الهرفي يلقي كلمة في مجلس الشيوخ ويلتقي بمستشار الرئيس الفرنسي

الهرفي يلقي كلمة في مجلس الشيوخ ويلتقي بمستشار الرئيس الفرنسي
رام الله - دنيا الوطن
بدعوة من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الفرنسي، حضر السفير سلمان الهرفي، سفير فلسطين لدى فرنسا جلسة خصصتها اللجنة للاستماع إليه حول التطورات الاخيرة في فلسطين والمنطقة.

ورحب بداية السيد جان بيير رافاران رئيس اللجنة ورئيس الحكومة الاسبق بالسفير الهرفي ملقياً كلمة مقتضبة حول اهداف الجلسة المخصصة للوضع في الشرق الأوسط والصراع في المنطقة والجهود الدولية عامة والفرنسية خاصة وفرص نجاحها في التوصل الى سلام عادل ودائم.

ونوه رافاران الى زيارة وفد من رئيس وأعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي إلى فلسطين في بداية هذا الشهر معتبراً أن الوضع على الأرض لا يجب أن يدفعنا لليأس بل الى العمل لايجاد حل خاصة بعد مؤتمر باريس الذي أعطى انطباعاً برغبة المجتمع الدولي للوصول الى حل للصراع الذي يؤثر على توازن العالم بأجمع.

بدوره السفير الهرفي بدأ كلمته بالتعبير عن سعادته للقاء أعضاء لجنة الشؤون الخارجية وعلى رأسهم رئيسها السيد جان بيير رافاران، متمنياً للجنة ولأعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي وللشعب الفرنسي اجمل التهاني بمناسبة العام الجديد.

ثم وجه شكره للرئيس فرانسوا هولاند وللإدارة الفرنسية على دعمها لمبدأ السلام وضرورته باعتبارها حاجة ليس فقط للشعب الفلسطيني بل هو حاجة اسرائيلية واقليمية ودولية ايضاً. وهو الدعم الذي تجلى بنجاح مؤتمر باريس للسلام والذي نظمته فرنسا وحضرته أكثر من 75 دولة ومنظمة دولية.

الهرفي اعتبر ان اهمية المؤتمر جاءت من خلال تعبير جميع المشاركين عن تمسكهم بحل الدولتين وضرورة التحرك معاً من اجل اسلام والامن والاستقرار. وأيضاً شكر السفير الهرفي فرنسا لتصويتها الى جانب القرار رقم 2334 في مجلس الأمن الدولي والذي يؤكد على أن بناء المستوطنات الاسرائيلية عمل غير شرعي في الاراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية.

وتطرق السفير الهرفي إلى التصريحات المختلفة التي أفادت بنية الادارة الامريكية الجديدة بخصوص نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس المحتلة حيث اعتبرها مناقضة لوضع المدينة المقدسة كمدينة محتلة وكجزء من الارض الفلسطينية.

الهرفي قال إن هذه الخطوة من تعتبر انتهاكاً للقانون الدولي وتزيد من الاحتقان الموجود وتتنكر لكل الجهود المبذولة في الوصول الى سلام عادل كما انها تغذي التطرف والعنف وتمس بمشاعر المؤمنين في كل العالم كما انها تصب في تحويل الصراع من سياسي إلى ديني.

واكد الهرفي على الموقف الفلسطيني من استعادة المفاوضات مع اسرائيلي وهو موقف قائم على رفض الدخول في دوامة جديدة من المفاوضات من أجل المفاوضات بل يجب أن تكون على اساس المرجعيات الدولية الواضحة في القرارات الصادرة عن الامم المتحدة ومؤسساتها المختلفة وخاصة مجلس الأمن الدولي، ومبادرة السلام العربية، وأن تكون تحت غطاء دولي، ومقيدة بسقف زمني محدد وبسقف زمني محدد آخر لتطبيق ما يتم التوصل إليه.

وطالب الهرفي في كلمته فرنسا بتطبيق ما صوت عليه البرلمان الفرنسي بغرفتيه النواب والشيوخ بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية معتبراًن هذا الاعتراف هو ما يعبد الطريق لعلاقة متوازنة ومتكافئة بين فلسطين واسرائيل خاصة وأن فرنسا تدعم بشكل كلي حل الدولتين لكنها لا تعترف حتى الآن الا بدولة واحدة بالرغم من اعتراف 138 دولة حول العالم بدولة فلسطين والتي كان اخرها دولة الفاتيكان.

وختم السفير كلمته بالتوجه الى اعضاء لجنة الشؤون الخارجية مطالباً دعمهم لتمكين فلسطين من ممارسة مسؤوليتها والتمتع بحقوقها كمثل بقية دول الارض ودعم الشعب الفلسطيني للتمتع بحقه الجوهري في تقرير مصيره بما يتوافق مع التزام المجتمع الدولي بحل الدولتين.

وفي اجاباته عن اسئلة اعضاء اللجنة جدد السفير تمسك فلسطين قيادة وشعباً بخيار السلام معتبراً أن الاستيطان والممارسات الاحتلالية هي التي تولد العنف واليأس لدى الشعب الفلسطيني وخاصة الشباب منه، كما اعتبر أن الاعتراف بدولة اسرائيل ليس تفويضاً مفتوحاً بل يمكن مراجعته، والتنسيق الأمني ليس التزاماً احادياً من جانبنا فقط وجميع الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل لن تخلق واقعاً جديداً على الارض الا بتوفر ارادة لدى الاسرائيليين لتطبيقها والتوصل الى سلام عادل ودائم مع الشعب الفلسطيني يضمن له حقوقه الاساسية في الحرية والعودة وتقرير المصير والدولة المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني بعاصمتها القدس الشريف.

وكان السفير الهرفي قد التقى صباح هذا اليوم بالمستشار السياسي للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند السيد دافيد اسفاخ وسلمه رسالة من الرئيس محمود عباس إلى نظيره الفرنسي تضمنت شكره وشكر فلسطين لفرنسا على الجهود التي بذلت لإنجاح مؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط، كما تباحث الهرفي مع السيد اسفاخ في الخطوات المقبلة لما بعد مؤتمر باريس وترتيب الزيارة المرتقبة للرئيس محمود عباس الى فرنسا ولقائه بالقيادة الفرنسية وعلى رأسها الرئيس هولاند.

التعليقات