المصالحة بين فتح والجهاد الإسلامي!

المصالحة بين فتح والجهاد الإسلامي!
قادة فلسطينيون
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
وكأننا بحاجة لانقسام آخر في فلسطين، فبعد 10 سنوات من انقسام وتقسيم الوطن بين حماس وفتح، نحن الآن أمام انقسام جديد بين فتح والجهاد الإسلامي.

عدم امتلاك قادة الأحزاب للحس الوحدوي، وتغليب مصالحهم الحزبية الضيقة، دائمًا ما يشكل نقمة عليهم وعلى مشاريعهم الفردية، ويضعهم في مواقف محرجة، وهذا ما ظهر جليًا خلال اليومين الماضيين.

البداية كانت بتصريحات الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، رمضان شلح، الذي قال في مهرجان دعم الانتفاضة بالعاصمة الإيرانية طهران: "كيف نواجه الاحتلال بسلطة تحرس الاحتلال".

بعد هذا التصريح، أصدرت حركة فتح بيانًا يبدو من سرعة إصدار البيان أنها كانت قياسية من جهة، واعتقد أن فتح لم تغضب من شلح نفسه أو حتى تصريحاته، وإنما غضبت من مكان تصريح شلح، بمعنى آخر أن تواجد شلح في دولة "غير صديقة" للسلطة الفلسطينية، وبوجود أحزاب فلسطينية وعربية وإسلامية، أغضب السلطة.

فتقريبًا كل القادة في فلسطين ناقمون على السلطة و"أوسلو" والتنسيق الأمني مع إسرائيل، ويطالبون دائمًا بفك الارتباط مع الاحتلال، ولكن باعتقادي لو كان خالد مشعل هو الذي قال كلام رمضان شلح، ما كان حدث الذي حدث، لربما وأن حماس تعتبر خصمًا سياسيًا لفتح، فمهما قالت ليست كما لو قالت الجهاد أو الأحزاب الأخرى، أضف لذلك قيادات في السلطة ذاتها تعترف بالتنسيق الأمني وتعتبره (مقدسًا)، فكيف تغضب من فعل هي تؤكد أنها تمارسه.

وأكثر ما لفت انتباهي هو تصريح قيادي في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية، قال فيه، "حركة فتح هي سبب الانقسام الفلسطيني"، وهنا يجب أن أطرح سؤالي لهذا القيادي، لماذا لم تجرؤ طوال السنوات العشر على قول هذا الكلام، أو تحميل فتح مسؤولية الانقسام، هل لأن المشكلة أصبحت بين حركتك تحدثت، ألم يعنيك الشعب الفلسطيني طوال عقد من الزمن، فقط خرجت للدفاع عن قائد حزبك، ولماذا لا تدافع عن مصالح شعبك، فهل الحزب وأمينه العام أولى من ملايين الفلسطينيين.

أيضًا برز موقف حركة حماس التي ساندت ودعمت وأيدت شلح، مع أنه من المفترض أن تقف بالمنتصف بين فتح والجهاد لأنها ستدعم الآن جولات المصالحة بين الطرفين، فمن فرق هذا الشعب ليس فقط الأحزاب وإنما قادة الأحزاب (المثقفون)، فالقائد في هذا الزمن أول من ينكسر وآخر من يقاوم.