محمد أبو خليفة احتفل بعيد ميلاده على طريقته الخاصة

خاص دنيا الوطن- رائد أبو بكر
قبل استشهاده بساعات، احتفل الشهيد محمد أبو خليفة ابن مخيم جنين شمال الضفة الغربية مع أصدقائه بعيد ميلاده، وأطفأ شمعته التاسعة عشرة ليدخل في عامه العشرين الذي لم يمض منه إلا سويعات من الزمن؛ ليجبر العالم على الاحتفال بعيد ميلاده، لكن بطريقته الخاصة.
صديقه إياد كان يقف فوق رأس الشهيد أبو خليفة قبل تشييع جثمانه، لم يصدق حتى اللحظة أن محمد توأم روحه سينتقل إلى الدار الآخرة وأنهم سيفترقون إلى الأبد، يقول لـ "دنيا الوطن"، "أراد محمد أن يحتفل بعيد ميلاده بين أصدقائه، وكأنه يريد أن يقول لنا هذا اللقاء الأخير بيننا، التقينا جميع أصدقائه في منزله وأحضرنا كعكه بسيطة، واحتفلنا جميعاً، وكان الهدف من الاحتفال اللقاء لا أكثر".
وأضاف، "سهرنا واستمتعنا وغادر كل منا إلى بيته لنلتقي مجدداً في ساحة المخيم لنواجه جيشاً عدده كثير محملاً بالعتاد والسلاح محصناً داخل دورياته، أطلقوا الرصاص علينا بغزاره وهاجمناهم بالحجارة والأكواع بشراسة، حتى جاءني خبر إصابة محمد، كالمجنون توجهت إلى مستشفى جنين الحكومي رأيته مغطى فلم أصدق ما حدث، قبل ساعات كان بيننا والآن سأفقده إلى الأبد" مشيراً إلى أنه كان محبوباً بين أصدقائه وبين أبناء مخيمه يمد يد العون قدر استطاعته، ويلبي حاجة أكبر منه سناً.
محمد محمود أبو خليفة ولد في التاسع والعشرين من يناير/ كانون الثاني عام 1998 واستشهد في ذات الشهر واليوم لكن بعد تسعة عشر عاما، فهو الشهيد رقم 279 منذ انطلاق انتفاضة القدس في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2015، والشهيد الأول الذي يقدمه مخيم جنين، والشهيد الرابع والعشرين الذي قدمته محافظة جنين.
والد الشهيد الذي تحدث معنا بصعوبة كان يردد دائماً "الله يرضى عليك يابا ويرحمك يابا وبأمان الله يابا"، تحدث إلينا وعيونه لم تتوقف عن ذرف الدموع قال: "في كل مرة يقتحم فيها جيش الاحتلال مخيم جنين يخرج محمد من المنزل؛ ليتصدى للاحتلال بجسده الهزيل لكن بإرادة صلبه، كنت أخاف في كل مرة ألا يعود، وهذه المرة عاد إلينا شهيداً راوياً بدمائه تراب المخيم، فقد كان محباً للمقاومة، وكان من الشبان الساهرين لحماية المخيم لا ينام إلا بعد الاطمئنان بأن الاحتلال لن ينفذ اقتحاماً هذه الليلة، وأصر على الدافع عن مخيمه حتى ارتقى شهيداً".
الشهيد محمد ترتيبه الثاني بين سبعة أشقاء، كان يعمل مع والده في المنطقة الصناعية في تصليح المركبات، وانتقل بعدها للعمل في مكتب وزارة الأشغال العامة على نظام المياومة، ترعرع بين عائلة بسيطة تناضل من أجل توفير لقمة العيش فالشهيد محمد ووالده وشقيقه الأكبر هم المعيلون للعائلة.
في تشييع الشهيد محمد أبو خليفة خرج الآلاف من المواطنين من مدينة جنين ومخيمها والقرى والبلدات، مما يؤكد على محبة الناس للشهيد محمد الذي كان يرسم البسمة في قلب من يقابله، وترك بصمه في عقول البشر بأن شاباً محباً للحياة ومحباً للدفاع عن أرضه، قد رحل تاركاً رسالة للجميع، ألا تتركوا الوطن يستمتع الأعداء بخيراته.




قبل استشهاده بساعات، احتفل الشهيد محمد أبو خليفة ابن مخيم جنين شمال الضفة الغربية مع أصدقائه بعيد ميلاده، وأطفأ شمعته التاسعة عشرة ليدخل في عامه العشرين الذي لم يمض منه إلا سويعات من الزمن؛ ليجبر العالم على الاحتفال بعيد ميلاده، لكن بطريقته الخاصة.
صديقه إياد كان يقف فوق رأس الشهيد أبو خليفة قبل تشييع جثمانه، لم يصدق حتى اللحظة أن محمد توأم روحه سينتقل إلى الدار الآخرة وأنهم سيفترقون إلى الأبد، يقول لـ "دنيا الوطن"، "أراد محمد أن يحتفل بعيد ميلاده بين أصدقائه، وكأنه يريد أن يقول لنا هذا اللقاء الأخير بيننا، التقينا جميع أصدقائه في منزله وأحضرنا كعكه بسيطة، واحتفلنا جميعاً، وكان الهدف من الاحتفال اللقاء لا أكثر".
وأضاف، "سهرنا واستمتعنا وغادر كل منا إلى بيته لنلتقي مجدداً في ساحة المخيم لنواجه جيشاً عدده كثير محملاً بالعتاد والسلاح محصناً داخل دورياته، أطلقوا الرصاص علينا بغزاره وهاجمناهم بالحجارة والأكواع بشراسة، حتى جاءني خبر إصابة محمد، كالمجنون توجهت إلى مستشفى جنين الحكومي رأيته مغطى فلم أصدق ما حدث، قبل ساعات كان بيننا والآن سأفقده إلى الأبد" مشيراً إلى أنه كان محبوباً بين أصدقائه وبين أبناء مخيمه يمد يد العون قدر استطاعته، ويلبي حاجة أكبر منه سناً.
محمد محمود أبو خليفة ولد في التاسع والعشرين من يناير/ كانون الثاني عام 1998 واستشهد في ذات الشهر واليوم لكن بعد تسعة عشر عاما، فهو الشهيد رقم 279 منذ انطلاق انتفاضة القدس في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2015، والشهيد الأول الذي يقدمه مخيم جنين، والشهيد الرابع والعشرين الذي قدمته محافظة جنين.
والد الشهيد الذي تحدث معنا بصعوبة كان يردد دائماً "الله يرضى عليك يابا ويرحمك يابا وبأمان الله يابا"، تحدث إلينا وعيونه لم تتوقف عن ذرف الدموع قال: "في كل مرة يقتحم فيها جيش الاحتلال مخيم جنين يخرج محمد من المنزل؛ ليتصدى للاحتلال بجسده الهزيل لكن بإرادة صلبه، كنت أخاف في كل مرة ألا يعود، وهذه المرة عاد إلينا شهيداً راوياً بدمائه تراب المخيم، فقد كان محباً للمقاومة، وكان من الشبان الساهرين لحماية المخيم لا ينام إلا بعد الاطمئنان بأن الاحتلال لن ينفذ اقتحاماً هذه الليلة، وأصر على الدافع عن مخيمه حتى ارتقى شهيداً".
الشهيد محمد ترتيبه الثاني بين سبعة أشقاء، كان يعمل مع والده في المنطقة الصناعية في تصليح المركبات، وانتقل بعدها للعمل في مكتب وزارة الأشغال العامة على نظام المياومة، ترعرع بين عائلة بسيطة تناضل من أجل توفير لقمة العيش فالشهيد محمد ووالده وشقيقه الأكبر هم المعيلون للعائلة.
في تشييع الشهيد محمد أبو خليفة خرج الآلاف من المواطنين من مدينة جنين ومخيمها والقرى والبلدات، مما يؤكد على محبة الناس للشهيد محمد الذي كان يرسم البسمة في قلب من يقابله، وترك بصمه في عقول البشر بأن شاباً محباً للحياة ومحباً للدفاع عن أرضه، قد رحل تاركاً رسالة للجميع، ألا تتركوا الوطن يستمتع الأعداء بخيراته.



