سلفيت: لقاء الأشقاء بعد خمسين عاماً من البعد القسري

رام الله - دنيا الوطن
حكاية تشبه الكثير من حكايات البعد والألم الذي سببه الاحتلال، حكاية الشقيقين ضامن بادي محمد أبو يعقوب من مواليد 1927 وشقيقه حسن من مواليد 1936 اللذين افترقا عن بعضهما ما يقارب الخمسين عاماً، حيث أبعد الاحتلال الحاج حسن عن وطنه لمدة خمسين عاماً، ولم يسمح له العودة منذ ذلك الوقت إلى أرض الوطن.

الحاج ضامن عمل في مجال البناء في الضفة الغربية، وله من الأبناء ولدان وأربع بنات، أشرف على تعليمهم الجامعي، حيث تخرج ولده الكبير عبد الله بدكتوراة في العلوم من جامعة القاهرة، وشقيقه الآخر تيسير يعمل في الكهرباء، أما البنات فأنهين تعليمهن الجامعي، حيث تخرجن كمربيات للأجيال.

أما شقيقه الأصغر حسن، فقد غادر إلى المملكة الأردنية الهاشمية سنة 1967 ليعمل في الجيش الأردني، واستقر هناك، وله ولدان، وبعد تقاعده من الجيش عمل الحاج حسن في التجارة.

قبل أيام قليلة، عاد الحاج حسن إلى وطنه بعد إبعاد قسري لمدة خمسين عاماً كزائر، بعد أن استطاع الحصول على تصريح زيارة. 

وحين وصل الحاج حسن إلى وطنه فلسطين، شكر ربه سبحانه وتعالى الذي أنعم عليه بهذه النعمة، أن منحه العودة إلى مسقط رأسه، وكل الأمل والشوق يعتصره للقاء شقيقه ضامن أبو عبد الله.

توقفت المركبة أمام منزل شقيقه، أخذ الدمع ينهمر من عينيه، وهو ينظر إلى شوارع بلدته وحاراتها ويتأمل بيوتها ووجوه من سكنوها لعله يلتقي بأحبة وأهل تركهم هنا، وعاد به الزمان إلى خمسين عاماً حيث خرج من البلدة شاباً وعاد إليها كهلاً.

ووجد شقيقه وأبناءه وأحفاده في انتظاره والشوق الممزوج بالذكريات يغمرهم، وعندما سمع صوته شقيقه ضامن في رحاب منزله أخذ يبكي، ويقول: الحمد لله الذي لم شملنا بعد غياب طوي، وكانت لحظة اللقاء بين الشقيقين تاريخية بامتياز. 

كان الشوق والحنين سيد الموقف، وأخذ الشقيقان يتبادلان الحديث والذكريات مع شرب الشاي الممزوج بالمرمية.

لم يرد الحاج حسن أن يغيب عنه أي مشهد فتجول في حارات بلدته وأزقتها، وتوج زيارته بالصلاة في المسجد الأقصى، ولسان حاله يدعو الله أن يتم عليه فضله ويمكنه من العودة والعيش في وطنه فلسطين بأمان وسلام.