وزارة الثقافة تنظم ندوة أدبية لكاتبتين من محافظة طوباس

رام الله - دنيا الوطن
نظمت وزارة الثقافة، في قاعة مكتبها بطوباس ندوة ثقافية ، تحدثت فيها المربيتان نعيمة بني عودة، ونوال بشارات، عن تجاربهما التربوية والأدبية.    ورحب عبد السلام عابد مدير مكتب  الثقافة بالحضور، والمعلمتين الكاتبتين ،وأشاد بجهودهما المتميزة في مجال التعليم والثقافة، وتنشئة الأجيال الواعية، وغرس القيم الإيجابية في النفوس.

وفي مداخلتها، قالت المربية والكاتبة نعيمة بني عودة: يعود الفضل في موهبتي ، إلى الأسرة، ولا سيما والدي الذي كان يوثق بقلمه  الأحداث، والتجارب الحياتية، قبل العام 1967م وبعده. كان قارئا نهما، يمتلك مكتبة  منزلية تحتوي على العديد من الكتب الثقافية المتنوعة، رغم اضطراره للخروج من المدرسة، في وقت مبكر، ولكنه أصر على تعليم بناته وأبنائه. عمل مزارعا، وكان يمضي جل وقت  فراغه في القراءة. وتضيف الكاتبة نعيمة التي تدّرس مادة الكيمياء لطالبات المرحلة الثانوية: بدأت القراءة منذ الصغر، وأذكر من الكتب التي قرأتها ثلاثية نجيب محفوظ، وكتابات محمد عبد الحليم عبد الله، وإحسان عبد القدوس، وبعض الروايات العالمية المترجمة. وكان لمكتبة المدرسة دور مهم في تحفيزي على القراءة. وفي الجامعة، تابعت دراستي وقراءاتي المتنوعة، وبدأت بتدوين خواطري وقصصي القصيرة. وحينما التحقت بمهنة التعليم، درست طالباتي مادة الكيمياء بروح الأدب، ولا سيما التمثيل الدرامي، والتعبير عن الصور بالكلمات . أتواصل مع طالباتي، وأوجههن  للقراءة، من خلال الكتب والوسائل التكنولوجية الحديثة،وأحرص  بأن تكون كتاباتي مبشرة، وتدعو إلى تفهم الواقع، بروح من الأمل والتفاؤل.

وتحدثت المربية والكاتبة نوال بشارات عن تجربتها قائلة: لم تأتِ تجربتي من فراغ، فأنا ابنة البيئة، واستفدت من تجربة والدي الذي علّمته الحياة، وأمدّته بمخزون من التجارب، وهو يمتلك موهبة الكتابة، ونظم الشعر الزجلي في المناسبات كافة. منذ الصغر، أحببت القراءة،وعالم الكتب والمعرفة، ولوسائل الإعلام الحديثة دور مهم فيما أملكه من ثقافة. دائما ما يكون دفتري إلى جانبي، أكتب فيه ملاحظاتي وخواطري. أمتلك مواهب فنية في الخط والرسم  والمسرح والديكور. أشارك في المعارض الفنية التي تنظمها وزارة التربية. أحب النقد الأدبي،وكان لدراستي الأدب العربي في مرحلتي البكالوريوس والماجستير أثر كبير في تطور موهبتي في الأدب والنقد. ولا أنسى دور أساتذتي في الجامعة، ولا سيما الدكتور عادل الأسطة، والدكتور عادل أبو عمشة في مجال تحليل الروايات والسير الذاتية. وأثناء عملي في التدريس، شجعت طالباتي على القراءة، وكتابة الخواطر الأدبية، للتعبير عن أفكارهن وواقعهن . أحب الدراما والمسرح، وشاركت في العديد من الدورات التدريبية. وأدخلت المسرح في القصائد الشعرية، ودربت الطالبات على كيفية التأمل والتعبير عن كل موقف ومشهد من خلال مبادرة ( نظرة من نافذتي ).

 وقرأت الكاتبة نعيمة بني عودة قصة قصيرة بعنوان: ( أشفق من دمعي على بصري )، وأخرى  حملت عنوان : ( مقدار مسطرة )، فيما قرأت الكاتبة نوال بشارات نصا أدبيا بعنوان: ( في الأفق البعيد )، بالإضافة إلى خواطر أخرى.

وارتجل الشاعر المبدع عبد العزيز سليم بشارات، من وحي هذه الندوة الأدبية قصيدة شعرية، قال في بعض أبياتها:
بينَ الكواكبِ، بانَ الكوكبان لنا // وأمُّ أحمدَ كانت بيننا مثلا

أبدتْ بيانا من الإفصاحِ أنعشنا // في قصةٍ نسَجت في قلبنا أملا

وسطّرت أحرفا شدّتْ مسامعَنا // كادت لتسقي لمن أصغى لها عسلا

أمّا نوالُ، ففي الأفقِ البعيدِ سمت // كانت توزّع ما بين الصدى قُبَلا

صوتٌ تسلّل بين الحرفِ منتشيا // اللهُ أكبرُ!! ما أحلاه منفعلا
 
وفي نهاية الندوة الأدبية، جرى نقاشٌ موسع بين الحضور، والمربيتين الكاتبتين، تناول العديد من القضايا الأدبية والثقافية.