المطران حنا: أجراس كنائسنا تقرع مبشرة بقيم المحبة والاخوة

المطران حنا: أجراس كنائسنا تقرع مبشرة بقيم المحبة والاخوة
المطران عطالله حنا
رام الله - دنيا الوطن
 استقبل  المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس صباح اليوم وفدا من ابناء الرعية الارثوذكسية في طوباس وبرقين شمال الضفة الغربية والذين وصلوا الى المدينة المقدسة في زيارة تحمل الطابع الروحي بهدف زيارة الاماكن المقدسة في القدس وبيت لحم .

وقد استقبل المطران عطا الله حنا الوفد المكون من 40 شخصا في كنيسة القيامة في القدس القديمة حيث تمت زيارة كافة المواقع الدينية الهامة داخل كنيسة القيامة واقيمت الصلاة على نية الوفد امام القبر المقدس ومن ثم استمع الوفد الى حديث روحي من المطران.

رحب صاحب  بأبناء رعيتنا الاتين الينا من طوباس ومن برقين مؤكدا على اهمية هذه الزيارات التي تعزز وتكرس انتماءنا الروحي والايماني والوجداني والوطني بالمدينة المقدسة، تحدث سيادته عن روحانية الصوم الاربعيني المقدس والذي سنستقبله في كنيستنا الارثوذكسية يوم الاثنين القادم وهي مسيرة صلاة وايمان وتوبة توصلنا الى الاسبوع العظيم المقدس والى القيامة المجيدة .

نتمنى منكم ان تمارسوا الصوم وان تحافظوا عليه وعلى قدسيته وروحانيته وكونوا دوما قريبين من كنيستكم لان الكنيسة هي مصدر قوة وتعزية لنا في الاحزان والشدائد ، نحن نعلم انكم تعيشون حالة قلق وخوف ولكنني اود ان اقول لكم لا تخافوا لان الله معنا وهو دوما يفتقدنا بمحبته ورحمته ومحبته للانسان .

لم يبقى في طوباس وفي برقين الا العشرات من ابناء الرعية ، واود ان اقول لكم انكم اذا ما نظرتم الى انفسكم وشاهدتم انكم قليلي العدد فهذا لا يعني اننا اقلية ، نحن قلة في عددنا بسبب ما ألم بنا وبشعبنا ولكننا لسنا اقلية ولن نكون كذلك ونرفض ان ينظر الينا كأقلية .

حافظوا على علاقاتكم الطيبة مع جيرانكم فنحن لا نريد للمسيحي ان يتقوقع وان ينعزل عن محيطه العربي الفلسطيني والاسلامي ، ان كنائسنا في هذه الديار هي مصدر خير وبركة وسلام وانتم مطالبون دوما بان تكونوا ملحا وخميرة لهذه الارض ، فبالمحبة نكون اقوياء لكي نبقى ثابتين صامدين في هذه الارض المقدسة ونحافظ على وجودنا وتراثنا وهويتنا واصالتنا .

فلسطين هي الارض المقدسة ، ارض الميلاد والفداء والشهداء انها وطن لشعب يناضل من اجل الحرية والكرامة ، والمسيحيون الفلسطينيون وان كانوا قلة في عددهم الا انهم يجب ان يحافظوا على قيمهم الايمانية ورسالتهم الروحية وانتماءهم للشعب العربي الفلسطيني المناضل من اجل الحرية هذا الشعب الذي نحن جزء اساسي من مكوناته .

في طوباس بقي عدد ضئيل من ابناء رعيتنا وكذلك في برقين والى هؤلاء اقول تمسكوا بانتماءكم لبلدكم ، حافظوا على وجودكم ولا تنسوا انكم فلسطينيون تنتمون لشعب نفتخر بانتماءنا اليه واذا ما سمعتم بعض الاصوات النشاز هنا وهناك والتي تحرض على الفتن والكراهية والتحريض المذهبي فإن هؤلاء لا يمثلوا الا انفسهم ومن يدفعهم ومن يوجههم فالغالبية الساحقة من شعبنا الفلسطيني تؤمن بثقافة العيش المشترك والوحدة الوطنية والتلاقي الاسلامي المسيحي .

ستبقى اجراس كنائسنا في طولكرم وبرقين وفي غيرها من الاماكن ستبقى تقرع مبشرة بقيم المحبة والاخوة والتلاقي بين الانسان واخيه الانسان وسيبقى بخورنا متصاعد الى السماء مع ادعيتنا وصلواتنا من اجل شعبنا الفلسطيني وتحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية .

سيبقى الحضور المسيحي في هذه الارض المقدسة حضورا فاعلا في كافة الميادين الروحية والانسانية والاجتماعية والوطنية ، احبوا كنيستكم ومن احب كنيسته احب وطنه لان الكنيسة تعلمنا الاستقامة والتضحية ونصرة المظلومين والمتألمين والانحياز الى قضايا العدالة والحرية والكرامة الانسانية .

ووزع  على الوفد بعض الايقونات والكتب الروحية التي تتحدث عن الصوم الاربعيني المقدس ، كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات .