حنا: فلسطين هي مهد المسيحية

رام الله - دنيا الوطن
استقبل المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم والذين يزورون الاراضي الفلسطينية في هذه الايام .

وقد استقبلهم المطران مرحبا بزيارتهم حيث وضعهم في صورة ما يحدث في المدينة المقدسة من استهداف يطال كافة مفاصل حياة ابناء شعبنا الفلسطيني .

قدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن مضامينها واهدافها ورسالتها كما تحدث سيادته عن عراقة الحضورالمسيحي في الاراضي المقدسة ، ففلسطين هي وطن يجمعنا جميعا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد مسيحيين ومسلمين.

فلسطين هي مهد المسيحية ومنها انطلقت هذه البشرى الى مشارق الارض ومغاربها والمسيحيون الفلسطينيون هم مكون اساسي من مكونات شعبنا الفلسطيني المناضل من اجل الحرية والكرامة واستعادة الحقوق .

فلسطين هي مفتاح السلام في منطقتنا وفي عالمنا ويجب دوما ان نؤكد على اهمية تحقيق العدالة في هذه الارض التي يظلم فيها ابناء شعبنا الفلسطيني ولا بد ان تزول هذه المظالم لكي ينعم شعبنا بالحرية التي يستحقها والتي في سبيلها قدم التضحيات الجسام .

يجب مواجهة آفة الارهاب والعنف والطائفية والمذهبية التي تحيط بنا وتعصف بمجتمعاتنا ، ومن الاهمية بمكان ان تقوم المؤسسات الثقافية بكافة مستوياتها والمؤسسات التعليمية ووسائل الاعلام والمرجعيات الروحية جميع هؤلاء يجب ان يبذلوا جهودا من اجل مواجهة هذه الافة التي بدأت تشكل تهديدا حقيقيا لمجتمعاتنا حيث ان اعداء امتنا العربية يريدوننا ان نعيش في اجواء من التخلف والتعصب والتشرذم والفتن الطائفية والمذهبية لكي يتسنى لهم تمرير مشاريعهم في منطقتنا .

لا يجوز قبول اي خطاب طائفي من اي نوع كان ولا يجوز القبول بثقافة التكفير والاقصاء والعنصرية والتطرف لانها تشكل خطرا كبيرا على مجتمعاتنا ووحدة شعوبنا وتسعى للنيل من ثقافة العيش المشترك والوحدة الوطنية والانسانية بين كافة مكونات امتنا وشعوبنا العربية .

يجب ان تُبذل جهود وان تطلق مبادرات خلاقة بهدف النهوض بمجتمعاتنا وتغيير الواقع المأساوي الذي نعيشه والذي سيكون اكثر مأساوية وخطورة اذا لم تكن هنالك معالجة جذرية تطال المناهج التعليمية والمؤسسات الثقافية والاكاديمية وغيرها .

هنالك خطر كبير محدق بأمتنا العربية والخاسر الاول والاساسي من كل ما يحدث انما هي فلسطين ، حيث ان التضامن العربي والوحدة العربية هي عنصر قوة لامتنا في التصدي لكافة المؤامرات والمحاولات الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية وابتلاع مدينة القدس والتي تستهدف ايضا الهوية الوطنية والثقافية لبلداننا وشعوبنا العربية .

من الاهمية بمكان اطلاق مبادرات خلاقة تحمل بعدا ثقافيا فكريا انسانيا لمواجهة ما نعيشه من ازمات واوضاع كارثية هدفها هو حرق الاخضر واليابس والقضاء على كل ما له علاقة بالثقافة والفكر والابداع والتاريخ والحضارة في منطقتنا .

اكد سيادته بأن الكنائس المسيحية في المشرق العربي وفي فلسطين بنوع خاص لم تتخلى في يوم من الايام عن تأدية رسالتها الروحية والانسانية والاجتماعية والوطنية نصرة للمظلومين والمتألمين والمعذبين والمضطهدين وفي مقدمتهم شعبنا الفلسطيني .

نحن منحازون لشعبنا ومنحازون لامتنا العربية ونتمنى ان تنهض هذه الامة مما هي فيه اليوم لكي تكون اكثر وحدة ولحمة خدمة لقضايانا المصيرية وفي مقدمتها قضية فلسطين التي هي قضية العرب الاولى كما انها قضية كافة احرار العالم .

كما قدم سيادته للوفد بعض الاقتراحات العملية بهدف النهوض بالحالة الثقافية في المنطقة العربية وبهدف ابراز عدالة قضية شعبنا وخاصة ما يحدث في مدينة القدس التي تعتبر حاضنة اهم مقدساتنا وقبلتنا ومعراجنا الى السماء كما انها المدينة التي تستحق ان يقف الجميع الى جانبها وهي تتعرض لهذه المجزرة الحضارية التي تستهدف هويتها وتاريخها وتراثها ومقدساتها ومؤسساتها وابناء شعبها .