أرجين رادر: نشهد حالة من عولمة الرعاية الصحية في الامارات

رام الله - دنيا الوطن
يناقش الدكتور شمشير فاياليل والدكتور أرجين رادر مستقبل الرعاية الصحية في القمة العالمية للحكومات

وفقًا للجنة الخبراء التي ناقشت “مستقبل الرعاية الصحية” في القمة العالمية للحكومات في دبي، فإن “مجال الرعاية الصحية يستعد لتغير كبير وسوف يكون الاضطراب ناتجًا عن شركات من خارج مجال الرعاية الصحية”.

بعد ملاحظة تحولات كبيرة تؤثر على العالم، كُلفت اللجنة بالبحث عن إجابات بشأن التقنيات الناشئة التي ستؤثر على طريقة توفير الرعاية الصحية في المستقبل. 

وقال الدكتور شمشير: “وفقًا لما يتفق جميع الخبراء تقريبًا، فإن البيانات هي ثروة المستقبل. إنها العملة الجديدة، ومجال الرعاية الصحية يتجه بالفعل صوب نموذج أكثر استدامة وسهولة وأقل تكلفة في تقديم الخدمة.

 وأضاف: “نظرًا لسرعة وتيرة التغيير، فإن تطور الرعاية الصحية في السنوات العشرة المقبلة سيكون أكثر مما شهده العالم في المائة عام الماضية.”

ومع تطور التكنولوجيا، فليس هناك مفر من وضع معايير لسجلات الصحة الرقمية، وسوف يكون للتشغيل البيني للبيانات دور كبير في مستقبل تقديم الرعاية الصحية

وقال الدكتور أرجين رادر: “إننا نشهد حالة من عولمة الرعاية الصحية، ومن التغيرات الكبيرة في مجال الرعاية الصحية إدخال تكنولوجيا المعلومات التي مكّنتنا من تحليل العديد من نقاط البيانات.” فعلى سبيل المثال، طرحنا في شركة Philips مؤخرًا جهاز استشعار حيوي يمكنه قياس 8 إشارات حيوية مختلفة لصدر الشخص.

ولا تزال الرقمنة تحتل موقع الصدارة في التغيير الذي يشهده تقديم الرعاية الصحية، كما أدت إلى طرح نظم تقنية معقدة على مستوى العالم. يقول الدكتور شمشير: “ستكون الخصوصية مشكلة كبيرة بسبب الأمن الإلكتروني. فنحن بحاجة إلى تشفير البيانات. وكما نعلم، فإن سرقة سجل صحي إلكتروني تعادل قيمتها سرقة 100 بطاقة ائتمانية، لذا فنحن بحاجة إلى الاهتمام بالأمن الإلكتروني”.

إن الترابط والرعاية المرتكزة على المريض يعنيان أن القيمة في الرعاية الصحية ستكون مرتبطة جوهريًا بالطب المبني على القيمة. وسوف يركز مستقبل الرعاية الصحية بشكل أكبر على الرعاية الطبية ذات الطابع الشخصي والديمقراطي.

وأضاف الدكتور شمشير: “نحن نبني بيئة سوف يحتل فيها الطب ذو الطابع الشخصي موقع الصدارة – فما يصلح لك قد لا يصلح لي. فمرض السرطان في الإمارات يختلف عن مرض السرطان عند أشخاص آخرين في أنحاء أخرى من العالم. وهنا سوف نستخدم الفحص الجيني مع مقاييس مبنية على النتائج لإثبات هذه الفرضية.”

يزداد اليوم وعي المستشفيات والعيادات بالدور الحيوي لثقافة الضيافة والخدمة في تجربة المريض ويجب إدخال نماذج المدفوعات التجارية الجديدة في مجال الرعاية الصحية. ووفقًا لبحث أُجري مؤخرًا، يتم إنفاق 80% من إجمالي تكلفة الرعاية الطبية على التشخيص، بينما لا يتم إنفاق سوى 3% على الوقاية في أوروبا.

يقول الدكتور شمشير: “هناك مشكلة في توزيع الأموال. ونحن كشركات نحتاج إلى أن نُقبل على المخاطرة بشكل أكبر. من وجهة نظر تنظيمية، فإنهم يحتاجون إلى البحث عن طرق أكثر ابتكارًا وملاءمة للمستقبل لإعادة توزيع الأموال. نحن نعلم أنه يمكن تخفيض التكلفة عن طريق البيانات والاتصال. ومع ذلك، يجب علينا أن نقدّر القيم المختلفة المرتبطة بالرعاية في بعض البلدان الفقيرة مقارنة بأماكن مثل الإمارات العربية المتحدة”.

وأضاف الدكتور رادر: “تشمل العناية بالصحة الوقاية من الأمراض والرعاية التي يقوم بها المريض. وقد توصلت إحدى الدراسات التي أجرتها Phillips إلى أن عمر القلب يزيد بنسبة 22% عن العمر الفعلي للرجال، لكنه لا يزيد إلا بنسبة 3% عند النساء. 

ويمكن للبيانات الصحية الشخصية أن تشجع الناس على التركيز على العناية بالصحة، وهذا سيكون عاملاً رئيسًا في تحقيق استدامة نظم الرعاية الصحية