كاتب إسرائيلي: الحرب المقبلة على غزة ولبنان ستكون "حاسمة"

كاتب إسرائيلي: الحرب المقبلة على غزة ولبنان ستكون "حاسمة"
دبابات إسرائيلية "ارشيفية"
خاص دنيا الوطن- ترجمة مؤمن مقداد
قال الكاتب الإسرائيلي، عاموس هرئيل، أن جميع القادة الإسرائيليين يتحدثون عن قرب مواجهة عسكرية، مع حزب الله اللبناني، أو حركة حماس بقطاع غزة، لكن المعيار، بحسبه، هي الأفعال وليست الأقوال، خصوصًا وأن الحروب الأخيرة، التي خاضتها إسرائيل لم تنتهِ أبدًا بالحسم العسكري.

وأضاف الكاتب الإسرائيلي، أن تقرير مراقب الدولة حول عملية الجرف الصامد، الذي يتوقع أن ينشر في نهاية هذا الشهر، مع انتهاء الفصل الحالي لجولات رئيس الحكومة في العالم، سيثير اهتمام الجمهور الإسرائيلي، حول ثلاثة أمور مركزية للحرب: 

وأوضح أنه سيتم التركيز على الأداء الخاطئ لادارة الكابينت للحرب، وعدم الاستعداد الجيد للجهاز العسكري أمام تهديد أنفاق حماس والفجوات الاستخبارية حول تطور التهديد من غزة، مضيفًا أنه يبدو أن غالبية الحقائق والاستنتاجات التي توجد فيه أصبحت معروفة للجمهور. 

وأشار هرئيل، إلى أنه على المستوى السياسي سيشكل التقرير ذخرًا في الصراع بين حزبي "البيت اليهودي والليكود"، على خلفية إمكانية تفكك الائتلاف بسبب التحقيقات مع نتنياهو.

وبيّن أن أفيغدور ليبرمان، ونفتالي بينيت يشددان لاعتبارات سياسية، على أن المواجهة القادمة يجب أن تنتهي بـ"الحسم" الكامل، ضد حزب الله وحماس.

وذكر أن الانتفاضة الثانية، انتهت في صيف 2005 تقريبًا بنجاح إسرائيل في كبح جماح المنظمات الفلسطينية، سواء حماس أو فتح أو الجهاد الإسلامي، لافتًا إلى أن هذا الصراع كلف إسرائيل أكثر من ألف قتيل وزيادة الانقسام السياسي حول مستقبل المناطق، وانسحاب شارون من غزة، تحت الضغط الدولي وقصف المقاومة الفلسطينية.

وتابع هرئيل، أنه بعد عامين ونصف، خرج الجيش الإسرائيلي إلى عملية "الرصاص المصبوب"، وهنا بحسب الكاتب تعرضت حماس لضربة شديدة، لكن المناورة البرية الإسرائيلية في القطاع كانت محدودة جدًا، وتم تسويق العملية للجمهور على أنها نجاح وإصلاح لأضرار حرب لبنان الثانية.

وذكر أنه في العام 2012، مع نتنياهو كرئيس حكومة وايهود باراك كوزير دفاع، اكتفت إسرائيل بالعملية البرية لمدة أسبوع في عملية "عمود السحاب"، وامتنعت قصدًا عن الدخول البري إلى القطاع، ورغم أن حماس تعرضت للضرر الكبير، وفقدت قائد الأركان أحمد الجعبري، إلا أن المعركة لم تكن بمثابة خسارة بالنسبة لها.

واعتبر أن "الجرف الصامد" 2014، كانت النتائج فيها متداخلة، فرغم أن حماس لم تحقق أي هدف من أهدافها مثل: "رفع الحصار عن غزة أو إقامة الميناء"، لكن إسرائيل حاربت مدة 51 يومًا ولم تنجح في تدمير منصات الصواريخ بغزة، وتسببت بضرر مؤقت لمشروع الانفاق الهجومية، وانتهت عملية الجرف الصامد بالتعادل مثل المعارك الأخرى.

ولفت إلى أنه في المقابل، الصورة أمام إطلاق الصواريخ بعيدة عن كونها مشجعة، المشكلة الأساسية تتعلق بامكانية اندلاع حرب غير متوقعة مع حزب الله في الشمال، فالتقديرات حول صواريخ حزب الله تقول إنها بلغت 80 ألف، الأمر الذي سينشئ صعوبة لدى الجيش الاسرائيلي في اسقاطها.

واستطرد الكاتب الإسرائيلي: "يمكن القول إن عدد الصواريخ الدفاعية لإسرائيل أقل من صواريخ حزب الله، إضافة إلى التكلفة الباهظة، الأمر الذي لا يسمح بإنتاجها بشكل غير محدود.

الأجهزة الأمنية ستضطر للتدقيق الجيد عند إسقاط الصواريخ، حيث قد يبلغ عدد صواريخ حزب الله ألف صاروخ يومياً نحو الجبهة الداخلية أثناء الحرب، بعد ضربة البدء التي ستكون أكبر من ذلك.

وعلى جبهة غزة، قال هرئيل، إن إسرائيل، أمام تهديد الصواريخ من القطاع المحدود، طورت إسرائيل ردًا ملفتًا، حيث أن ذروته 90 في المئة منذ إسقاط الصواريخ، كما سجل في الجرف الصامد من خلال القبة الحديدية، لكن وفقه، "تحدي لبنان أكبر بكثير"، لاسيما وأن حزب الله سيتسبب بكثير من القتلى وتدمير البنى التحتية في الشمال والمركز، حتى لو كانت أضرار حزب الله كبيرة.

وأوضح، أنه في هذه الظروف، سيكون هناك ضغط جماهيري على الحكومة الإسرائيلية، والجيش لاستخدام القوة الزائدة ضد حزب الله، معتبرًا أن هذه الخطوة محتملة، لكن لها ثمن مرافق وهو الانتقاد الدولي، وتوتر العلاقة مع روسيا التي تعتبر حتى الآن على الأقل أن حزب الله هو جزء من التحالف الذي تقوده من أجل دعم نظام الأسد في سوريا.

وقال هرئيل، إن الأوساط الإسرائيلية، تتحدث عن تدمير شامل لبنى حزب الله التحتية وحتى التوصية لإلحاق الضرر بالبنى التحتية في لبنان كلها، إلا أنه ليس واضحًا ما هي النظرية التي ستتبناها الحكومة، وهل سيكون لها تأثير عملي، لكن تبقي الحرب ضد حزب الله خيار أخير فقط.

وحول الحملة البرية في الجرف الصامد، أكد أنها كانت محدودة بحجمها ونتائجها، فنتنياهو، وغانتس ويعلون لم يرغبوا بحرب برية للقضاء على صواريخ غزة، لكنهم طلبوا عملية محدودة بعمق 2 كيلو متر من أجل معالجة خطر الأنفاق بعد الضغط الجماهيري. 

وحول السلاح الجوي واستخدامه بالحروب، أكد هرئيل، أنه في ظل وجود غادي آيزنكوت رئيسًا للأركان الإسرائيلية، يعطي ذلك زخمًا وأهمية كبرى للمناورة البرية، إضافة لاهتمامه بتحسين قدرة الوحدات البرية، ورسميًا يهتم الجيش في التأكيد على تطور القدرات الجوية والاستخباراتية والبرية، من أجل ضرب حماس وحزب الله ضربة ساحقة، معتبرًا أن سلاح الجو هو جزء من حل المشكلة في لبنان، ولكن رغم ذلك فالجو جزء أيضًا من المشكلة رغم قدراته الكبيرة، فلم تدرس إسرائيل بجدية البدائل الممكنة في تطوير صواريخ "أرض- أرض" كما اقترح ليبرمان مؤخرًا.