"الفلافل" تقيس سعر صرف العملات عربياً.. وتثقل كاهل المستهلكين في رام الله

"الفلافل" تقيس سعر صرف العملات عربياً..  وتثقل كاهل المستهلكين في رام الله
خاص دنيا الوطن -  بهاء بركات
تعتبر أكلة الفلافل من أشهر الأكلات الفلسطينية وأكثرها انتشاراً حول العالم، وعن مكونات هذه الأكلة وكيفية صنعها تحدث أبو محمد صاحب أحد مطاعم الفلافل في مدينة رام الله لـ "دنيا الوطن" أن الفلافل يتكون بالغالب من حبوب الحمص اليابسة والمنقوعة لفترة بالماء ثم تطحن وتعجن وتبهر ثم تقلى في الزيت الحار على شكل أقراص.

والفلافل نوعان إمّا مصنوعة من الفول المطحون كما هو متّبع في مصر أو الحمص المطحون كما تجري عليه العادة في بلاد الشام والسودان أو بكلاهما مخلوطين معا، ويقلى الفلافل بشكل يدوي كما في مصر، أو بشكل نصف يدوي باستعمال قوالب نحاسية أو باستخدام آلات حديثة كما في سوريا والأردن وفلسطين.

وفي فلسطين لا يمر يوم على أي مواطن إلا ويتناول هذه الوجبة اليومية المكونة من حبتين أو ثلاث من الفلافل والقليل من السلطة والمخلل، وهي أكلة موروثة عبر السنين منذ عشرات الأعوام.

أسعار الفلافل فلسطينياً

تختلف أسعار هذه الأكلة من مدينة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى سواء في الضفة الغربية أو القدس المحتلة أو قطاع غزة.

حيث أنه في مدينة رام الله، والتي تعد أغلى مدن الفلسطينية وصل سعر الساندويش إلى 5 شواقل  بعد رفع السعر من قبل بعض المطاعم، والذي يعد من أعلى الأسعار على مستوى الضفة وسط تذمر المستهلكون، لإن الرفع غير مبرر فالمكونات لم تختلف، ولا حتى طعم الفلافل.

وبرر أبو محمد صاحب مطاعم فلافل في رام الله لـ"دنيا الوطن" على الفارق بالسعر في المدينة عن غيرها، بسبب ارتفاع أسعار الإيجار بالمقارنة مع غيرها من المدن، فيما يرى المستهلكون أن ذلك ليس بمبرر خصوصاً أن كمية الاستهلاك في رام الله هي الأعلى بين المدن الفلسطينية لخصوصية المدينة والتي تعد مركزاً اقتصاديا.

 أما في محافظة الخليل، يمكنك تناول ساندويش الفلافل بـ 3 شيقل، و في بيت لحم فقد يصل سعر الساندويش إلى 4 شواقل، ويشمل الساندويش 3 حبات فلافل، وملعقة سلطة، وطحينية.

مع توجهك إلى شمال الضفة الغربية، (جنين، طولكرم، نابلس، قلقيلية) يتراوح سعر الساندويش الواحد من الفلافل المكون من 3 حبات فلافل وسلطات مشكلة وقليل من المخللات على اختلاف أنواعها ما بين 2-3 شيقل وهو سعر لم يتغير منذ ما يزيد عن عقد من الزمن.

وفي المطاعم المنتشرة بشكل كبير في قطاع غزة من جنوبه حتى شماله لا يتجاوز سعر الساندويشة الواحدة من الفلافل الشيقل الواحد.

ووفقاً للحالة الاقتصادية الخاصة التي تعاني منها المحال والمطاعم بالقدس المحتلة، يتراوح سعر الساندويش ما بين 6-9 شواقل، بينما يصل سعر الساندويش العادي داخل البلدة القديمة إلى 15 شيقل أحيانا، وقد يصل سعر ساندويش الفلافل بخبز الشراك خارج البلدة القديمة بسعر يترواح ما بين 20-25 شيقلا.

أما عن دور جمعية حماية المستهلك تحدث رئيس جمعية حماية المستهلك صلاح هنية لـ "دنيا الوطن" أن الجمعية تعمل قبل كل شيء على توعية المستهلك نفسه حتى يمتلك فكرة وافية عن حقوقه الأساسية، ويكون وقادراً على مقارنة الأسعار في السوق الفلسطيني وبالذات أسعار السلع الأساسية.

وتابع هنية أن الجمعية تعمل أيضاَ على الضغط على وزارة الاقتصاد الوطني حيث أنه هناك مؤشرات أسعار للسلع الأساسية تشمل الحبوب، واللحوم، والخضراوات،وكل المنتجات الاستهلاكية الأساسية التي يكون مؤشرها بحالة انخفاض وبالتالي طالبت الجمعية وزارة الاقتصاد إعادة تقييم البيان الجمركي للمنتجات الأساسية التي يتم استرادها من الخارج .

وعلق هنية على موضوع الشكاوى التي قدمت لجمعية حماية المستهلك بخصوص سعر ساندويش الفلافل تحديداً في رام الله والبيرة وبيت لحم، حول سعرها المرتفع ولا منطقي وغير مرتبط بسعر التكلفة، فأنه بأغلب الأحيان المواطن يدفع سعر ضريبة اسم المحل فالمطاعم المشهورة والمعروفة غالباً هي من ترفع الأسعار نظراً لإقبال المستهلك عليها.

وأضاف هنية أن الجمعية ناقشت هذه القضية مع وزارة الاقتصاد التي بررت أنها لا تستطيع تحديد السعر والمواطن هو الذي يحدد جهة استهلاكه ، ولكن جمعية حماية المستهلك ترى أنه يجب مقاطعة المطاعم التي ترفع السعر والبحث عن أسعار بديلة مناسبة للمستهلك، كما تأمل الجمعية الوصول إلى حل مع وزارة الاقتصاد للتدخل وحماية ما يسمى الكباب الشعبي (الفلافل)، حتى يصبح بمتناول الجميع .

الفلافل" تقيس سعر صرف العملات العربية

نظراً لأهمية هذه الأكلة عربياً لم تعد حبة الفلافل مجرد وجبة طعام يبتاعها الفقراء كما الأغنياء في الدول العربية، فقد أصبح هذا القرص من أحد المحددات الأساسية لمعرفة سعر صرف العملات العربية في مقابل الدولار الأميركي، ومؤشراً لقياس التضخم والقدرة الشرائية.

فقد أطلق مؤشر "بيغ ماك" الذي يقيس سعر صرف العملات الحقيقي والسعر المعتمد في السوق المحلية تبعاً لسعر وجبة الماكدونالدز.

وتطورت وحدة القياس في الدول العربية إلى حبة الفلافل، ومن ثم أعلن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى نتائج "مؤشر الفلافل" الذي أعده أحد الباحثين منذ أيام.

وبرغم هذا الواقع، فإن مؤشر "بيغ ماك" (مؤشر أطلقته مجلة إيكونوميست لقياس القدرة الشرائية للدولار، ولقياس المبالغة في سعر صرف العملة المحلية وفق مقارنة لسعر وجبة طعام "بيغ ماك" في الماكدونالدز في كل دولة) لم يتابع بشكل دقيق الحالة الاقتصادية في منطقة الشرق الأوسط.

والجدير بالذكر أن الأكلة الفلافل الوجبة رئيسية للشعب الفلسطيني، تعرضت وعبر سنين  للسرقة والتزوير من قبل الاحتلال كما يحصل مع شوارع المدن المحتلة، حتى وصل الأمر بالإسرائيليين بالمشاركة في مسابقات طبخ دولية بها، وذلك لخلع الهوية الفلسطينية عنها ونسبها لهم باعتبار أنها أكلة شعبية إسرائيلية، مع أنه ومن المتعارف عليه بكل دول العالم بأنها أكلة فلسطينية الهوية بما للكلمة من معنى .