قمة العقبة السرية.. هل أصبحت القضية الفلسطينية تناقش بمعزلٍ عن الفلسطينيين؟!

قمة العقبة السرية.. هل أصبحت القضية الفلسطينية تناقش بمعزلٍ عن الفلسطينيين؟!
الملك عبد الله ونتنياهو وكيري
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
عقدت في العام الماضي، قمة ثلاثية سرية في مدينة العقبة الأردنية، بين مصر والأردن وإسرائيل، برعاية أمريكية، هذه القمة التي كشفت عنها صحيفة (هآرتس) العبرية، لم تخرج بأي نتائج بحسب ما أعلنه نتنياهو ذاته خلال اجتماع حكومته أمس الاثنين.

فنتنياهو من المعروف عنه أنه لا يتنازل عن أي موقف لصالح الفلسطينيين، لذلك لم تنجح القمة التي حضرها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني عبد الله الثاني، وبحضور وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري.

لكن سرية الاجتماع كان لغزًا للكثيرين، حيث اعتبر البعض أن سبب السرية هو خشية الشعوب العربية من أن يتم تصفية القضية الفلسطينية، وأيضًا اللغز الأكبر هو عدم تواجد السلطة الفلسطينية في هذا الاجتماع، رغم أن المعني الأول في هذه القضية هم الفلسطينيون أنفسهم، مع التأكيد أن مصدر كبير في السلطة، ذكر أن الرئيس محمود عباس كان على دراية بالاجتماع السري.

إذن لماذا لم تحضر السلطة، وهل وجهت لها دعوة للحضور ورفضت أم أن علمها بتصلب مواقف نتنياهو القديمة، جعلها تقول إنه لا فائدة من الحوار معه؟

الكاتب والمحلل السياسي، جهاد حرب، اعتبر أن السلطة لفلسطينية، كانت تعلم بهذا الاجتماع السري، موضحًا أن الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت أرادت منح نتنياهو المزيد من الثقة في أن يطرح رؤيته أمام أبرز القادة العرب، السيسي وعبد الله.

وأضاف حرب، لـ "دنيا الوطن"، أن ما طرحه كيري في اجتماعه بنتنياهو والسيسي وعبد الله، هو نفس ما طرحه قبل نهاية ولاية الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، معتقدًا بأن هذا الاجتماع أعطى لنتنياهو نقاشًا إقليميًا مفتوحًا، قبيل الحديث مع الفلسطينيين.

وأوضح، أن نتنياهو هو نفسه من أفشل هذا الاجتماع، لأن لديه حسابات داخلية تتعلق بالائتلاف الحكومي وبقائه زعيمًا في حكومته لإضاعة مزيد من الوقت، وإجهاض أي فرصة حقيقية للسلام.

وحول عدم قدرة الزعيمين العربيين، "الملك عبد الله والرئيس السيسي"، على الحصول على وعد من نتنياهو أو الضغط عليه، أكد حرب أنه رغم وأن هذا الاجتماع يمثل طوق نجاة لنتنياهو، بأن تكون لديه علاقات جيدة مع مصر والأردن، إلا أنه لم يتم التوصل لقرار، لأن نتنياهو لا يريد ذلك، فهو لا يريد السلام مع الفلسطينيين.

أما الكاتبة والمحللة السياسية، رهام عودة، فأكدت أن أسباب فشل التوصل إلى قرار بعد هذا اللقاء يعود بالأساس لأن قرار عودة المفاوضات بلا شروط، ترفضه السلطة الفلسطينية، فهي تشترط دائمًا بمفاوضات الحل النهائي.

وأضافت عودة لـ "دنيا الوطن"، الإسرائيليون يطالبون دائمًا بالاعتراف بيهودية الدولة، وفي ذات الوقت يواصلون بناء المستوطنات، وأيضًا الطلبات المتعلقة بالقدس واعتبارها عاصمة إسرائيلية، كما يزعم نتنياهو.

وتعتقد أن الاجتماع كان بعلم السلطة والرئيس عباس، مستدركة: "عدم تواجد الرئيس في الاجتماع، يدلل على رسالة نتنياهو أننا نريد أن نقرر مصيركم بعيدًا عنكم وعبر أطراف أخرى".

ولفتت عودة، إلى أن العرب سواء الأردن أو مصر لم تتجاوزا السلطة، وإنما ستنقل ما تم تداوله في اللقاء، والفلسطينيون هم من يحددون مصيرهم، معتقدة بأن القضية الفلسطينية، كانت ملفًا ضمن عدة ملفات تباحثها الرؤساء الثلاثة.

وتابعت: "القضايا العربية والتعاون المشترك بين إسرائيل ومصر والأردن كان ضمن الاجتماع، فلا يمكن إبعاد الأزمة السورية عن المشهد أو الخطر الذي تواجهه إسرائيل من الجماعات المسلحة بسيناء.

بدوره، أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية عمر جعارة، أن سبب عدم تمكن الرئيس عباس من اللحاق بالقمة، هو أنه لا يمكن أن يكون ضمن الحضور، لأن الحكومة اليمنية لا تعتبر أن السلطة دولة كاملة، فالقمة تكون بين دول معترف فيها، ومن جهة أخرى، فنتنياهو لا يرى أن الرئيس عباس شريكًا في السلام.

وأضاف جعارة لـ"دنيا الوطن"، أن القناة العبرية العاشرة، بعد الكشف عن هذا اللقاء، أكدت على أن السلام الإقليمي مرتبط بالسلام مع الفلسطينيين، موضحًا أن ما تم طرحه بالقمة الثلاثية، شيء شبيه بالمبادرة العربية للسلام، التي قدمها الملك السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز، في إحدى القمم العربية السابقة، ولكن كالعادة لم يتم التوصل لاتفاق بين الدول العربية وإسرائيل.

وأشار جعارة إلى أن زعيم المعارضة الإسرائيلية، يتسحاق هرتسوغ هاجم نتنياهو لعدم توصله لاتفاق مع الأردن ومصر لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي، مبينًا أن نتنياهو أضاع فرصة حقيقية للسلام في ظل الأوضاع الراهنة التي تمر بها المنطقة.