بالفيديو: رغم صغرها ... النوافير والينابيع الفلسطينية حاضرة في حي الشجاعية

بالفيديو: رغم صغرها ... النوافير والينابيع الفلسطينية حاضرة في حي الشجاعية
خاص دنيا الوطن- محمد عوض 
الحاجة أم الاختراع... على هذه المقولة الشهيرة شق المواطن فادي شمالي (٣٦ عاماً) من سكان حي الشجاعية شرقي مدينة غزة طريقه في صناعة المناظر الطبيعية كالينابيع والشلالات الطبيعية ليعود بنا إلى الماضي القديم، كما كان يصنع الآباء والأجداد في فلسطين المحتلة، فالأمر لم يقتصر على بعض المناظر الطبيعية فحسب، بل جعل من الأزمات المحيطة حلاً يشكل الأهم في الوقت الذي تمر به غزة من أزمة في غاز الطهي وانقطاع التيار الكهربائي وغياب المحميات الطبيعية وانعدام النوادي والمتنزهات.

أفران الطين والنوافير الصناعية والمناظر المصنعة على سطح منزله، جميعها شاهدة على تفنن الشاب الغزي فادي شمالي في تسخير كامل قدارته في أن يحول سطح منزله إلى متحف ومعمل حرفي يدوي لصناعه النوافير التي تباع لزبائن يطلوبنها خصيصاً لوضعها كتحفٍ للتزين داخل المنازل بسعرٍ يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية بغزة، إضافةً إلى مساعدة أبنيه عائد وإبراهيم اللذين لم تتجاوز أعمارهما اثني عشر عاماً.

التراث الفلسطيني حاضر في حرفته، ويطوره شيئاً فشيئاً، "من ليس له ماضٍ ليس له حاضر" بهذه الكلمات بدأ فادي بالحديث عند سؤال مراسلنا له عن الفكرة والتنفيذ والإمكانيات التي أتاحت له بأن يصبح حرفياً ينحت ويضرب بمطرقته مستخرجاً مجسماً لينابيع كانت موجودة في فلسطين المحتلة ماقبل عام ١٩٤٨م، رافضاً فكرة نسيانها وطيها مع الأيام، مستغلاً الأدوات والأخشاب والقطع البلاستيكية التي يجمعها من الحي، الذي يسكن به بمساعدة أبناء عمه وأشقائه الذين دعموه، ويقفون بجانبه دوماً كما لاحظنا أثناء إعداد التقرير.

ويقول فادي لـ "دنيا الوطن": "منذ اللحظة الأولى لعملي في هذه الحرفة وأنا أحاول البحث عن مكانٍ أوسع من سطح المنزل أعرض فيه أعمالي وتصبح هذه المنتجات متواجدة في كل بيت محققةً دخلاً مادياً أعتاش منه أنا وعائلتي، خاصة وأن كُل قطعة أنتجها تكلفني مبلغاً من المال لشراء بعض الحاجيات التي أحتاجها بشكلٍ أساسي في عملي.

ويضيف "كُل قطعة كالنوافير والينابيع تكلفني مايقارب (٨٠-١٥٠$) بكافة مكوناتها، والتي يكون لها دورٌ جمالي في المنزل أو في المؤسسات الخاصة التي تجذبها مثل هذه الأفكار؛ ليكون التراث الفلسطيني حاضراً في كل مكان، وتجنباً لسرقته والمتاجرة به في المحافل الخارجية.

ودعا " شمالي" المعنيين إلى احتضان مثل هذه الأفكار التي تؤكد وتثبت للعالم الحق في العودة للديار المحتلة، مرحباً بكل المبادرات التي من شأنها الحفاظ على التراث الفلسطيني وحمايته من السرقة.

على هامش هذه الحرفة الممتعة، يدهن الشاب شمالي قذائف جيش الاحتلال التي سقطت على حي الشجاعية عام 2014 ويقوم بزراعتها لتنبت الورد، ويستخدمها للتزين بعد ان يتم التأكد من عدم خطورتها على المنزل، معلقاً بجملة مقتضبة حول الموضوع (من يلقي علينا الموت نثبت له أننا شعب نستحق الحياة، ونزرع الورد بدلاً للموت).