بعد وثيقة حماس..هل تنفصل عن الإخوان؟ وهل تلغي "معاداة اليهود"؟

بعد وثيقة حماس..هل تنفصل عن الإخوان؟ وهل تلغي "معاداة اليهود"؟
القائدان لحركة حماس خالد مشعل وإسماعيل هنية
خاص دنيا الوطن- كمال عليان
منذ أن أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عن وثيقة سياسية في مراحلها الأخيرة، وسيعلن عن ميلادها مع ميلاد المكتب السياسي الجديد، بدأت الأنظار تتجه إلى طبيعية وفحوى هذه الوثيقة، وكيف ستؤثر على الحركة، وهل ستلغي ميثاقها؟ وكيف ستحدد علاقة حماس بالإخوان المسلمين؟ وماذا عن "معاداة اليهود" الموجودة في الميثاق؟

ويتألف ميثاق حركة حماس، الذي تجري المطالبة بتعديله، من خمسة أبواب تعرّف الحركة وأهدافها، ويطرح رؤيتها تجاه القضايا الاستراتيجية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.

ومنذ انطلاقة الحركة في عام 1987 لم تحدّث ميثاقها أو تعدله بعد إقراره عبر مجلس الشورى وقيادتها الأولى بإشراف مؤسسها الشهيد أحمد ياسين.

وبحسب محللين ومتابعين للشأن الفلسطيني، فإن الوثيقة ستحمل لغة جديدة مرنة ومنفتحة، بهدف كسر عزلتها الدولية، والتعامل مع الملفات الشائكة في ظل ما تشهده المنطقة من متغيرات، متوقعين في ذات الوقت أن تستبدل الحركة كلمة "اليهود" في خطاباتها السياسية بكلمة "الاحتلال".

طبيعة علاقاتها

وقال مصدر قيادي في حركة حماس: "إن الوثيقة أعدتها قيادة الحركة بمشاركة شخصيات اعتبارية، وتحمل مضامين الأفكار والمبادئ السياسية في ميثاق الحركة، وترسم طبيعة علاقاتها مع الأطراف المحلية والإقليمية والدولية.

وأضاف لـ"دنيا الوطن"، "جاءت هذه الوثيقة السياسية بعد نقاش طويل في الحركة حول مضامين ميثاقها الذي يحتاج للتطوير وفق الظروف السياسية الراهنة، خصوصاً بعد خوض الحركة الانتخابات ودخولها المشهد السياسي الفلسطيني، وما تحتاجه التطورات الحالية.

ونفى أن تكون هذه الوثيقة بديلاً عن ميثاق الحركة، أو أن تتخلى حماس عن ميثاقها، موضحاً أنها يمكن تسميتها برنامجاً سياسياً واقعياً ينظم الأدوات السياسية للحركة.

بدوره، أكد رئيس معهد بيت الحكمة أحمد يوسف، أن الوثيقة التي أعدها المكتب السياسي بالخارج وبالتوافق مع الداخل، عبارة عن رؤية فيها مستجدات جديدة تتعاطى مع المتغيرات الجارية، وتسودها لغة المرونة والحديث عن الشراكة السياسية والتوافق الوطني.

وتوقع يوسف في حديثه لـ"دنيا الوطن" أن تستبدل حركة حماس كلمة "اليهود" في خطاباتها السياسية بكلمة "الاحتلال"، وبذلك ستنجح حماس في إرسال رسالة للعالم أنها لا تستعدي اليهود في العالم إنما الاحتلال الاسرائيلي.

وأضاف يوسف، إن ميثاق الحركة صدر عام 1988م، وكتب في سياقات معينة، خلال الانتفاضة الأولى وكان وثيقة تعبوية أكثر منه برنامجاً سياسياً.

مراجعة الميثاق

من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر مخيمر أبو سعدة، أن الوثيقة السياسية الجديدة بمثابة مراجعة لميثاق الحركة، ومواقفها السياسية السابقة.

وقال أبو سعدة لـ"دنيا الوطن": "أتوقع أن تتضمن هذه الوثيقة فك الارتباط بجماعة الإخوان المسلمين من ناحية أيدولوجية وإدارية، وأن تؤكد حماس من خلالها أنها حركة تحرر فلسطينية مهمتها الأساسية مواجهة الاحتلال الإسرائيلي".

كما أتوقع أن توضح الوثيقة الجديدة أن العداء هو مع الاحتلال الإسرائيلي فقط، وليس مع اليهود بشكل عام، حتى يساعدها ذلك في إعادة النظر في وضع الحركة على قائمة المنظمات الإرهابية في بعض الدول.

من جانبه، أكد المحلل السياسي حمزة أبو شنب، أنه في ظل تطور الظروف الإقليمية والدولية، فإن حماس توضح مسار سلوكها خلال المرحلة المقبلة من خلال هذه الوثيقة.

وقال أبو شنب لـ"دنيا الوطن": "الوثيقة ستبقى متمسكة بثوابت حماس، ورؤيتها إزاء خيار المقاومة، وستركز بصورة أساسية على توضيح علاقة الحركة مع الدول العربية والإقليمية والدولية".

وتوقع أن تضع حركة حماس بعضاً من التغييرات خلال وثيقتها السياسية الجديدة، تتلخص في بعض القضايا غير الواضحة وغير المنطقية، مرجحاً أن تستبدل حماس كلمة اليهود في خطاباتها السياسية بكلمة الاحتلال.