أزمة ماليّة تُهدد المعاهد الأزهريّة بغزة

خاص دنيا الوطن- آلاء البرعي
ما زالت هناك العديد من الأزمات الماليّة التي تعصف بالمعاهد الأزهريّة، التي أنشئت عام 1955 في قطاع غزة، كأول مؤسسة في الوطن العربي، تهتم بالشؤون الدينيّة بشكل أكاديمي، لتُعد امتداداً للأزهر الشريف في جمهورية مصر العربية.

يمر المعهد الأزهري حالياَ بأزمة ماليّة قاسية، فمع بداية عام 2017، بدأت الأزمة تهدد بصورة واضحة مستقبل المعهد، والتي عملتْ على غياب التطوّر للارتقاء بالمستوى التعليمي حسب النُظم الجديدة، وانخفاض معدل الطُلاب الملتحقين في صفوفه عاماَ بعدَ عام.

ديون وعجز

عميد المعاهد الأزهرية في فلسطين، عماد حمتو أوضح في تصريحات صحافيّة سابقة، أن المعاهد تعاني من ديون طائلة تُقدر بـ "مليون" شيكل، ولا يُوجد سيولة لدى المعهد سوى "7000" شيكل، جاءت من تبرعات جُمعت خلال أحد الفصول الدراسيّة من العام الماضي، مشيراً إلى أنّ المعهد في حاجة إلى ميزانيّة تشغيليّة تقدّر بـ "20 ألف دولار" شهريّاً.

وشرح حمتو، أن الأزمة المالية التي تلُم بالمعهد أثرت بشكل واضح على أعداد الطلاب المُسجلين، حيث انخفض عددهم من ألفي طالب وطالبة قبل عشر سنوات؛ إلى ألف طالب وطالبة به حالياً، 70% منهم من الذكور.

فيما يتبع المعهد إداريًا للسلطة الوطنية الفلسطينيّة منذ عام 1994، ويتبع للسياسة التعليمية للمعاهد الأزهرية في مصر، من حيث المنهاج والكُتب الدراسيّة، والامتحانات ومنح الشهادات العلمية، وشروط القبول للطلاب.

انخفاض الطلاب الوافدين

أما مدير معهد الأزهر، جهاد عساف، يشير إلى أن الميزانيّة التشغيليّة يُصرف معظمها دفعات ماليّة لحافلات النقل، وتغطية فاتورة رواتب العاملين فيه البالغ عددهم 115 عاملاً إدارياً وأكاديمياً، إضافة إلى العاملين بنظام العقود، الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر.

وبحسب إحصائيات المعهد، فإن إقبال الطلبة عليه يقل مع الوقت، حيث انحدر عدد الطلاب المنتسبين له لأكثر من ألفي طالب سنوياً، لما يعانيه المعهد من عجز، منوّهاً إلى أن إيرادات المعهد تعتمد على تبرعات أهل الخير في فلسطين وخارجها، إضافة إلى إيرادات أخرى متمثلة بتأجير المعهد لأراضي الأوقاف الممنوحة له.

يختتم عساف حديثه بقوله:"التراجع ناتج عن تأخُر مستوى الامتيازات التي يمنحها المعهد للمنتسبين، منذ العام 2012، حيث كان هناك التزام شهري بدفع مكافأة مالية لطلابه بقيمة 15 دولاراً".