البيئة الدولية والقضية الفلسطينية

البيئة الدولية والقضية الفلسطينية
كمال الرواغ

يجب علينا كفلسطينيين  أن لا نحصر خياراتنا في الموقف الأمريكي ونتجاهل المجتمع الدولي الذي ساهم في إيجاد وخلق دولة اسرائيل من خلال مشاريعه التصفوية والمتعددة للمنطقة، فإسرائيل تعزز علاقاتها مع الكثير من الدول كل يوم، فهي عمقت علاقاتها في أفريقيا وأسيا والهند وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق وأوروبا ولم تربط مصالحها فقط في أمريكا .

علينا كفلسطينيين وخاصة بعد المشهد الدولي المناصر لقضيتنا والذي يقر بحقوق الشعب الفلسطيني وخاصة بعد ما شهدناه ولمسناه من التصويت لصالح فلسطين في الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن المناهض والرافض للاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، ومؤتمر باريس الأخير الذي يطالب بأقامة دولة فلسطينيية وعاصمتها القدس .

لذلك علينا عدم الأرتهان للموقف الأمريكي وترامب، فأمريكا لن تتبنى أي مواقف غير تقليدية يخالف الإدارات الأمريكية السابقة الداعمة لإسرائيل فالموقف الأمريكي على مدار الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين دائما تتبنى حق النقد الفيتو ضد القضية الفلسطينية سواء كانت الإدارة ديمقراطية أو جمهورية .

فإذن يجب الا نربط موقفنا حسب رغبات ترامب فالبيئة الدولية فيها الكثير من التعقيدات والتقيدات والضغوطات والكوابح التي لن تسمح لإسرائيل بتحقيق طموحاتها في تولي ترامب لمهامه الرئاسية بامريكا .

مربط الفرس هو الموقف الفلسطيني الذي يجب ان يتوحد في الجهد الاساسي بأتجاه الوحدة الداخلية وهجوم دبلوماسي فلسطيني وانفتاح على المجتمع الدولي ومواجهة المشروع الصهيوني الذي يتدحرج على الأرض يوميا مثل كرة الثلج من خلال الممارسات الاحتلالية المتعددة الأوجه والأشكال، استيلاء وتهويد للمدينة المقدسة يوميآ ومصادرة الأراضي والمياه وقتل على الهوية الوطنية .

هناك مهام مطلوبة فلسطينيآ تحقيق وحدة داخلية وبرنامج سياسي موحد في أطار هوية وطنية فلسطينية ينصهر داخلها كل المكونات الحزبية والفصائلية والحركات الاسلامية وعدم الأرتباط بالاجندات الخارجية التي تأخد من القضية الفلسطينية قفاز لحل مشاكلها وتسوية مصالحها الأقليمية والدولية وترتيب بيتها الداخلي، وأيضا توحيد المؤسسات الفلسطينية من خلال العنوان الكبير لشعبنا منظمة التحرير الفلسطينية، والاتفاق على أدواتنا كفاحية مشروعة، وان نصوب كل قوانا وجهدنا نحو المجتمع الدولي الذي يجب ان يتحمل مسؤوليته الاخلاقية والانسانية مع عدم تجاهل العامل الذاتي وهو الأهم في المعادلة الفلسطينية .