عفيفى: أسباب ارتفاع الدولار كثرة تصريحات محافظ البنك المركزى

عفيفى: أسباب ارتفاع الدولار كثرة تصريحات محافظ البنك المركزى
د. صديق عفيفى
رام الله - دنيا الوطن
ناقش صالون د. صديق عفيفى مساء الاثنين الماضي، قضية تعويم الجنيه المصرى ونتائج ذلك حتى الآن بحضور عدد من اساتذة وخبراء الاقتصاد ، وذلك بحضور مكثف من اساتذة الاقتصاد والمفكرين والصحفيين ونواب.

فى البداية تحدث د. صديق عفيفى رئيس المجلس العربى للاخلاق والمواطنه قائلا: سوف نناقش موضوع تعويم الجنيه وهل هو قادر على مواجهة العملات ام ان السعر الحالى فى البنوك غير واقعى. 

واشار د. صديق عفيفى ان كثرة التصريحات من قيادات البنك المركزى حول تعويم الجنيه حتى قبل صدور هذا القرار ادى الى صعود الدولار الى اعلى واصبح الدولار يصل الى 20 جنيها فى بعض الاوقات وانخفضت قيمة كل شيىء للنصف حيث ان ثروة اى شخص مثلا بالجنيه المصرية انخفضت قيمتها الى النصف وعلى سبيل المثال شركات الطيران المصرية نتيجة لذلك قامت برفع اسعارها بشكل كبير ما عدا تقريبا التذاكر للدول العربية وكل شيىء نتيجة تعويم الجنيه مثلا تذكرة السفر الى تايوان وصل سعرها فى مصر للطيران الى 59 الف جنيه فى حين ان سعرها فى الخطوط التركية 24 الف جنيه وفى الخطوط الاماراتية 46 الف جنيه.

وتحدث بعد ذلك د. محمد البنا استاذ الاقتصاد بجامعة المنوفية وعميد كلية التجارة السابق فأكد اهمية التمييز بين السعر الفورى للصرف والسعر المستقبلى، مشيرا إلى اأن السعر الفورى هو الذى ينتابه تقلبات بطريقة دراماتيكية فى الجنيه وان كان هذا يحدث لمعظم العملات لكن لا يحدث بهذه الطريقة، وإنما يحدث بشكل ضيق وليس بهذ الشكل الذى حدث من ارتفاع كبير للدولار مقابل الجنيه من اول نوفمبر حتى الآن ثم التقلبات التى حدثت هذا الاسبوع.

وقال: "هناك عدة نظريات بالنسبة لسعر العملة ومنها ان القوى الشرائيه للدولة تحدد قوة عملتها ومنذ تعويم الجنيه، ونحن نسأل اين السعر العادل للجنيه وللاسف معدلات التضخم زادت لان مدخراتنا بالجنيه تنزل قيمتها للنصف رغم انه كان من السهل للبنك المركزى والمنظمات الدولية ان يتم يحديد سعر عادل للجنيه من خلال تتبع معدلات التضخم فى مصر".

واشار إلى أن سعر الفائدة على الجنيه يؤثر على سعر الصرف الاجنبى والتقلبات التى تحدث حاليا فى سوق الصرف آنيه وليست ممتدة وحاليا سعر الدولار متأثر بالعوامل الآنيه الساخنه مثل رفع سعر الفائدة للجنيه مما زاد المدخرات بالعملة المحلية ويقل تدريجيا الطلب على الدولار ويشترى الاجانب اصولا مصرية ويقل سعر الصرف.

ثم تحدث د. شريف قاسم استاذ الاقتصاد باكاديمية السادات فاشار الى ان ازمة الدولار هى عرض لمرض مستفحل هو اننا لا نريد ان تكون رؤيتنا لحياتنا الاقتصادية هى الاعتماد على الذات لذلك اقول انه لابد من بنيه زراعية وصناعية حتى استبدل ما استورده بانتاجى المحلى وان نقوم بتصدير ما ننتج واقلل الاستيراد.

وأوضح ان الوضع الحالى دفع الى عقد اتفاق مع الصندوق ورغم ان الصندوق لم يفرض شروط لكن الجهابذة هنا نفذوا ما يريد الصندوق تجاه الدعم وكذلك قاموا بتعويم الجنيه وما اسفر عنه من نتائج، وهذا التعويم سوف يسمح للسائح ان يشترى بالدولار الواحد سلعا ب 20 جنيه وليس كما كان من قبل ب 8 جنيهات وبالتالى من الممكن زيادة عدد السياح وكذلك المستثمر الاجنبى الذى كان يحول مليون دولار ب 8 مليون جنيه اصبح الان انه لو حول المليون دولار يكون ب 18 او 20 مليون حاليا .

وقال: "باختصار فان المستهدف من تخفيض الجنيه لابد كى يتحقق من زيادة الصادرات لابد من قدرة على المنافسه الدولية وهذا لن يحدث الان لاننا نحتاج وقت من اجل ايجاد منافذ تسويقية دولية وزيادة الانتاج الزراعى والصناعى، وهذا حتى يحدث نحتاج حوالى 5 سنوات وبالتالى كان لابد من تأجيل اصدار قرار التعويم حتى نطور الصناعة وقدراتنا التصديرية".

واشار الى انه بعد هذا القرار المفروض ان تزداد السياحة لكن للاسف عدم الاستقرار خاصة الامنى عنصر طارد
للسياحة.

وتحدث اللواء هانى النواصره عضو مجلس النواب فاشار ان تعويم الجنيه كان لابد منه حتى لا يكون هناك سعرين للدولار احدهما رسمى والآخر فى السوق السوداء وهذا الامر كان لا يساعد المستثمرين.

وأكد ان هناك بدء فى عودة السياحة العربية وتحدث الصحفى والمستشار الاعلامى معتز صلاح الدين فاشار الى ان ظروف مصر الاقتصادية حاليا لا تختلف كثيرا عن ظروفها وقت ان تولى د. عاطف صدقى رئاسة الوزراء لمدة 10 سنوات من 1986 حتى 1996 ونجح فى تثبيت سعر صرف الدولار عند حد 340 قرشا فلماذا هذا الارتفاع الكبير الآن واشار الى ان السندات الدولاريه التى باعتها الحكومة فى اوروبا صحيح انها جلبت 4 مليار دولار لكن سعر الفائده عليها كبير جدا 6% رغم ان سعر الفائدة فى امريكا نصف فى المائة فقط فلماذا يتخذ البنك المركزى مثل هذه القرارات الغريبه ؟ 

وتحدث الشاعر عصام خليفه "شاعر العرب "متسائلا هل الانفاق العالى على قناة السويس الجديدة والعاصمة الادارية والطرق له دور فى رفع سعر الدولار مطالبا بدراسات اقتصادية جاده.

وتحدث الكاتب الصحفى سيد الاسكندرانى المرشح نقيبا للصحفيين اشار الى غول ارتفاع الاسعار مع ان هناك كثيرون فى مستوى اقتصادى متدنى مطالبا بحماية المستهلكين.

وعقب د. صديق عفيفى قائلا: ما حدث للدولار هو ان البنك المركزى نظرا لوجود سعر رسمى للدولار وسعر سوق سوداء والبنك المركزى أراد ان يوحد السعر فاطلق السعر حتى يحدد السوق سعر الجنيه اى سياسة العرض والطلب التى تحدد السعر العادل لكن الدولار زاد ووصل الى 20 جنيها ومؤخرا قل نسبيا لانه جاء لنا عدد من السياح وقل الاستيراد نسبيا وبالتالى قل الطلب على الدولارات خصوصا مع وصول عدد من مليارات الدولارات الى البنك المركزى لذلك حدث هذا الانخفاض النسبى مؤخرا وما نتوقعه طبقا لخبراء الاقتصاد الامر سوف يأخذ بعض الوقت ومع مرور الوقت سيكون سعر صادراتنا رخيصة وبالتالى سوف نصدر اكثر وتأتى لنا دولارات اكثر سيكون هناك سعر عادل للدولار مع الوقت.

واشار د. صديق عفيفى الى ان الرئيس السيسى يعمل باخلاص لكن المشكلة فى الثقافة السائدة لدى القيادات فى كل مكان ولذلك عقدنا مؤخرا مؤتمرا دوليا عن ثقافة الادارة وادارة الثقافة وصدرت عنه توصيات وسيتم عقد ورش عمل لتنفيذها وسنطلب تعيين لجنة من رئاسة الجمهورية او مجلس الوزراء لتنفيذها لان موضوع تغيير الثقافة السائدة هام جدا بالنسبة لتطوير الادارة.

واشار د. صديق عفيفى انه من اسباب ارتفاع الدولار كثرة تصريحات محافظ البنك المركزى حتى انه ظل يتحدث عن قرار تعويم الجنيه قبل صدوره بعدة اسابيع وهو ما اثر طبعا بالسلب وهذا كان خطأ .

وردا على سؤال بخصوص الدعم وهل يكون دعما نقديا ام عينيا قال د. صديق عفيفى انه مع الدعم النقدى.

واضاف قائلا: كنت مستشارا لوزير المالية الاسبق من 1978 حتى 1986 واعددت دراسة شامله تطالب بتطبيق الدعم النقدى واوضحت فى هذه الدراسة التى كانت فى 120 صفحة ان الدعم النقدى هو الافضل و لكن القرار ليس فى يد وزير المالية لكن فى يد رؤساء الحكومات وهم دائما مترددين فى اتخاذ مثل هذا القراروان كان هناك توجه حالى بتطبيق الدعم النقدى . 

وحول التعديل الوزراى الحالى قال د. صديق عفيفى انه لابد من توافر عدة شروط للقيادات العليا هى :ان يكون مؤهلا فاهما -الخبرة والكفاءة -ان يتمتع بالنزاهة والامانه وخلال الصالون قام المايسترو الدكتور مصطفى احمد الاستاذ باكاديمية الفنون بالعزف وغناء عدد من الاغانى الوطنيه.

التعليقات