حنا: يحق لاطفال فلسطين ومنطقتنا العربية ان يعيشوا طفولتهم

رام الله - دنيا الوطن
قال المطران عطا الله حنا لدى استقباله وفدا من الحركة العالمية للدفاع عن الاطفال : " يحق لاطفال فلسطين ومنطقتنا العربية ان يعيشوا طفولتهم مثل باقي اطفال العالم ".

حيث وصل الى المدينة المقدسة صباح اليوم وفد من الحركة العالمية للدفاع عن الاطفال وقد ضم الوفد عددا من الشخصيات الحقوقية المدافعة عن حقوق الانسان والمناصرة للقضية الفلسطينية .

سيادة المطران رحب بزيارة الوفد الاتي الى الاراضي المقدسة حاملا معه رسالة المحبة والاخوة والسلام والتضامن مع شعبنا الفلسطيني وخاصة مع الاطفال الذين يستهدفون ويحرمون من عيش طفولتهم .

وضع سيادته الوفد في صورة الاوضاع في المدينة المقدسة وما تتعرض له مقدساتنا ومؤسساتنا وابناء شعبنا الفلسطيني مؤكدا على اهمية التضامن مع شعبنا والوقوف الى جانبه والتصدي للسياسات العنصرية الاحتلالية الظالمة التي تمارس بحق هذا الشعب الذي ذنبه الوحيد انه يريد ان يعيش بحرية وكرامة في وطنه مثل باقي شعوب العالم وهذا الشعب لن يتنازل عن حقوقه تحت اي ظرف من الظروف .

اطفال فلسطين يستهدفون ، التفتوا الى غزة المحاصرة لكي تلاحظوا كيف ان اطفالنا هناك لا يعيشون طفولتهم وهم محرومون من ابسط حقوقهم ويعيشون فوق الركام مع اهاليهم ، فقد تعرض شعبنا هناك الى اعتداءات اسرائيلية متكررة ناهيك عن الحصار الذي جعل من غزة اكبر سجن في العالم وما يتعرض له اطفال غزة يتعرض له اطفال فلسطين ولذلك فإنني ادعوكم لكي تتوجهوا الى المخيمات والمدن والبلدات الفلسطينية لكي تتعرفوا على معاناة اطفالنا الذين يستهدفون وبعضهم تعرض للاحتجاز والاعتقال وبعضهم ايضا تعرض للقتل بدم بارد دون اي وازع انساني او اخلاقي .

اننا كفلسطينيين يهمنا ما يحدث في ارضنا المقدسة ولكنه ايضا يهمنا وبالقدر نفسه ما يحدث في محيطنا العربي ، انظروا الى سوريا وما حل بها خلال السنوات الاخيرة حيث الدمار والارهاب والخراب الذي ادى الى تشريد الملايين من ابناء الشعب السوري ناهيك عن الدمار والدماء البريئة التي سفكت واطفال سوريا محرومون من عيش طفولتهم فالكثير من المدارس دمرت والمؤسسات التي تقدم خدماتها للاطفال استهدفت وهنالك الكثير من المآسي الانسانية التي حلت بهذا البلد ، اننا نريدكم ان تلتفتوا ايضا الى اطفال سوريا .

اما العراق فقد تعرض للاستهداف ، هذا الاستهداف الذي ادى الى كوارث انسانية  لا عد لها ولا حصر وقد دفع اطفال العراق فاتورة ما حل ببلدهم من ارهاب ودمار وخراب .

اما اليمن السعيد الذي حولته الحرب الاخيرة الى يمن الفقر والجوع والمعاناة والالام فقد جعل هذا البلد حافلا بالمآسي الانسانية والحرب مستمرة ومستعرة ، واعداد كبيرة من الاطفال فقدوا حياتهم وهم في مدارسهم وفي غيرها من الاماكن ، فبأي ذنب يقتل اطفال اليمن بهذه الطريقة الهمجية اللانسانية واللاحضارية وما حدث في سوريا والعراق واليمن يحدث في ليبيا وفي غيرها من الاماكن .

اكثر من 80 مليار دولار صرفت حتى الان على الحرب في سوريا ولو دفع هذا المال من اجل البناء والرقي الانساني لتمت معالجة الكثير من المظاهر السلبية الموجودة في مجتمعاتنا .

كنا نتمنى ان يستعمل هذا المال من اجل بناء المدارس والجامعات ومن اجل بناء المستشفيات والمؤسسات الطبية ومن اجل معالجة حالة البطالة والفقر التي تعاني منها شعوبنا العربية .

لو استعمل هذا المال استعمالا صحيحا لادى الى جعل اطفالنا اطفال فلسطين والوطن العربي يعيشون في اوضاع افضل مما من الاوضاع القائمة حاليا .

اود ان اقول لكم بأن اطفال فلسطين واطفال مشرقنا العربي يستحقون ان يعيشوا طفولتهم مثل باقي اطفال العالم ، يستحقوا ان يأكلوا ويشربوا ويلبسوا ويبتهجوا في حياتهم والا يعيشوا الحرمان والظلم .

اقول لمن يجب ان يسمع واود ان اخاطب العالم الغربي : اوقفوا حروبكم التي تستهدف شعوبنا، اوقفوا ارهابكم العابر للحدود والقارات والذي هدفه ان يحرق الاخضر واليابس ، اوقفوا تصدير اسلحتكم التي تقتل اطفالنا كما انها تقتل كبارنا وصغارنا والابرياء في مجتمعنا وفي مشرقنا العربي .

وكما يحق للاطفال في امريكا وفي اوروبا ان يعيشوا السعادة والهناء والفرح والطمأنينة في حياتهم هكذا هم اطفال فلسطين واطفال منطقتنا العربية يحق لهم ان يعيشوا بهناء وسعادة وان يفرحوا ببراءة طفولتهم .

قدم سيادته تقريرا تفصيليا عن احوال اطفال فلسطين والمنطقة العربية مؤكدا على اهمية متابعة هذا الملف وهذا الموضوع الهام 

يجب ان تتوقف الحروب ويجب ان تتوقف ظاهرة الارهاب والعنف والقتل ، ويجب على العالم الغربي ان يتوقف عن التآمر على منطقتنا وشعوبنا وبلداننا واولا وقبل كل شيء حل القضية الفلسطينية حلا عادلا يصون حرية وكرامة ابناء شعبنا بما في ذلك اطفالنا وفلذات اكبادنا .

قدم سيادته للوفد بعض الافكار العملية حول المواضيع المطروحة كما اجاب على عدد من الاسئلة والاستفسارات.

اما اعضاء الوفد المكون من 15 شخصا فقد عبروا عن سعادتهم بلقاء سيادة المطران وسماع كلماته وتوجيهاته ونصائحه مؤكدين تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ووقوفهم الى جانب اطفال فلسطين ورغبتهم في زيارة قطاع غزة ، كما قدموا لسيادة المطران كتابا يحتوي على اهم نشاطاتهم في سائر ارجاء العالم .