ترامب وفياض

ترامب وفياض
بقلم عبد الله عيسى
رئيس التحرير


استمرت العلاقات الأمريكية الفلسطينية في شد منذ بداية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ومرت هذه العلاقات بمحطات كثيرة، منها الشد الشديد ومنها الأجواء الملطفة، حتى وصلت في عهد الرئيس كلينتون إلى ذروتها من حيث الإيجابية، عندما قامت حكومة إسرائيل بتوجيه انتقادات حادة للإدارة الأمريكية، وأن السياسة الأمريكية منحازة للسلطة الفلسطينية، إلا أن هذا الجو لم يستمر طويلاً، حتى دخلت العلاقات الأمريكية الفلسطينية في عهد حكومة نتنياهو الأولى ثم اندلاع انتفاضة الأقصى في شد، حين وجدت إسرائيل مناخاً مناسباً لتحريض الإدارة الأمريكية ضد السلطة الفلسطينية.

وتحولت المسألة من تغيير في السياسة الأمريكية إلى رهان على أشخاص بأنهم من المعتدلين والمقبولين لدى أمريكا ثم إسرائيل ثانياً، وآتى هذا التطور أكله قليلاً، وحاولت أمريكا التخلص من الضغوط الفلسطينية والعربية بأن تأخذ سياسة أكثر عدلاً تجاه الفلسطينيين، إلا أنها تغيرت تماماً في عهد الرئيس ترامب، وتغيرت المعادلة الأمريكية ورفض التعامل مع السلطة إلا بعد موافقة إسرائيل ونتنياهو تحديداً، وهذا ينطبق على الدكتور سلام فياض، فقد رفضت أمريكا تعيين الدكتور فياض مبعوثاً أممياً في ليبيا، والرفض الأمريكي من الواضح أنه ينتظر موافقة إسرائيل على فياض.

ومن هنا: لا أرى جدوى من إرسال مبعوثين تلو المبعوثين لأمريكا لمقابلة ترامب أو مستشارية دون تسوية مسبقة مع إسرائيل لتحقيق جدوى أفضل واختصاراً للوقت، باعتبار أن السياسة الأمريكية الحالية منحازة انحيازاً كبيراً وغير اعتيادي لإسرائيل.

التعليقات