غزة بحاجة للأمصال .."الحمى القلاعية" هل تنتقل للإنسان؟

غزة بحاجة للأمصال .."الحمى القلاعية" هل تنتقل للإنسان؟
صورة تعبيرية
خاص دنيا الوطن- محمد الخالدي
مع انتشار مرض "الحمى القلاعية" الذي أصاب الأبقار في قطاع غزة، يتبادر إلى الأذهان سؤالٌ مهم، هل ينتقل هذا الفيروس إلى الإنسان من خلال لحوم الأبقار أو مشتقاتها كالحليب والأجبان؟

الدكتور حسن عزام مدير عام الإدارة العامة للخدمات البيطرية بوزارة الزراعة في غزة، أكد لـ"دنيا الوطن"، أن الفيروس لا ينتقل للإنسان ولا يوجد تخوف منه،  مشيراَ إلى أن من أعراض المرض على المواشي قلة إنتاج الحليب بالنسبة للأبقار، أما العجول لا تستطيع الأكل ويتناقص وزنها بحولي 30 %.

وبين أن مشكلة هذا المرض فقط في الخسائر التي يتكبدها أصحاب مزارع المواشي، الأمر الذي دفع وزارة الزراعة إلى طلب الأمصال بصورة عاجلة للحد من هذه الخسائر.

وقال: "إن ما وصلنا فقط 50% من الأمصال بعد أن أثرنا الموضوع في الإعلام أي ما تعادل 10 آلاف جرعة، وسابقًا قمنا بتغطية 65% من الأغنام، فنحن بحاجة 32 ألف جرعة للأغنام و10 آلاف للأبقار".

من ناحيته، أوضح مجدي ظهير مدير دائرة الطب الوقائي في وزارة الصحة بغزة، أن انتقال الفيروس للإنسان لا يعني شيئاً، لأنه لو انتقل لا يحدث أعراضًا مرضية، وإن ثبت علميًا أن الإنسان قابل للعدوى من هذا الفيروس، لكنه غير قادر على إحداث المرض فمناعة الإنسان أقوى من هذا الفيروس، لذلك فلا خطر منه.

وبحسب بحث أ.د أحمد محمد نصار من كلية الطب البيطري بجامعة أسيوط في مصر، يعد مرض الحمى القلاعية هو أحد الأمراض الفيروسية التي تصيب الحيوانات "مشقوقة الأظلاف" مثل الأبقار والأغنام والغزلان والجاموس، وأكثر الحيوانات عرضة للإصابة هي: الأبقار والخنازير، أما الجمال فلا تصاب بالمرض.

  وأوضح الدكتور نصار أن ظهور المرض بدأ في إيطاليا عام 1514م، ثم في أماكن عديدة في العالم، وانتشر في جميع القارات في القرن التاسع عشر، حيث اكتشف المرض العالمان الألمانيان لوفر وفروش عام 1897م وتوصلا إلى أن المسبب هو كائن راشح يمر من خلال "المصافي الوتيقة"، التي لا تسمح بمرور البكتيريا والكائنات الدقيقة الأخرى، ونتيجة لذلك، أطلق عليه الفيروس بمعنى "السم" وقد وصفوه بأنه معدٍ وحي لذا فهذا الفيروس يعد أول فيروس أكتشف في التاريخ لمرض مشترك بين الحيوان والإنسان.

وشرح د. نصار في بحثه، أن هذا الفيروس لا يشكل خطراً على الإنسان، مع العلم أن بعض المراجع ذكرت أعراضاً مشابهة في الإنسان وهى حالات خفيفة جداً تظهر في الأيدي وأما مرض الفم واليد في الإنسان فيسببه فيروس آخر لا يصيب الحيوان.

وحول الأعراض المرضية التي تصيب الحيوانات من هذا الفيروس، لفت إلى أن فترة حضانة المرض تتراوح ما بين 2-7 أيام، كما ترتفع درجة حرارة الحيوان ويتكاثر الفيروس بسرعة كبيرة في الدم (Viraemia) وبعد ذلك تظهر حويصلات مليئة بسائل شفاف داخل الفم وبخاصة الغشاء الطلائي للسان وفى شق الأظلاف وعلى حلمات الضرع، ثم يزداد إفراز اللعاب وسيولته، وعندما تنفجر الحويصلات تترك منطقة قابلة للعدوى بالبكتيريا حيث تلتهب، وتتعفن وهذه الأنسجة الملتهبة في الفم تمنع الحيوان من الأكل وعند وجودها في القدم تمنعه من الحركة كما يقل إنتاج اللبن.