ألم الولادة القيصرية ... أسبابه وعلاجه

ألم الولادة القيصرية ... أسبابه وعلاجه
رام الله - دنيا الوطن
في حالة الولادة القيصرية، لن يقتصر الأمر على الاعتناء بمولودكِ الجديد فقط، ولكن سيلزم عليكِ أيضًا الاعتناء بالجرح الذي سبَّبه هذا الصغير ليخرج إلى الحياة، صحيح أنها عملية جراحية يُفتح فيها البطن، لكن شاء الله أن يكون الشفاء منها أسرع من أي عملية جراحية أخرى مماثلة.

إذًا فلا داعٍ للقلق من الولادة القيصرية، ولتوفري على نفسك عناء الحيرة والاستسلام لأوامر الآخرين لأنك مُتعبة ونصف مُخدرة بعد العملية، استعدي جيدًا وسلحي نفسك بكل المعلومات التي ستُساعدكِ على التعافي وممارسة حياتك الطبيعية، سريعًا دون أي مضاعفات.

إلى متى يستمر ألم الولادة القيصرية؟تبدأ عملية التعافي بالفعل في المستشفى، والذي ستمكثين فيه من 2-4 أيام حسب حالتك وحسب سياسة المستشفى، ثم يُشفى الجرح تمامًا بعد مرور من 4 إلى 6 أسابيع. وتفضل أغلبية النساء العودة سريعًا بعد اليوم الأول إلى المنزل، خاصةً إذا كان لديك أبناء آخرين، كذلك للحد من التكاليف.وفي خلال 48 ساعة الأولى، قد تشعرين بالغثيان أو الدوخة، ويُمكن أن يُعطيكِ الطبيب ما يُخفف هذا الشعور، وفي بعض الأحيان يمكن ألا تُزال حقنة الإبيديورال حتى يستبدلها الطبيب بدواء آخر.ويومًا بعد يوم يقل الألم، ومعظم النساء يحتجن إلى مسكنات قوية في أول 7-10 أيام، ثم يكتفين بمسكنات عادية مثل الإيبوبروفين بعد ذلك، ويُمكن أن يُعطيك الطبيب بعض الملينات للتخفيف من إمساك ما بعد الولادة.وبالنسبة لدم النفاس، فإنه يكون شديدًا طيلة الأسابيع الثلاثة الأولى بعد الولادة، ثم يقل بعد ذلك. 

ومن الطبيعي أن تشعري بألم خفيف من حين لآخر خلال العام الأول بعد الولادة، فإذا زاد الدم أو الألم ولم تشعري بأي تحسن، سارعي بزيارة الطبيب.كيف تكون شكل الفحوصات بعد العملية مباشرةً؟يزوركِ الطبيب يوميًا في حال مكوثك بالمستشفى عدة أيام، كذلك تتفقد الممرضة حالة الرحم وتقوم بتدليكه لمساعدته على العودة لوضعه الطبيعي، واعلمي أن النزيف المهبلي بعد الولادة أمر طبيعي حتى في حالة الولادة القيصرية، وسوف ينصحك الطبيب بالمشي والحركة لأنهما يُساعدان على سرعة التعافي وتحسن وظائف الأمعاء.

 ولا تشعري بالحرج إذا فاجئك طبيبك بالسؤال عن خروج الغازات، فهي مرحلة مهمة بعد الولادة القيصرية.

وإذا شعرتِ بأن كل شيء على ما يُرام، فزيارتك التالية للطبيب تكون في الأسبوع السادس للاطمئنان عل حالتك بصفة عامة، ولإخبارك بأنواع وسائل منع الحمل المتاحة، وكيفية التخطيط إذا أردتِ الحمل مجددًا.

كيف أعتني بالجرح؟ينبغي ألا يصل الماء للجرح أول 24 ساعة بعد العملية، ثم يُزال الشاش من على الجرح بعد مضي يوم كامل على العملية، ويجب أن يظل مكشوفًا حتى يُشفى تمامًا.

 واحرصي بعد ذلك على نظافة الجرح، ولا تخشي من الاستحمام وتنظيفه بالماء والصابون، ثم تجفيفه بلطف، ومن الطبيعي أن يكون لون الجرح أغمق قليلًا من باقي الجلد، أو متورمًا أو أكثر احمرارًا.


كيف أحمي نفسي من حدوث مضاعفات؟- لا تحملي أي شيء أثقل من رضيعك.

- ضعي وسادة على مكان الجرح عند الكحة أو الضحك أو العطس.
- مارسي رياضة المشي كثيرًا، لكن أجلي تمارين عضلات البطن للأسبوع السادس أو الثامن.
- لا تضعي أي شيء داخل المهبل، مثل السدادات القطنية (التامبون) ولا تقومي بعمل دش مهبلي حتى يسمح لكِ الطبيب بذلك، وفي الغالب يكون هذا بعد الأسبوع الثاني.

- احرصي على نيل قسط وافر من الراحة والنوم لفترات طويلة.
- احرصي على تناول أطعمة قليلة الدسم، والتي تحتوي على ألياف مثل الفاكهة والخضروات والحبوب، واشربي سوائل كثيرة (إلا إذا منعك الطبيب عن ذلك) للحد من احتمالات الإصابة بالإمساك، وللمُساعدة على التخلص من الفضلات.

- سيمنعكِ طبيبك من القيادة حتى الأسبوع السادس، إلى أن يُشفى الجرح تمامًا ويصبح بإمكانك استخدام الفرامل فجأة دون الشعور بألم حاد.

متى يُمكن ممارسة العلاقة الحميمة بعد الولادة القيصرية؟يُمكن ممارسة العلاقة الحميمة بعد توقف النزيف المهبلي، ومتى وجدتِ نفسك مستعدة لذلك، لكن احرصي على اختيار وسيلة منع حمل مناسبة لكِ، فالرضاعة لن تمنع حدوث حمل.

متى يعود بطني لحجمه الطبيعي؟على الأرجح سوف يظل شكلك وكأنك حاملٌ لفترة ما، حتى يعود الرحم إلى مكانه.

متى يُمكنني إرضاع طفلي طبيعيًا؟يُمكنك إرضاع طفلكِ فورًا بعد العملية القيصرية، ورغم الألم، يظل بإمكانك حمل طفلك وإرضاعه باستخدام بعض الوسائد ومساعدة الممرضات أو إحدى قريباتكِ، كذلك حاولي التعرف على أوضاع الرضاعة المتعددة لتختاري منها ما يُناسبك في هذه الحالة.

ولا تستسلمي لكلام الآخرين، بأن الولادة القيصرية تؤخر نزول حليب الثدي، فقريبتي طاوعت الممرضات وكلام الآخرين وأعطت اللبن الصناعي لصغيرها لحين نزول حليب الثدي، وإلى يومنا هذا يرفض الطفل أن يرضع من ثدي أمه.

علامات خطر لا تتجاهليها، وسارعي بزيارة الطبيب فور ملاحظتها:1- علامات حدوث عدوى، مثل ارتفاع درجة الحرارة أو زيادة الاحمرار أو خروج قيح (مِدّة) من الجرح.
2- انقباضات قد تستمر لأكثر من خمسة أيام.
3- شعرتِ بألم شديد في البطن.
4- فقدان الوعي.

5- في حال وجود مشكلة بالتنفس أو بالصدر أو السعال المصحوب بخروج دم.

6- إذا كان النزف المهبلي عبارة عن تجلطات دم كبيرة في حجم كرة التنس، أو كان الدم رائحته كريهة.

7- الشعور بحزن أو إحباط لعدة أيام، أو إذا راودتكِ أفكار خطرة مثل إيذاء نفسكِ أو رضيعكِ.

وفي نهاية الأمر، جسمك هو بوصلتك، وهو الذي سيُخبرك بالمناسب لكِ ولصحتك، فلا تتحاملي على نفسك أو تُرهقيها بأكثر من طاقتك في هذه الفترة. 

وتذكري أنكِ كلما حافظتِ على صحتك قبل العملية، تعافيتِ أسرع وقلت احتمالات حدوث مضاعفات لديكِ. كذلك لا تخجلي أبدًا من طلب المساعدة من أمك أو زوجك، فأنتِ في أمسّ الحاجة لها في هذا الوقت.

التعليقات