جاء بعد 7 بنات شقيقات له.. تفاصيل انتحار الطفل "بلاطة" شمال قطاع غزة

جاء بعد 7 بنات شقيقات له.. تفاصيل انتحار الطفل "بلاطة" شمال قطاع غزة
خاص دنيا الوطن- كمال عليان
لم يكن يعلم الطفل محمد بلاطة (11عاما) أن ما سيفعله عند وضع رأسه داخل حلقة جنزير حديدي مثبت في شباك غرفته، قد تودي بحياته كليا، غير أنه أحب أن يحاكي مشاهد فيلم الكراتيه والأكشن الذي كان يتابعه قبل ليلة واحدة من الواقعة.

وقبيل صلاة الظهر بدقائق دخل الطفل بلاطة وهو تلميذ في الصف الرابع الابتدائي ويسكن حي العطاطرة في بيت لاهيا شمال غزة غرفته وأدخل رأسه في حلقته مما أدى إلى وفاته فورا.

ولا يزال خبر مقتل طفل شنقا آخذا بالتفاعل على أكثر من صعيد، فقد هال سكان شمال غزة عموما، خبر الحادثة المروعة، التي أُزهق فيها روح الطفل الصغير.

وبكل سهولة، يمكن سماع الحديث عن الحادثة بين أي شخصين في شمال غزة، فألسنة الناس هناك لم تتوقف عن ذكر ما حدث.

وبشيء من الألم والحسرة يقول أخ الطفل الكبير جلال بلاطة (28 عاما) إن أخيه محمد كان شغفا بمتابعة أفلام الكاراتيه والأكشن رغم صغر سنه، ويبدو أنه بدأ يحاكي المشاهد في الأفلام.

ويضيف لـ"دنيا الوطن" إن محمد كان قد طلب من والدهم أن يدخل مركزا لتعلم فنون القتال والكاراتيه إلا أن أبي رفض ذلك مرارا وتكرارا، لخوفه عليه من أن يتضرر.

ولفت جلال إلى أن محمد منذ الأمس وهو يحكي للعائلة عن مشاهد الفيلم الذي كان يتابعه بالأمس، غير أن أحدا لم يكن يعلم أنه سيمثل هذه المشاهد واقعيا دون معرفة أخطارها.

وأوضح أن أخيه محمد جاء بعد 7 بنات شقيقات له، مبينا أن والدهم جهز لمحمد غرفة جديدة قبل أسبوع فقط وهي التي شنق نفسه بها.

بدوره، يقول الناطق باسم الشرطة الفلسطينية بغزة المقدم أيمن البطنيجي إن الطفل بلاطة (11 عاما) قد أغلق على نفسه باب غرفته ليجده أهله بعد ساعات معلقا من رقبته.

وقال البطنيجي في بيان صحفي تلقت "دنيا الوطن" نسخة عنه "يبدو أن الطفل حاول أن يؤذي نفسه بعد مشكلة حدثت مع عائلته ليلفت لهم الانظار بالتعاطف معه خصوصا أنه الولد الوحيد مع 7 بنات شقيقات" .

وأشار إلى أن هذا ما توصلت إليه الشرطة الفلسطينية بعد جهود مكثفة وحثيثة من رجال المباحث والأدلة الجنائية لمعرفة السبب الحقيقي للوفاة.

ووفقا لتوصية معظم الجمعيات العلمية في العالم يجب ألا تزيد مشاهدة الطفل للتلفاز عن ساعة ونصف في اليوم، بينما أغلب الدراسات تشير إلى أن أطفالنا العرب يجلسون أكثر من 6  ساعات أمام التلفاز يوميا. ورغم أن دراسة بريطانية نشرت في البي بي سي بينت أن مشاهدةَ التلفاز لا تؤثر سلبا على صحة الأطفال، إلا أنها لم تخف النزعة الخفيفة إلى العنف أو الكذب، الذي يمكن أن تنتجه تمضية ساعات طويلة أمام أي شاشة إلكترونية.

وقال الباحث الاجتماعي نهاد مصطفى لـ"دنيا الوطن" إن "تحليل عقل الطفل لمشاهد العنف الذي يشاهده مختلف عنا ككبار وواعين، فهو يعتبر أن محاكاة هذه المشاهد سيكسبه ثقة أكبر بالنفس ويظهره أمام الكبار كأنه أكبر سنا، فضلا عن أنه لا يقدر العواقب الحقيقية لما يفعله، وهنا تقع المسؤولية كاملة على الأهل من أجل بناء شخصية واضحة للطفل ومراقبة ما يشاهده".

وقد أثبتت الدراسات أن برامج الأطفال تظهر مشاهد عنف أكثر بـ (50- 60 مرة) من برامج الكبار ولا يخلو الأمر من أفلام الكرتون التي تتضمن أكثر من 80 مشهد عنف في الساعة.

فضلا عن أن باحثين من جامعتي ميتشيغان في الولايات المتحدة ومونتريال الكندية أشاروا إلى أنه كلما شاهد التلاميذ التلفزيون، كلما تراجع تحصيلهم في المدارس وتأثرت صحتهم سلبا عندما يكونون في العاشرة من العمر