بعد أحداث أم الحيران.. هل انتقلت الانتفاضة إلى مناطق 48؟ وهل ستستخدم أسلحة جديدة؟

بعد أحداث أم الحيران.. هل انتقلت الانتفاضة إلى مناطق 48؟ وهل ستستخدم أسلحة جديدة؟
ارشيفية
خاص دنيا الوطن– أحمد العشي
يبدو أن أحداث انتفاضة القدس، انتقلت من مناطق الضفة الغربية إلى الداخل الفلسطيني، خصوصاً بعد الأحداث التي وقعت في مدينة أم الحيران بمدينة النقب الفلسطيني.

ولكن هل ستكون العمليات الفردية مؤثرة في مناطق النقب بشكل أكبر من مناطق الضفة الغربية؟ وهل يمكن استخدام أسلحة متطورة أكثر من السكين في عمليات الطعن، والسيارة التي تستخدم في عمليات الدهس؟

أكد المحلل السياسي أحمد عوض، أنه لا يمكن القول بأن العمليات الفردية، قد انتقلت من مناطق الضفة الغربية إلى الداخل الفلسطيني بعد أحداث أم الحيران في النقب، مرجعاً ذلك إلى أن التحديات التي يواجهها الشعب الفلسطيني في مناطق 48 تختلف عن التحديات في مناطق الضفة الغربية، بالإضافة إلى أن موقعهم القانوني ومشاركتهم في النظام السياسي مختلفة جداً.

وقال في لقاء مع "دنيا الوطن": "طريقة احتجاجهم وانتفاضتهم ونضالهم تختلف بشكل كامل عن مناطق الضفة، لأن لديهم كنيست وطرق قانونية، وبالتالي لا أستطيع القول إن الانتفاضة قد انتقلت إلى مناطق 48".

وأضاف: "إسرائيل تريد أن تعيد تركيبة الديموغرافيا في فلسطين كلها، وأن تفرض الاستيطان وتطرد المواطنين بأي طريقة، حيث إن النقب فيها 100 ألف دونم، كما تحتوي على عشر مدن ومطارات ومناطق صناعية ومستوطنات، وبالتالي إسرائيل تريد تشكيل البلاد على طريقتها، لتضمن أكثرية يهودية في كل البلاد".

وفي السياق ذاته، أكد عوض، أن هناك حملة إسرائيلية منظمة ضد النواب العرب في الكنيست، حيث كانت البداية من حنين الزعبي، التي أرادوا طردها من الكنيست، ثم باسل غطاس الذي اعتقلوه، وأيمن عودة الذي أصابوه بجراح، لافتاً إلى أن إسرائيل تتجه بشكل عملي نحو العنصرية.

وأشار المحلل السياسي إلى أن سياسية الاحتلال "الغبية" تستدعي ردود فعل فلسطينية من جميع المناطق والأطراف والأجيال.

بدوره، استبعد المحلل السياسي جهاد حرب، أن تنتقل الانتفاضة إلى مناطق الداخل الفلسطيني، لافتاً إلى أن هناك حملة إسرائيلية جديدة على الفلسطينيين في مناطق 48، خاصة فيما يتعلق بالبناء ومنعهم من التوسع العمراني، كما حدث في قلنسوة وبالأمس أم الحيران.

وبين ان الهجمة التي شهدها النقب هي جزء من التمييز العنصري ضد الفلسطينيين في مناطق 48، معتبراً أن دفاع الفلسطينيين عن منازلهم وأراضيهم هو جزء من نضالهم المستمر.

وقال: "أشكال النضال في تلك المناطق تختلف كلياً عن المناطق المحتلة عام 67، حيث إن انتفاضة القدس هي جزء من المواجهة المستمرة بين أصحاب الأرض الشرعيين وبين حكومة تمييز عنصري تريد أن تسلب حقوق الموطن الفلسطيني في المواطنة والعيش الكريم".

وفي سياق ذي صلة، اعتبر حرب أن الاعتداء على النواب العرب في الكنيست هو جزء من ممارسات الحكومة الإسرائيلية، من منع حضور الجلسات والتحقيقات، وكان آخرها الاعتداء على النائب أيمن عودة في أم الحيران، بالإضافة إلى أنها تحاول منع النواب العرب من تبني القضايا العربية ذات الاهتمام في الوسط العربي.

وأوضح أن تصاعد حدة الانتفاضة، يرتبط بظروف متعددة، منها ما يتعلق بإجراءات الاحتلال المستمرة، والاعتداءات على المسجد الأقصى، بالإضافة إلى قدرة الأفراد على اتخاذ القرار في اللحظة التي يعتقدون أنها مناسبة للقيام بعملية هنا أو هناك.

وفيما يتعلق بإمكانية استخدام أدوات وأسلحة جديدة في الانتفاضة، أكد الخبير الاستراتيجي والأمني اللواء واصف عريقات، أنه من المبكر الحديث عن إمكانية تطوير الانتفاضة باستخدام أسلحة جديدة، معللاً ذلك بأن الوضع الفلسطيني في الداخل لا يسمح لما هو مستخدم الآن.

وقال: "صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة الشعبية والوقفة الجادة من قبل المجتمع الفلسطيني، هي الأسلوب الأنجح في مواجهة الاحتلال".

وبين أن سلاح السكين والسيارات هي الأسلوب الأنجح الآن، لافتاً إلى أن الوضع في الأراضي الفلسطينية عام 48 مختلف عن الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث إن الأجهزة الأمنية والجيش الإسرائيلي والاستخبارات، يعتبرون أن هناك مناطق حساسة بالنسبة لهم، وهي مقتل في الصميم".

ولفت إلى أنه حتى الآن المتاح من السكين أو السيارة هو المستخدم وهو الموجع للإسرائيليين.