حنا يستقبل وفدا امريكيا جامعيا

رام الله - دنيا الوطن
 استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس اليوم وفدا من الطلاب الجامعيين الامريكان الذين وصلوا من الولايات المتحدة الامريكية من عدد من الجامعات وقد وصلوا الى الاراضي الفلسطينية في زيارة تحمل الطابع البحثي وكذلك للتعبير عن تضامنهم وتعاطفهم مع الشعب الفلسطيني، وقد زار الوفد عدد من المحافظات الفلسطينية والتقى مع عدد من المسؤولين، ووصلوا اليوم الى مدينة القدس حيث استهلوا زيارتهم للمدينة المقدسة بلقاء سيادة المطران عطا الله حنا .

صاحب السيادة استقبل الوفد اولا في كنيسة القيامة حيث كانت هنالك جولة شملت بعض الشروحات والتوضيحات ومن ثم زار الوفد الكاتدرائية والبطريركية الارثوذكسية حيث استمعوا الى حديث من سيادة المطران في كنيسة القديسين قسطنطين وهيلانة .

سيادته رحب بالوفد مؤكدا على اهمية هذه الزيارات الهادفة للتعرف على الشعب الفلسطيني وزيارة القدس وعدد من المدن والبلدات الفلسطينية الاخرى والوقوف عن كثب على ما يتعرض له شعبنا من انتهاكات واستهداف واضطهاد .

وضع سيادته الوفد في صورة الاوضاع في الاراضي الفلسطينية وخاصة في مدينة القدس كما قدم للوفد وثيقة الكايروس الفلسطينية متحدثا عن اهدافها ومضامينها ورسالتها .

عبر سيادة المطران عن رفضه ورفض الشعب الفلسطيني لتهديدات الادارة الامريكية الجديدة بنقل السفارة الامريكية للقدس ، وقال بأن هذا التهديد الذي نتمنى الا يحدث انما هو عمل استفزازي لا يمكن لاي فلسطيني ولا يمكن لاي عربي او اي انسان حر في هذا العالم ان يقبله.

في عهد الرئيس السابق اوباما حل علينا الربيع العربي حاملا معه الكثير من الكوارث والنكسات ويبدو اننا في العهد الجديد سنستقبل الاربعة فصول معا في ظل ما نسمعه من تخبط وتهديدات وكلام غير متوازن .

وبغض النظر عن تصريحات المسؤولين السياسيين الامريكيين يبقى هنالك في فلسطين شعب رازح تحت الاحتلال يناضل من اجل حريته وكرامته وتحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية .

ان تجاهل القيادات السياسية الامريكية للشعب الفلسطيني وحقوقه لا يلغي هذه الحقوق ، فشعبنا لن يرضخ لاية ابتزازات او ضغوطات هادفة للنيل من عزيمته وكرامته وثوابته الوطنية الغير القابلة للمساومة بأي شكل من الاشكال .

نتمنى  من القيادات السياسية في الغرب الا تتجاهل الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، والا تتجاهل حق هذا الشعب في ان يعيش بحرية في وطنه وفي ارضه المقدسة . 

كيف يمكن للقيادات السياسية في الغرب ان تدعي حرصها على حقوق الانسان وفي نفس الوقت نراها تتجاهل ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني .

اود ان اقول للسياسيين في الغرب وفي مقدمتهم الرئيس الامريكي الجديد بأن الفلسطينيين شئت ام أبيت هم متمسكون بأرضهم وحقهم في النضال من اجل الحرية ، واي تحريض نسمعه من اي جهة كانت بحق شعبنا الفلسطيني لن يزيدنا الا صرامة وثباتا وتمسكا بمبادئنا وانتماءنا وتشبثنا بهذه الارض المقدسة .

الشعب الفلسطيني هو شعب موجود ولا يحق لاي جهة في هذا العالم ان تشطب حق هذا الشعب في الوجود والبقاء والصمود والتمسك بقضيته الوطنية العادلة .

ليس من حق اي جهة في هذا العالم ان تنكر حق شعبنا في ان يعيش بحرية في وطنه مثل باقي شعوب العالم ، ومن يتجاهل القضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني انما يتخلى عن قيمه واخلاقه ومبادئه كما انه يتخلى عن قيم الدفاع عن حقوق الانسان والكرامة الانسانية .

اود منكم ان تنقلوا للشعب الامريكي بأننا شعب يتوق الى تحقيق امنياته وتطلعاته الوطنية ، نحن شعب يعشق هذه الارض وفي سبيلها يقدم التضحيات الجسام ، قولوا لشعبكم بأننا لسنا قتلة وارهابيين ومخربين ، كما يصفنا بعض المغرضين مزوري الحقائق والوقائع ، ان شعبنا شعب مثقف ومتحضر يعشق الحرية والكرامة ، وهذا ما ستكتشفونه من خلال زياراتكم الميدانية ولقاءاتكم وتعرفكم على الشعب الفلسطيني عن كثب .

أما نحن المسيحيون الفلسطينيون فسنبقى ابناء هذه الارض وحُماتها وسنبقى مدافعين حقيقيين عن عدالة قضية شعبها ، لن نتخلى عن انتماءنا لهذه الارض ، لن نتخلى عن هويتنا العربية الفلسطينية ، لن نتخلى عن قيمنا واصالتنا ومبادئنا الروحية والانسانية والاخلاقية والوطنية .

يؤسفنا ويحزننا ان الكوارث التي حلت بمنطقتنا العربية سببها الاساسي هو الانحياز الامريكي لاسرائيل .

يؤسفنا ويحزننا ان هذا الارهاب الذي يعصف في منطقتنا انما تموله جهات مرتبطة بالغرب لا بل يوجهها الغرب ، انه ارهاب عابر للحدود يهدف الى تدمير منطقتنا ونسف قيمنا واستهداف تاريخنا وحضارتنا ، وتشريد ابناءنا وتدمير الدولة الوطنية في مشرقنا العربي .

ان هذا الغرب الذي يتغنى بحقوق الانسان يتحمل مسؤولية كبرى تجاه ما يحدث في منطقتنا وخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والارهاب والعنف الذي يعصف في مشرقنا العربي .

قولوا لشعبكم الامريكي بأن فلسطين ليست لقمة سائغة للاعداء وليست مساحة ارض معروضة لمزاد علني يستعملها هذا الرئيس او ذاك في حملته الانتخابية ، قولوا لشعبكم بأن القدس هي عاصمة فلسطين ، ولن نتنازل كفلسطينيين عن حقنا في القدس ، هذه المدينة التي تتعرض لمجزرة تاريخية غير مسبوقة تستهدف مقدساتها ومؤسساتها وشعبها ، قولوا لشعبكم الامريكي بأن مدينة السلام هي ابعد ما تكون اليوم عن السلام بسبب اجراءات الاحتلال الظالمة بحقها .

نود ان نقول لكم بأن الانحياز للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة هو انحياز للانسانية والاخلاق والقيم والمبادىء السامية ، ومن ينحاز الى جانب الظالمين على حساب المظلومين انما هو بعيد كل البعد عن قيم الدفاع عن حقوق الانسان .

نلتفت الى سوريا والى مشرقنا العربي الملتهب ، نلتفت متضامنين مع كافة ضحايا الارهاب في منطقتنا وفي عالمنا .

من يصدر ثقافة الموت والعنف والارهاب الى مشرقنا العربي عليه ان يتوقع ان يعود اليه هذا العنف والارهاب ، ومن يرسل ثقافة الموت للاخرين عليه ان يتوقع بأن تأتي هذه الثقافة المقيتة الى عقر داره .

اجاب سيادته على عدد من الاسئلة والاستفسارات التي قدمها الطلاب الجامعيين الامريكيين الذين بلغ عددهم اربعون طالبا وطالبة .

واختتم اللقاء بكلمة شكر باسم الطلاب الذين شكروا سيادة المطران على استقباله وكلماته وتوجيهاته ، واكدوا له تضامنهم مع الشعب الفلسطيني ورفضهم لنقل السفارة الامريكية للقدس، كما اعربوا عن تفهمهم لكافة مطالب الشعب الفلسطيني ووقوفهم الى جانب هذا الشعب في سعيه من اجل الحرية واستعادة الحقوق السليبة .