فيديو: شابان من غزة يتناولان 350 حبة دواء يومياً

فيديو: شابان من غزة يتناولان 350 حبة دواء يومياً
المريضين الشقيقين الشابين محمد وخليل شمعة
خاص دنيا الوطن- محمد عوض
تُعتبر حاجة المرضى للعلاج أمراً هاماً لابُد منه، وحاجة الناس للوقاية من كافة الأمراض البسيطة والمُعقدة أصبح يشغل بال الكثيرين، مما يضطرهم إلى الفحص الدوري لأجسامهم، وغالبية المرضى يتناولون أقراص العلاج حسب وصفة الطبيب المختص في كل حالة، وغالباً ما تكون هذه العقاقير والأقراص محدودة جداً، ولا تتجاوز 7 أقراص يومياً، لكي تساعد على الشفاء.

أما مع المريضين الشقيقين الشابين محمد وخليل شمعة، من سكان حي التفاح شرقي مدينة غزة، فالأمر مغاير تماماً، فكلاهما يتناول في اليوم الواحد ما يزيد عن 120 قرص علاج  على ثلاث مراحل نتيجة مرض وراثي أصاب الغدة الدرقية، أدى لإحداث خلل في افراز الغدة تسبب في إحداث تشنجات عضلية، إضافة لإصابتهما بفقدان الشهية واختلال كبير في التوازن بشكل مستمر ونقص في عناصر الكالسيوم والماغنيسيوم والبوتاسيوم، أفقدهما القدرة على الحركة بشكل سهل أو التعايش مع أفراد عائلتهم.

خليل شمعة (21 عاماً) يجلس أمام الطاولة المخصصة لتناول الأقراص الدوائية، والتي يصل عددها من (120-200) قرص يومياً، ويصف لـ"مراسلنا" حالته الصحية والنفسية عند تناول هذه الكمية على ثلاث مراحل في اليوم الواحد، حيث يقول "جسدي الهزيل تعود على هذه الكمية، التي تعطيني قليلاً من الكالسيوم والبوتاسيوم في العظم، بعد الخلل الذي يحدث معي بسبب مرض وراثي في الغدة الجاردرقية التي تعتبر من أهم الغدد الصماء والتي تساعد على فرز الكالسيوم، وأتناول الأقراص العلاجية بهذه الكمية حسب وصفة الطبيب المختص لي من أجل تلاشي مضاعفات، قد تؤدي للشلل أو التشنج اللانهاية له".

ويواصل المريض خليل حديثه، وهو يتناول الأقراص الطبية من الكالسيوم قائلاً: "تناول العلاج أصبح بالنسبة لي كالمكسرات، لا أبالي للمخاطر ولا أتوقف عن تعاطيه بشكل يومي ومستمر، إلى أن أصل للكمية المخصصة في كل جرعة وأحياناً أكثر من الكمية المطلوبة بدل الـ 120 قرصاً أتناول أكثر من 200 قرص بسبب حالة الفتور التي أصبت بها أنا وشقيقي محمد الذي يعاني الأمر نفسه.

في الجهة المقابلة لخليل، يجلس شقيقه محمد الذي يصغره بعام واحد، ويتناول جرعاته العلاجية من الكالسيوم، والتي تصل في اليوم الواحد لـ 90 قرصاً، على ثلاث مراحل إلى  جانب بعض الأقراص التي تساعد على الهضم والتبول والتنفس لتساعده على العيش بوضعٍ صحي جيد، إلا أن انقطاع مثل هذه الأقراص يعرض حياته للخطر، كما حدث في السابق عندما توقف عن شرب هذه الأقراص، ما أدى لدخوله في غيبوبة، استمرت لأكثر من 24 ساعة متواصلة.

ويقول محمد (20 عاماً) إن تناوله لهذه الأقراص العلاجية رغم كثرتها مهم جداً بالنسبة له للمحافظة على وضعه الصحي.

وبحسب الأطباء الذين شخصوا حالة محمد، فإنه لا حل في الأفق سوى في دولة متقدمة لوقف تناول هذه الأقراص وتغطية العجز الحاد من العناصر الهامة في الجسم كالكالسيوم والبوتاسيوم، كون حاجة الجسم المُلحة لمثل هذه العناصر تساعده على الحركة والتعافي من هذه الأمراض الوراثية، التي عجز الأطباء بغزة عن علاجها.

من جانبها، قالت والدة الشابين المريضين بأن نجليها يعانيان من مشاكل في الغدة "الجار درقية"، الأمر الذي يعرض حياتهما للخطر الشديد، خاصة ما يحدث نتيجة نقص الكالسيوم والبوتاسيوم في الجسم، وما يحدث من تغيرات جسدية وحركية تقف عائقاً أمام استمرار حياتهما بالشكل المعتاد والصحيح.

وناشدت والدة المريضين الرئيس محمود عباس، ووزير الصحة جواد عواد للإيعاز للجهات المختصة من أجل العمل على إنقاذ نجليها من الموت البطيء، خاصة بعد عجز الطواقم الطبية في قطاع غزة عن إيجاد حل صحي يساعدهما على إكمال طريقهم وحياتهم بالشكل الصحيح دون اللجوء إلى العقاقير الطبية اللازمة بهذه الكمية اليومية.

في السياق ذاته؛ لفت الدكتور محمد زغبر أخصائي الغدد، بأن المريضين محمد وخليل يعانيان من نقص حاد في عناصر الكالسيوم والبوتاسيوم نتيجة خلل وراثي منذ بداية حياتهما ويحتاجان إلى رعاية وعناية طبية أولية كاملة، إضافةً لحاجتهما إلى علاجات غالية الثمن صُنعت خصيصاً لتعويض الجسم على الكالسيوم وغير متوفرة في فلسطين.

وأضاف الدكتور زغبر (المتابع لحالتي خليل ومحمد) بأنهما بحاجة لرعاية طبية مستمرة، وأنهما يجب أن يتم نقلهما لمستشفى متقدم من أجل إتمام علاجهما، خاصة وأنهما يتناولان هذه الكمية غير العادية من الأقراص الطبية، التي قد تؤدي إلى أمراضٍ عدة أبرزها وقف وظائف الكلى، وقد تم عمل اللازم للمريض خليل من أجل سفره إلى مستشفى المقاصد في القدس المحتلة، وينتظر رد الجانب الإسرائيلي للسماح له بالسفر.

وتجدر الإشارة إلى أن غالبية مرضى قطاع غزة يعتمدون على العلاج خارج القطاع في مستشفيات متقدمة، وذلك بسبب النقص الحاد في الإمكانيات الطبية، ويلجؤون للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية أو جمهورية مصر العربية.