بالفيديو: "سيبويه غزة" خمس سنوات وهي تتحدث العربية الفصحى في حياتها

بالفيديو: "سيبويه غزة" خمس سنوات وهي تتحدث العربية الفصحى في حياتها
الفتاة الفلسطينية انتصار البطش
خاص دنيا الوطن- هاني أبو رزق
لوهلة قد تندهش أو تشعر بالغرابة عند سماعك للكلمات التي تخرج من حنجرة الفتاة الفلسطينية انتصار البطش، والتي تتحدث مع الناس باللغة العربية الفصحى بجميع أمور حياتها، منذ ما يقارب الخمس سنوات، غير مكترثة للقيل والقال أو حتى استهزاء بعض الناس من كلامها.

فقد يحسب السامع لكلمات البطش، أنها تمزح أو تقلد بعض الشخصيات، فداخل منزلها، وبالجامعة بين صديقاتها، أو حتى عند ذهابها للسوق، لا تنطق إلا بلغة الضاد التي تتمسك بها، وهي ترفض التحدث بالعامية التي وصفتها "بالركيكة ".

البطش تبلغ من العمر (19 عاماً)، تقطن بحي الشجاعية، وتدرس تخصص الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية بغزة، وبسبب تكلمها باللغة الفصحى بحركاتها الإعرابية أطلق عليها مدرسوها وزملاؤها لقب "سيبويه" غزة نسبة إلى عالم النحو عمرو بن عثمان "سيبويه".

وتقول البطش "لدنيا الوطن" وهي تتحدث الفصحى: "أنا أحب اللغة العربية الفصحى، والتي تحتوي على الكثير من  كنوز المعاني والمعارف والمفردات، كيف لا وهي لغة القرآن الكريم، فأنا أحاول أن أجسد حبي لهذه اللغة بالنطق بها بجميع أمور حياتي، مبينة أن والدها ووالدتها هما من شجعاها على التعلم.

وأضافت البطش، "قبل خمسة أعوم بدأت باستخدام اللغة العربية الفصحى والتحدث بها، فمع مرور الوقت تعود الكل على لغتي، فأصبحوا يبادلونني الفصحى في الرد على كلامي في شيء مميز يلفت انتباه المارين من أمامنا، فاللغة الفصحى لا تقتصر على زمان أو مكان معين.

وتابعت قائلة: "تعلمت اللغة العربية من كثرة القراءة لان أبي كان يحب قراءة الكتب الثقافية والعلمية، فأنا أتحدث الفصحى في أي مكان "الجامعة والبيت والسوق والعمل"، وفي نهاية حديثها، أوضحت أنها تهدف إلى نشر وتعزيز ثقافة اللغة العربية بين الناس باستخدامها في حياتهم بالتحدث بها بدلاً من العامية.

وقالت الطالبة ثريا أبو العنين صديقة البطش: "في المرة الأولى التي حاورت بها انتصار كنت أشعر بالغرابة، لكن مع الوقت تعودنا عليها وأصبحنا نبادلها اللغة الفصحى أثناء تحاورنا، فتكلم البطش  في هذه اللغة هو شيء عظيم، خاصة أن اللغة العربية لغة القرآن الكريم، والتي تكلم بها سيدنا محمد.

وأضافت أبو العنين: "عندما كلامنا انتصار للمرة الأولى اعتقدنا أنها تستخدم اللغة الفصحى لفترة صغيرة، لكن الأمر تعدى ذلك لتتمسك بها حد العشق، مشيرة إلى إنها عندما تمزح معنا تستخدم اللغة العربية الفصحى أيضاً.

ويقول الدكتور صخر الشافعي أستاذ اللغة العربية بالكلية الجامعية للعلوم التطبيقية: "في المرة الأولى  التي سمعت بها انتصار، ظننت أنها قادمة من دول الخليج العربي، نظراً لأنها كانت تتحدث اللغة الفصحى.

وأضاف الشافعي قائلاً: "داخل المحاضرات وبين زملائها ألاحظ أن الطالبة انتصار تتحدث الفصحى في كل شيء، فعندما تقع في الأخطاء اللغوية نقوم أنا وزملائي بتقديم النصائح لها، مشيراً إلى أنه عندما تحاوره انتصار لا يتحدث معها إلا باللغة الفصحى.

وتمنى الشافعي أن يقوم جميع الأشخاص بالتحدث فيما بينهم باللغة العربية الفصحى في حديثهم مع بعضهم، حتى نتقن قراءة اللغة العربية بشكل جيد والتمتع بثقافة عالية، وتعم الفائدة بين الناس.