الجالية الأفريقية خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى

الجالية الأفريقية خط الدفاع الأول عن المسجد الأقصى
الجالية الافريقية في القدس
خاص دنيا الوطن- شروق طلب
يتميزون ببشرتهم السمراء، مقدسيون أفارقة، كما يحبون أن يطلقواعلى أنفسهم، هم جزء لا يتجزأ من نسيج المدينة المقدسة ودرعها الحامي.

وفي مقابلة خاصة مع المؤرخ المقدسي من الأصول الأفريقية محمود جدة، أبتدأ حديثه: "يعتبر أبناء الجالية الأفريقية في فلسطين من أصول أفريقية، قدم الأفارقة الموجودين في أريحا، مع إبراهيم باشا في حملته على فلسطين في عهد محمد علي باشا الكبير الذي كان والياً على مصر في نهاية الدولة العثمانية". 


 أضاف جدة: "نحن نعيش على مقربة من باب الناظر( باب المجلس) أحد أبواب الحرم القدسي الشريف، الذي يقع في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، نعيش في مساحة ضيقة تسمى "حبس العبيد" ضمن رباط علاء الدين البصري والرباط المنصوري".

وتابع جدة: "يعود وجودنا في فلسطين إلى زمن الفتوحات الإسلامية، عندما دخل الخليفة عمر بن الخطاب مدينة القدس رافقه أجدادنا، أما نحن الآن المتواجدون في القدس، فتعود جذورنا إلى دول تشاد، نيجيريا، السودان، السنغال، قدم أجدادنا في أواخر القرن التاسع عشر، ننحدر من ثماني قبائل: السلامات، البرنو، التكروري، الفيراوي، الحوس، البرجو، الكلمبو، والفلاتة.

وأردف جدة: "أتى أجدادنا وآباؤنا لفلسطين أولاً لقضاء الحجة المقدسة قادمين من مكة المكرمة لتقديس مناسك الحج، فحسب الشريعة الإسلامية تشد الرحال إلى ثلاثة مساجد هي: المسجد الحرام في مكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة والمسجد الأقصى في القدس الشريف، ثانياً جئنا للدفاع عن المقدسات الإسلامية ضد الانتداب البريطاني، ومن ثم الأحتلال الإسرائيلي، وأخذ أجدادنا على عاتقهم حماية المسجد الأقصى المبارك، وتقديم الخدمات للحجاج والمصلين". 

وأكمل جدة حديثه: "وقد اشتهر أبناء الجالية الأفريقية في القدس بالدفاع عن المدينة المقدسة ضد الهجمة "الصهيونية" وكان أبرزها معركة جبل المكبر التي قادها محمد طارق الأفريقي، ونتج عن هذه المعركة إنقاذ جبل المكبر ومحيطه من أيدي القوات "الصهيونية" عام 1948، وكنا دائماً في الصفوف الأولى للدفاع عن االمدينة المقدسة، فكانت أول فتاة فلسطينية تعتقل من الجالية الأفريقية وهي فاطمة برناوي".    
  

ويبلغ تعداد الجالية الأفريقية في القدس اليوم حوالي 350 شخصاً، وهم من أبناء الجيلين الثاني والثالث، وتعتبر الجالية الأفريقية جالية فتية، حيث تقل أعمار غالبيتهم عن العشرين عاماً.

وتابع جدة: "علاقتنا مع أبناء المدينة المقدسة علاقة ود وتعاضد فنجن كالجسد الواحد، نشكل نسيج هذه المدينة البهية ونرسم جمالها الذي اكتمل بكافة الجاليات في المدينة المقدسة، تجمعنا علاقات النسب بيننا وبين المقدسيين، ونحن عائلة واحدة يتميز كلنا بميزة خاصة". 

وعن عادات وتقاليد الجالية الأفريقية قال: "نجتمع يوم الجمعة قبل الصلاة، نجتمع ونتوجه للصلاة في المسجد الأقصى، ثم بعد انتهاء الصلاة ننتوجه لحوش الجالية ونعد طعامنا الشهير وهو العصيدة، وهي عبارة عن دقيق قمح مطبوخ بالماء يقدم على شكل نصف كرة، قد يضاف إليها العسل أو السمن، وهي من الأكلات التي نشتهر بها، نجتمع ونناقش أمورنا وأمور القدس والقضايا الاجتماعية والسياسية"

 وتجولت مراسلة "دنيا الوطن" في أزقة البلدة القديمة لمعرفة طبيعة علاقة المقدسيين بأبناء الجالية الأفريقية، حيث حدثنا بائع الكعك القريب في طريق الواد أبو محمد، "أنا في محل الكعك منذ 30 عاماً، كل أصداقي من الجالية الأفريقية، نحن عائلة وحدة، وهم أول من يهب للدفاع عن المسجد الأقصى لقربهم منه فهم الدرع الحامي". 

أما الطفل محمد فكان يتنقل على دراجته الصغيرة استوقفته لأسأله عن علاقته بأبنا الجالية الأفريقية فقال: "أنا صاحبي اللي أنا وإياه ما بنفارق بعض من الجالية الأفريقية، أنا هو وهو أنا". 

القدس فسيفساء كبيرة تزينت بأبهى الألوان، تعددت جالياتها، اتحدت لتشكل هذه الفسيفساء، لم ولن يستطيع الاحتلال تفكيك روابطها مهما تعددت طرقه وأساليبه، لقد اجتعموا على حب القدس وحب فلسطين.