فريق برنامج كوميدي يتعرض لـ"الإبتزاز والتهديد المسلح" من جماعة عشائرية

فريق برنامج كوميدي يتعرض لـ"الإبتزاز والتهديد المسلح" من جماعة عشائرية
فريق برنامج "ولاية بطيخ" الكوميدي
رام الله - دنيا الوطن
تعرض فريق برنامج "ولاية بطيخ" الكوميدي الذي يعرض على أحدى القنوات العراقية المحلية، إلى عمليات "إبتزاز وتهديد مسلح" من قبل جماعات عشائرية إستغلت إنتقاد قبيلة عراقية في أحد مشاهد البرنامج، وقامت بملاحقة مخرج البرنامج وهاجمت منزله بالاسلحة الرشاشة.

وفي مساء أمس الأول 21 فبراير، تعرض منزل مخرج البرنامج الإعلامي علي فاضل في منطقة بارك السعدون بالعاصمة بغداد إلى إطلاق نار كثيف من قبل جماعة قال عنها إنها "عصابة" وليست عشائرية، لكن لم يتعرض أي من المتواجدين في المنزل للإصابة.

وذكر المخرج التلفزيوني علي فاضل لمرصد الحريات الصحفية (JFO)، أن "الذي حدث معنا لم يكن إسلوباً عشائرياً، فكلنا نعرف ما تُسمى بـ"الدكة" العشائرية وعدد إطلاقاتها النارية، أما ما حدث من هجوم على منزلي، هو هجوم من عصابة تبتز فريق ولاية بطيخ لإستغلال حادثة ما".

وأضاف أن "عائلتي تعرضت للخطر والأطفال الذين كانوا داخل المنزل عاشوا لحظات رعب كبيرة وكاد ان يقتل ابني، لذا أطالب الحكومة بحمايتي وعائلتي وكادر فريق برنامجي من التهديدات التي نتعرض لها بإسم العشائر".

وعادة ما تلجأ القبائل العربية لما يُعرف ضمن مجتمعها بمصطلح "الدكة"، وهو فعل تقوم به العشيرة التي تدعي أن لها حق لدى العشيرة الأخرى ولم تقم الأخيرة بإعطائها لها، مما يدفع العشيرة الأولى إلى مهاجمة سكن  العشيرة الثانية باطلاق رصاصتين تُطلقان أعلى المنزل.

وجاء الهجوم على منزل مخرج "ولاية بطيخ" بعد مشهد عرض في البرنامج الكوميدي ذكر فيه شيخ قبيلة بني لامغضبان البنية في قصيدة عربية ما اعتبرته القبيلة اساءة له.

والشيخ غضبان البنية له تاريخ حافل بمواجهة القوات المحتلة التي دخلت الاراضي العراقية وهو من محافظة ميسان، وتولى زعامة قبيلته في عام 1897 وخاض حروب متعددة لمواجهة هذه القوات قبل ان يتوفى في بغداد 1929.

وقال مرصد الحريات الصحافية (JFO)، إن "التهديد الذي يتعرض لها كادر ولاية بطيخ، يُهدد حياة الإعلاميين العراقيين بشكل عام، وسيكون أشبه ببداية التضييق العشائري والقبلي على حرية الصحافة والتعبير"، مؤكدا أنه "من الضروري أن يكون هناك تدخلاً حكومياً يمنع تلك الإعتداءات ويُحاسب المخالفين".

غسان إسماعيل، وهو أحد شخصيات الكوميدية البارزة في البرنامج، قال لمرصد الحريات الصحافية (JFO)، إن "السبب وراء كل ما يحدث لنا هو مشهد كانت فيه إهزوجة ذُكر فيها إسم الشيخ العشائري المعروف غضبان البنية، ولم تكن فيها أية إساءة، كما أن الممثل الذي أدى هذا الدور ينتمي لعشيرة بني لام التي يُعد البنية من شخصياتها البارزة".

الإهزوجة هي فن شعري شعبي يقال في المناسبات الحزينة والمفرحة لدى المجتمعات العشائرية في العراق، وتلعب دور مؤثر وفاعل في تمجيد الاشخاص والجماعات القبلية.

وزار عضو مرصد الحريات الصحافية (JFO) شيخ عشيرة بني لام والتقى الشيخ علي ناصر ال غضبان البنية، وهو حفيد الشيخ البنية، وقال ان "القضية في طريقها الى الحل".

الشيخ الذي يسكن في مدينة الصدر، شرق بغداد، تحدث عن وساطات حكومية تواصلت معهم حول هذه القضية "ولكن هناك اجراءات عشائرية كما هناك اجراءات بالقانون".

القاعة الكبيرة التي تسمى عربيا بالمضيف والتي كانت تضم اكثر من 70 شخصاً من القبيلة ويتوسطهم الشيخ لم يتحدث احدهم صراحة عن مهاجمة منزل المخرج على فاضل لكن الشيخ الشاب قال "سنكون دعاة سلام".

مرصد الحريات الصحافية (JFO) يطالب رئيس الحكومة حيدر العبادي، بضرورة توفير الحماية اللازمة للكوادر الإعلامية في قناة هنا بغداد ومنع الإعتداءات المتكررة التي تتعرض لها من جهات عدة، كما يدعو وسائل الإعلام المحلية في العراق إلى القيام بحملات مدافعة لتعزيز حرية التعبير والرأي في البلاد.

ويُعد برنامج "ولاية بطيخ" الذي يُبث عبر قناة هنا بغداد الفضائية كل يوم خميس، من البرامج الكوميدية المحلية المعروفة، حيث يتناول في فقراته انتقادات للاوضاع السياسية والاجتماعية العراقية. بُثت حلقته الأولى في الثلاثين من أغسطس 2015، وتتراوح دقائق الحلقات بين الـ (30 - 60)، وهو من البرامج التي حصلت على نسبة متابعين عالية، ويُديره مجموعة من الشباب المسرحيين المعروفين.

 


التعليقات