بأصابع ذهبية.. الفتى العصار موهبة فنية في رسم الصور الشخصية

بأصابع ذهبية.. الفتى العصار موهبة فنية في رسم الصور   الشخصية
خاص دنيا الوطن- أسامة الكحلوت
رافقت الابتسامة الفتى محمد العصار وهو يحمل لوحاته الصغيرة، ويعرضها واحدة تلو الأخرى، والتي تحمل بداخلها أحساسيس وموهبة فنان صغير من قطاع غزة، يجسد الصور الشخصية للشخصيات المحلية، والعالمية بقلم رصاص وممحاة فقط.

محمد حمل موهبته منذ طفولته، التي اكتشفتها عائلته وشقيقته التي تدرس الفنون، وعملوا جميعاً على الاهتمام بابنهم وتنمية قدرته وموهبته، من خلال توفير الأدوات اللازمة، والتي انطلق فيها منذ التحاقه بالمدرسة الابتدائية، فتنامت هذه الموهبة خطوة خطوة، حتى أتقن تحويل الصور الشخصية إلى لوحة بيده.

وصقل محمد موهبته في الرسم من خلال تطوير أدائه بمتابعة "الإنترنت"، واختيار شخصيات قيادية فلسطينية وتجسيدها على لوحات فنية، وكان للرئيس الشهيد الراحل أبو عمار القدر الأكبر من الصور منذ طفولته حتى الآن، باعتباره الشخصية الفلسطينية الأقوى.

محمد ابن مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، تمكن خلال  السنوات الماضية من رسم مئات اللوحات، قام بإهداء بعضها لأصدقائه، ويحتفظ بالجزء الآخر من اللوحات في منزله.

وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت محمد على التواصل مع فنانين خارج فلسطين، ومشاهدتهم لأعماله، وتلقى حينها التحفيز من الجميع بعد ملاحظة قوة لوحاته وموهبته.

وصل محمد لمرحلة الإتقان في لوحاته في سن الثالثة عشرة من عمره، وأصبح يرسم صورة شخصية طبق الأصل، ولكن بقلم رصاص وممحاة فقط، واهتم في رسوماته بالتركيز على صور تجسد الواقع، والعمل بدقة متناهية، إلا أن صعوبات عدة واجهته، وقال:" ما زلت افتقر لأدوات الرسم  كألوان التضليل والفراشي واستاند الرسم، والممحاة الخاصة بالرسم، وجميع لوحاتي استخدم فيها قلم رصاص وممحاة عادية، ولم أدخل لأي عالم جديد في الفن".

واستقر محمد في لوحاته على رسم البورتريه، بالإضافة لرسم جداريات عديدة في مدارس المنطقة، ويركز في لوحاته على رسم شخصيات فلسطينية وشخصيات مشهورة.

ويطمح محمد لعرض لوحاته في معرض خاص، يعرض فيه كل الشخصيات القيادية، وأن يكون معرضاً فريداً من نوعه يحتوي على أكبر عدد من اللوحات للصور الشخصية، يكون مختلفاً عن المعارض الأخرى التي تشمل لوحات متعددة.

ويتمنى محمد المشاركة في برامج مواهب خارج فلسطين، بعدما وصلت موهبته لرسم أي صورة شخصية خلال أقل نصف ساعة على أقل تقدير.

وانطلق محمد من جديد في فن الخدع البصرية بعد مشاهدته للعديد من الأفلام الأجنبية، ومعرفة تكاليفها الباهظة، وتحدى هذه التكاليف، بتجسيد الخدع البصرية السينمائية بإمكانيات بسيطة.

وينوي محمد دراسة هندسة الديكور في كلية الفنون بعد انتهائه هذا العام من دراسة الثانوية العامة، لقرب هذا التخصص من موهبته، وسيكون التخصص الجديد مكملاً لموهبته ويعمل على تطويرها.

ويتمنى محمد، أن يكون داخل غزة مراكز تهتم وتحتضن الفنانين، وتخصيص أماكن لهم لإطلاق مواهبهم، والاهتمام بفن الخدع البصرية السينمائية.