مشاريع جليلة دحلان في غزة.. إنسانية أم تسويق سياسي لزوجها؟

مشاريع جليلة دحلان في غزة.. إنسانية أم تسويق سياسي لزوجها؟
جليلة زوجة النائب المفصول محمد دحلان
خاص دنيا الوطن- علاء الهجين
سياسة جليلة دحلان، التي تتبعها منذ سنوات قريبة فقط، والتي تتمثل بتقديم المساعدات الاقتصادية والإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، عبر مركزها "فتا"، تثير تساؤلات عدة، فالبعض لا يرى أنها مساعدات بحتة دون هدف تسعى إليه، بل هي تحاول تثبيت دور زوجها المفصول من حركة فتح محمد دحلان، في المشهد السياسي الفلسطيني تمهيداً لمستقبله، إذا ما ترشح للانتخابات الفلسطينية المقبلة إن عُقدت.

يوضح المحلل السياسي الأستاذ الدكتور ناجي شراب، أن المساعدات الإنسانية على مدى أهميتها بالنسبة لأهالي قطاع غزة، التي تقدمها مؤسسة "فتا"، والتي تديرها زوجة المفصول من حركة فتح محمد دحلان، لها أبعادها السياسية، وبشكل عام المساعدات الإنسانية على مستوى كافة العلاقات، لها أبعاد سياسية، وبالتالي لا يمكن فصلها عن تلك المساعدات التي يستفيد منها الأهالي في القطاع.

ويؤكد أ. د شراب، أن أبرز الأهداف السياسية التي تسعى لها جليلة دحلان، هي تثبيت وجود المفصول من حركة فتح دحلان، على الساحة الفلسطينية، وتوسيع قاعدة التأييد السياسي له، إضافة إلى إرسال رسالة قوية على مستوى حركة فتح، أن دحلان له تواصل مع أبناء الشعب الفلسطيني، وأنه موجود وله حضور تأثيري على أبناء القطاع، من خلال أموال زوجها. 

ويبين، أن تلك المساعدات التي تدخل قطاع غزة عن طريق مؤسسة "فتا" قد تكون بها قدر كبير من الانتقائية في آلية توزيها، وخاصة أن المشرفين على توزيعها ينتمون لجماعة دحلان السياسية.

ويكشف، أن تلك المساعدات التي يتلقاها الشعب الفلسطيني في غزة، تهدف للوصول لما بعد مرحلة الرئيس محمود عباس، وخاصة توسعة القاعدة الجماهيرية له، تمهيداً لترشيح نفسه للرئاسة المقبلة إن عُقدت.

ويضيف: "أيضاً من أهداف تلك المساعدات فرض تيار دحلان السياسي على حركة فتح، ما بعد مرحلة الرئيس محمود عباس، وأنه يوجد تيار آخر مواز للحركة، ويعتبر قوياً وينافس الحركة وله حضور إقليمي، كون المساعدات لا تقتصر على قطاع غزة، بل تشمل المخيمات الفلسطينية في الشتات، التي تعتبر أحد الأعمدة والركائز الأساسية لحركة فتح".

من جهته، يؤكد المحلل السياسي جهاد حرب، أنه لا يوجد أي مساعدات إنسانية بحتة على المستوى الفردي أو الجماعات أو الدول، بل تكون لها غايات سياسية بعيدة المدى تستخدم بشكل مباشر أو خفي.

وبين حرب، أنه قد يستفاد من الأنشطة التي تقوم بها تلك المؤسسة لغرض توسعة القاعدة الجماهيرية له في قطاع غزة، لكن هناك أناس يستفيدون من المساعدات المقدمة للمواطنين في القطاع.

بدوره، يوضح الصحفي توفيق المصري، أن المفصول من حركة فتح محمد دحلان، يسعى لتثبت نفسه وتوطيد علاقته في مجتمعه من خلال المساعدات الإنسانية التي يقدمها عبر المؤسسة التي سمحت حركة حماس بعملها في قطاع غزة، والتي تديرها زوجته، لكن الممول الأول والأخير لها هو من يحمي ويدعم دحلان لما بعد مرحلة الرئيس محمود عباس.

ويبين المصري، أن الوجه الظاهر للمساعدات التي تقدمها المؤسسة إنسانية، لكن دحلان يستغل الظروف، خاصة في ظل الوضع السياسي والاقتصادي الذي يشهده القطاع، وأضحى يستغل الفرصة لتمرير مخططاته، وتكوين قاعدة شعبية جماهيرية، خاصة أنه لم يبقَ له سوى الاحتضان الجماهيري، بعد أن فُصل من الحركة.

ويضيف: "مؤخراً دعا مجموعة من الشباب في قطاع غزة إلى مؤتمر عقده في جمهورية مصر العربية، لتوطيد العلاقة معهم وتجسيد سياساته داخل القطاع، من خلال إغرائهم بعوائد مالية كبيرة".