيّة في مجال الأنشطة الثّقافيّة والفنيّة.

وركّز الأستاذ لطفي الشّابي على ضرورة أن تلفت الجهات الرّسميّة إلى مثل هذه المبادرات وتدعمها ماديّا خاصّة، لأنّ كلّ هذه التحرّكات تقوم بها جمعيّات لا تلقى أيّ دعم ماديّ، وجلّ مصادر تمويلها من الانخراطات أو تطوّع النّاشطين فيها.