من عجائب مؤتمرات فتح

من عجائب مؤتمرات فتح
عبد الله عيسى
رئيس التحرير

كنت أتوقع لحركة فتح في مؤتمرها السابع الماضي، مؤتمراً أكثر جدية وأكثر نزاهة وشفافية، بل إننا عايشنا طوال فترة السلطة فساداً في بعض مؤسسات السلطة، ونزاهة لحركة فتح، بل إن حركة فتح كانت تتصدى لأي مظهر من مظاهر الفساد.

وجاءت نتائج المؤتمر السابع لتثبت حقيقة مغلوطة بأن فتح فاسدة والحقيقة أننا لم نعرفها كذلك، بل إن حركة فتح مارست محاربة الفساد بشدة وبقسوة مع أي موظف حكومي مع أنها كانت أشد المعارضة مع موظفي السلطة.

وقبل انعقاد المؤتمر السادس لحكة فتح، اتصل بي من ألمانيا جمال نزال الناطق الإعلامي لحركة فتح في أوروبا وكان غاضباً، وقال لي: هل يعقل أن توجه دعوات لحضور المؤتمر العام لأشخاص لا علاقة لهم بالحركة، بينما لا توجه الدعوة لي وأنا الناطق باسم الحركة في أوروبا!

وأرجو النشر حتى نلفت نظر قيادات فتح لهذه المسألة، فنشرت اسمه وعدداً من قيادات فتح التي لم توجه لها الدعوة للمشاركة في المؤتمر، وخلال أسبوع أخذ نزال طريقه من ألمانيا إلى رام الله والتقى أحد القيادات الفتحاوية وسجل كعضو في المؤتمر العام، ونجح في عضوية المجلس الثوري.

وجرت أحداث أخرى في مؤتمرات سابقة لحركة فتح، مثل العضو الذي حصل على أعلى الأصوات في المجلس الثوري، وأثار استفسار روسيا للاتصال بالشهيد أبو إياد في المؤتمر الرابع للحركة، حيث حصل على أعلى الأصوات في المجلس، وكانت نتائج الانتخابات مثيرة للدهشة لم تحتملها حتى روسيا، ولكن هذا العضو قامت السلطة في عهد أبو مازن باعتقاله بتهمة الفساد واختلاسه لأموال السلطة.

كيف تريد فتح مني مثلاً أن أقتنع بنجاح بعض أعضاء اللجنة المركزية والمجلس الثوري، وقد مُلئت الدنيا بالفساد والفضائح سابقاً، وكيف انتخبهم المؤتمر العام لحركة فتح.

ألا يعني هذا اتهاماً غير مباشر لحركة فتح بالفساد والحركة بريئة من ذلك، ولكن يبدو أن بعض القيادات تمارس الضغوط على بعض أعضاء حركة فتح؛ ليمارسوا الضغوط على أعضاء المؤتمر العام لانتخاب فلان وعلان.

رغم أننا نشعر بالمرارة نتيجة هذه التصرفات التي تقحم حركة فتح بالفساد، إلا أننا نأمل أن تكون التحضيرات المستقبلية لمؤتمرات فتح، أحسن من هذه بكثير، بل إنني آمل أن يُطلب من أي عضو يرشح نفسه للمركزية أو المجلس الثوري، أن يحصل على براءة ذمة لمكافحة الفساد سلفاً.

التعليقات