الأخت الكبرى للأخت الصغرى... رائدات عالميات ينقلن خبراتهن للفتيات بغزة

الأخت الكبرى للأخت الصغرى... رائدات عالميات ينقلن خبراتهن للفتيات بغزة
خاص دنيا الوطن- سوزان الصوراني
يجذبك في ذلك المكان حضور الفتيات وشغفهن في إيجاد أخت كبرى لهن، ومتابعتهن لعدد من لقاءات "الفيديوكنفرنس" مع نساء عالميات رائدات ناجحات.

بعد نجاح الفعالية الأولى وربط إحدى عشرة فتاة صغرى مع نساء من الخارج؛ لتكون بمثابة أخت كبرى لهن، أطلقت challenge to change فعاليتها الثانية الخميس في مدينة غزة بمناسبة اقتراب الثامن من آذار مارس، ما يطلق عليه شهر المرأة، فكانت فعالية الأخت الكبرى للأخت الصغرى  بحضور مجموعة من الشابات الفلسطينيات اللواتي تم ربطهن هذه المرة أيضاً بمدربات عالميات عربيات من الخارج عبر اتصال "الفيديو كنفرنس" ومن داخل القطاع، محترفات في مجالهن من خلال تدريبهن حول مهارات حياتية مختلفة.

الفكرة تدعم الفتيات اللواتي لم يحظين بأخت كبرى، يأخذن باستشارتها وخبرتها، يتم الربط بينهن بناء على طلب قمن بتقدميه يحدد متطلبات الأخت الصغرى، وبحسب خلفية واهتمام الأخت الكبرى ومهاراتها.

تقول منسقة برامج challenge to change في غزة سندس القططي لـ "دنيا الوطن": "نسعى لإيجاد التغيير في شخصية الفتاة وصولاً إلى اكتشاف الحلول بنفسها، تبدأ من خلال الاستشارة والمناقشة كل ماتجده أمراً صعباً بالنسبة لها مع أخت كبرى قمنا بربطهن سوياً سواء من داخل القطاع أو خارجه، وجود المحامية فاطمة عاشور اليوم تمثل الأخت الكبرى لعرض تجربتها وخبرتها في العمل الحقوقي لعشر سنوات مضت".

وأضافت القططي: "القادم هو برنامج دوائر (circles) ستشكل الفتيات حلقات مناقشة فيما بينهن في غرف مغلقة لطرح مشكلاتهن وخبراتهن وابتكار الحلول المناسبة".

في السياق ذاته، أشارت الأخت الكبرى فاطمة عاشور، إلى أن المرأة بإمكانها أن تصبح فاعلة في المجتمع من خلال ثلاثة أعمدة لا يمكن فصل أحدها عن الآخر، تتمثل في المرأة نفسها بالدرجة الأولى والمجتمع المدني، وكذلك على الدولة قدر من المسؤولية.

وأشارت الأستاذة عاشور إلى أن تخاذل أحد هذه الأعمدة يؤخر من فعالية دور المرأة، ويتمثل دور الدولة في إيجاد خطة وطنية لتمكين ودعم النساء و تلبية احتياجاتهن، بدءاً من الحساسية الجندرية في الموازنة نزولاً إلى تقلد المرأة للمناصب العامة ومراكز صنع القرار، وبالتأكيد على دور الدولة واهتمامها في التعليم والإعلام، كونهما من أهم المنافذ التي تنفي الصورة النمطية عن المرأة.

وأضافت لـ (دنيا الوطن): "العاملون في المجتمع المدني يقومون بدور كبير وفعال ولكنه لا يستطيع منفرداً تغطية احتياجات النساء في الضفة أو في غزة، ولاشك أن العبء الأكبر على المرأة نفسها من خلال البحث عن مصادر المعرفة وعن كل المنافذ التي تساعدها للوصول إلى الهدف الذي تبتغيه بالتأكيد على عمل الأعمدة السابق ذكرها جنباً إلى جنب".

كانت عبير واحدة من الفتيات اللواتي يفتقدن أختاً كبرى لها، تساعدها بنصيحة أو خبرة خلال مشوار حياتها، وهذا ماعاشته عبير فعلياً أثناء اختيارها لتخصصها الجامعي، تشارك عبير في لقاءات الأخت الكبرى للأخت الصغرى؛ لكي تجد أختاً كبرى تحرص عليها كما تفعل مع الأخريات، وتقوم بتوجهيها إلى الطريق الصحيح.

الأخت الكبرى للأخت الصغرى، فعاليات مستمرة للعمل على تعزيز ثقة الفتاة الفلسطينية العربية بنفسها، حتى تستطيع الوصول إلى الحلول لكل ما تواجهه من مشكلات مجتمعية وعملية، وتخلق داخلهن إصراراً بالوصول إلى النجاح الذي يطمحن إليه.