قُتل الشريف: القاتل سنة ونصف .. رأي العائلة والقيادة الفلسطينية!

قُتل الشريف: القاتل سنة ونصف .. رأي العائلة والقيادة الفلسطينية!
أثناء دخول الجندي القاتل الى قاعدة المحكمة
خاص دنيا الوطن- أحمد العشي
يدخل الجندي الإسرائيلي قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف إلى قاعة المحكمة العسكرية منتصب القامة يمشي كأنه يعلم حكم المحكمة من قبل.

يدخل إلى المحكمة مبتسماً أحياناً وتملؤه حالة من الاستهتار، يرتمي في أحضان والدته ووالده وأصدقائه.

محكمة عسكرية صورية بطبيعة الحال لم تنصف الشهيد عبد الفتاح الشريف، عندما حكمت على هذا الجندي بالسجن لمدة عام ونصف.

"دنيا الوطن" تعرفت على موقف عائلة الشهيد عبد الفتاح الشريف والقيادة الفلسطينية، وما هي الخطوات القادمة، وخرجت بالتقرير التالي:

أكد فتحي الشريف عم الشهيد عبد الفتاح الشريف، أنه منذ بداية تشكيل المحكمة العسكرية الإسرائيلية وإدانة الجندي كانت مسرحية قام بتأليفها الاحتلال الإسرائيلي، وكتب السيناريو والإخراج الاحتلال بالنتيجة التي خرج بها اليوم، وهو الحكم على الجندي بالسجن عام ونصف.

وقال في لقاء خاص مع "دنيا الوطن": "شاهدنا عبر شاشات التلفزة الإسرائيلية عملية دخول الجندي إلى قاعة المحكمة وهو مستهتر في كل شيء في أحضان والدته ووالده وأصدقائه على النقيض في الطرف الثاني هم الأسرى البواسل وكيف تتم محاكمتهم، حيث يدخلون إلى قاعة المحكمة وهم مقيدو الأيدي والأرجل ويحرمون من مشاهدة أهاليهم أثناء المحاكمة".

وأضاف: "هذه المحكمة الصورية الهزلية التي تمت اليوم نهايتها كانت مجرد إرضاء للرأي العام العالمي الخارجي".

وفي السياق أوضح الشريف، العائلة اتجهت بخطين متوازيين: الأول التوجه إلى المحاكم العسكرية الإسرائيلية للحصول على التعويض المادي لما أصابها من ضرر نفسي، والثاني هو التوجه مع القيادة السياسية الفلسطينية بحمل ملف الشهيد وملفات أخرى موثقة إلى محكمة الجنايات الدولية.

من جانبه، اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف، أن المحكمة العسكرية الإسرائيلية الصورية، كانت ستعفي الجندي قاتل الشهيد عبد الفتاح الشريف من مساءلته على ارتكابه لهذه الجريمة التي كانت أمام أنظار العالم أجمع.

وقال: "هذه المحكمة الصورية هي محاكمة لا يمكن القبول بإطلاق هذا الحكم المخفف على القاتل لأن هذا سيعطي الجنود المزيد من القتل والتصفية لأبناء شعبنا الفلسطيني، والاستهتار بحياة المواطن الفلسطيني من خلال إطلاق الرصاص عليه".

ورأى أنه لابد أن يكون هناك موقف جدي وحقيق من المجتمع الدولي، الذي نظر كيف تمت تصفية الشهيد عبد الفتاح، وكيف تم إصدار الحكم المخفف على هذا الجندي الفاشي، منوهاً إلى أنه لا يمكن أن يمر هذا الأمر هكذا.

وفي السياق، قال أبو يوسف: "هذه الجريمة الموثقة لن تسقط بالتقادم، بل سيتم متابعتها في كل المحاكم بما فيها محكمة الجنايات الدولية التي لابد أن تحاسب الاحتلال وجنوده ومسؤوليه السياسيين على ما يقومون به من جرائم ضد شعبنا الفلسطيني".

وبين أن القيادة الفلسطينية تتحرك بشكل عاجل لطرح ملف إعدام الشهيد عبد الفتاح الشريف أمام محكمة الجنايات الدولية، وذلك عندما أرسلت العديد من الملفات إلى محكمة الجنايات الدولية المتعلقة بجرائم الاحتلال التي يرتكبها سواء التي تتعلق بالاستيطان الاستعماري أو التصفيات الميدانية، أو ما يتعرض له الأسرى، أو الحرب العدوانية على قطاع غزة.

وفي السياق، قال: "صحيح أن الولايات المتحدة الأمريكية غطت ولا زالت على جرائم الاحتلال وتعطيه الضوء الأخضر لحمايته من مغبة مساءلته، ولكننا نثق بعدالة محكمة الجنايات الدولية التي لابد أن تتجسد من خلال وقف الإجراء الإسرائيلي وإلزام حكومة الاحتلال بالانصياع إلى القوانين الدولية وباتفاقية جنيف التي تنطبق على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأيضاً انسحاب الاحتلال على كل الأراضي المحتلة بعدوان 1967، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الحياة وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، لأنه بدون ذلك لن يكون هناك سلام أو استقرار".

وفيما يتعلق بالفيديو الذي عرض اليوم للجندي أثناء دخوله إلى المحكمة، أوضح أبو يوسف أن هناك استهتاراً من قبل جنود الاحتلال ومسؤوليه بهذه المحاكم، وليس فقط الجندي الذي دخل إلى المحكمة وهو مبتسم، لافتاً إلى أن هذه المحاكم فقط لسحب الذرائع ليس أكثر.

وقال: "لو كان الجريج إسرائيلياً وتم إعدامه من قبل فلسطيني لأصدرت المحكمة العسكرية عليه حكماً بالمؤبد، وكان يمكن أن يهدم بيته بشكل فوري وأن تشرد عائلته، وبالتالي عندما يعفى هذا المجرم من مغبة مساءلته عن الجريمة ويعطى حكماً مخففاً ولا يقيد يديه ورجليه بالسلاسل، فذلك عبارة عن استهتار بكل القيم والقوانين والمحاكم، وكل شيء له علاقة بالإنسانية".