يا حكومة ليس بالخبز وحده يحيا الفلسطيني..

يا حكومة ليس بالخبز وحده يحيا الفلسطيني..
صورة الكاتب
م.طارق ابو الفيلات

بالنسبة لي اي قرار وزاري هو قرار حكومي لانني اعرف ان هناك حكومة تحكمني وتتولي رعاية شؤني وتقوم على حماية مصالحي ولا شان لي بالوزارات واسمائها فانا يهمني ان تقرر الحكومة وتتدخل الحكومة باكملها لتحقيق حباة كريمة لي.
الحكومة قررت تخفيض سعر كيلو الخبز نصف شيكل واغرب ما في الموضوع ان يعلق احد على الموضوع سلبا او ايجابا فالامر ببساطه غير مهم.
نعم غير مهم ولا يستحق هذا الضجيج على الاطلاق ولا يخدم اي مواطن فلسطيني بل اتحدى ان اسرة فلسطينية واحدة ستشعر بقيمة هذا القرار المسرحي .
اتدرون لماذا؟
لانه ببساطة في نفس يوم تخفيض سعر كيلو الخبز نصف شيكل ارتفع سعر كيلو الدجاج خمسة شواكل ورفعت الحكومة سعر اسطوانة الغاز سبعة شواكل ورفعت الحكومة الكهرباء وارتفعت اسعار الخضار والفواكة فماذا سيفعل نصف شيكل.؟
شاءت الاقدار ان اكون في لقاء اذاعي بصحبة مدير مديرية اقتصاد الخليل يوم تطبيق تخفيض سعر الخبز ولسبب لا اعلمه فرض موضوع الخبز نفسه على اللقاء فصرفنا عن الموضوع الذي من اجله اتينا وانهالت الاتصالات ومعظمها حمل مداخلات غير مفهومة فانا لا اعرف لماذا فرح من فرح ولماذا غضب من غضب فمعدل استهلاك اسرة فلسطينية هو كيلو خبز اي انه تاثر نصف شيكل فقط فلماذا هذه الضجة وهل تتوقع الحكومة ان نكتب قصائد في مدحها على هذه اللفته.
سعر الخبز تحدده وزارة الاقتصاد وسعر اللحم والدجاج تحدد وزارة الزراعة اما سعر المحروقات فهذا خط احمر حكر على وزارة المالية, اليست لحكومة كلها فريق فما شاني انا بهذا التقسيم.
انخفض سعر الطحين عالميا فهبت وزارة الاقتصاد تخفض سعر الخبز لكن اذا انخفض النفط عالميا تخفض وزارة المالية راسها في الرمال وترفع سعر سلعة الشتاء اسطوانة الدفء بدون اي نبرير.
قرار تخفيض سعر الخبز كان سيؤثر ونشعر به لو اننا نعيش على الخبز فقط ,لكننا نستخدم هذا الخبز لناكله مع الدجاج الذي ارتفع بجنون والذي نطهوه على الغاز الذي قفز سعره فكيف اشعر ببركة قرار الحكومة.
الحكومة التي ليس في قاموسها مصطلح الدعم للسلع الاساسية ينبغي لها ان لا تتدخل في الاسعار وقائمة الاسترشاد التي تزهو بها وزارة الاقتصاد ى ليست اكثر من اعلان للسعر دون اي تدخل.
اذكر مسرحية اسعار اللحم في رمضان كيف حاولت الحكومة ان تظهر ان الجزار هو المجرم متناسية ارتفاع اسعار العلف وكلفة تربية الماشية وعجزالحكومة عن الاستعداد لموسم رمضان الذي ظهر كانه جاء على غير موعد.
لن نصفق للحكومة على الانجاز العظيم بتخفيض نصف شيكل ولن نقبل اعتباره انجازا تتغنى به بل هو ملهاة ولن تشعر المواطن الفلسطيني انه بخير.
الحكومة لا تستطيع ان تدعم السلع وهذا ما تعلنه ليل نهار وبمناسبة وغير مناسبة ونحن لا نطلب المستحيل والدعم للسلع امر مستحيل فماذا نطلب اذا؟
نطلب مكافحة الفقر والبطالة وخلق فرص عمل للشباب,فاخلق للشاب الفلسطيني فرصة عمل ولا تقلق بنصف شيكل في سعر الخبز فالبيت الفلسطين الذي ينتقل احد شبابه من طابور البطالة الى صفوف العاملين سيشعر بالفرق وربما يصفق للحكومة.
الحكومة لا تسنطيع دعم السلع لكنها تستطيع دعم الصناعة وحماية المنتج المحلي وتقنين الاستيراد والحفاظ على دورة المال في فلسطين بدل الصين .---
لم نسمع يوما ان الاداء الاقتصادي يقاس باسعار السلع في السوق ولا تقيم الحكومات بسعر كيلو الخبز وليس هناك رقم احصائي ذو دلاله يربط الوضع الاقتصادي بقيمة سلة الشراء والتسوق .الذي يختزل الاداء الاقتصادي لاي كيان هو رقم البطالة وهو المؤشر الاول لرفاهية الامم فاذا انخفض رقم البطالة فالاقتصاد بخير واذا ارتفع رقم البطالة فالاقتصاد وهم وكذب.
ترى لو علمت حكومتنا ان كل حاوية تاتي من الصين تسبب بطالة عشرين فلسطيني لستة اشهر فهل تفكر في الحد من تدفق حاويات الصين لخلق فرص عمل .
ترى لو علم المستهلك الفلسطيني ان كل حذاء ينتج في فلسطين يساهم في فتح ثلاثين بيت في فلسطين هل سيتجه الى مقاطعه نفايات الصين.
ترى لو علم المستهلك الفلسطيني ان انتاج طن واحد من الحليب يخلق خمسة فرص عمل وان مصنع البان فلسطين قد يشغل خمسماية عامل فلسطيني هل سيتنازل عن شراء منتجات تنوفا؟؟
الحكومة تعترف بعجزها بل بتقصيرها لكننا ايضا شركاء في تدمير اقتصادنا واغلاق مصانعنا كمستهلكين بل وكصناع بعضنا قصر في تقديم السلعة المناسبة بالسعر المناسب.
خلاصة الموضوع اننا شركاء في المسؤولية لكن الحكومات وجدت لكي تحكم وتضع الخطط وتسخر وقتها وجهدها في معالجة الالتهاب وليس في اعطاء الاسبرين.
ترى اي وزارة نلوم على انتشار الفقر والبطالة وزارة الاقتصاد ام وزارة العمل ام وزارة المالية ام ترى وزارة التخطيط؟؟
اختصار لوجع القلب والراس نلوم الحكومة وندعوها الى اعادة سعر الخبز الى سابق عهده وكما قال الصحفي محمود اقنيبي
الاغنياء والحكومة لم يتركوا للفقراء الا الله.
ونعم بالله.

رئيس اتحاد الصناعات الجلدية الفلسطينية.