الحرب الرابعة.. إسرائيل تبدأها وتخشاها.. والكورنيت والهاون كلمة السر!

الحرب الرابعة.. إسرائيل تبدأها وتخشاها..  والكورنيت والهاون كلمة السر!
خاص دنيا الوطن - صلاح سكيك
تزداد أحاديث قادة في الجيش الإسرائيلي عن قرب المواجهة المحتملة مع المقاومة في قطاع غزة، وزادت احتمالية اندلاع حرب شاملة على القطاع، لا سيما بعد تحركات المقاومة الفلسطينية التي ضربت المنظومة العسكرية الإسرائيلية في مقتل.

فالفيديوهات التي نشرتها كتائب القسام، وسخرت من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قضية أسر الجندي الإسرائيلي بغزة شاؤول أرون، كان لها مفعول الصدمة على المحللين العسكريين بالتلفزة الإسرائيلية، إضافة لمعلومات امتلاك المقاومة لأسلحة نوعية تخشى إسرائيل من أن يتم استخدامها في أي مواجهة، وأخيرًا الضربة التي قصمت ظهر البعير، بقيام كتائب القسام بالدخول إلى هواتف شخصية لجنود الجيش الإسرائيلي، وانتحال شخصيات نسائية من أجل اختراق الهواتف والحصول على معلومات هامة من هواتفهم.

هذه التطورات التي حدثت، هل تشكل سببًا لأن تكون هي مقدمة لحرب جديدة على قطاع غزة، وهل تسعى إسرائيل لأن تشن الحرب الرابعة بالتزامن مع وصول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الذي يتسلم زمام الأمور في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم يخفِ دعمه لنتنياهو ودولة الاحتلال في كل الأحوال؟

وفي المقابل، هل المقاومة تمتلك الرادع لأن تصد أي عدوان جديد على قطاع غزة، لا سيما وأن المقاومة تشهد تطوراً لافتاً في أساليبها وأدواتها وإمكانياتها؟

الكاتب والمحلل السياسي، مصطفى الصواف، أكد أن كل الحروب السابقة إسرائيل هي من أشعلت فتيلها، ودائمًا كانت إسرائيل تتذرع بأسباب لاندلاع الحرب.

وأوضح الصواف لـ "دنيا الوطن"، أن الحديث عن شن عدوان جديد على قطاع غزة ليس بجديد، خصوصًا وأن القادة السياسيين والعسكريين الإسرائيليين كثرت أحاديثهم عن حروب جديدة، مستدركًا: يبقى فقط تحديد زمن شن الحرب.

لم تتعافَ من حرب 2014

وأضاف أن المطلوب من المقاومة الفلسطينية أن تكون على استعداد لصد أي عدوان محتمل، معتبرًا أن إسرائيل تستخدم الحرب النفسية في هذا الوقت من خلال تصريح قادتها، ضد الشعب الفلسطيني وبما يخدم مصالح الجمهور الإسرائيلي، لأنها تعي جيدًا بأن المجتمع الداخلي في إسرائيل يعاني ويعيش بحالة هستيرية منذ عدوان 2014.

ولفت الصواف إلى أن ليبرمان لا يختلف عن سابقيه في منظومة الجيش الإسرائيلي، فكلهم يسعون لاجتثاث الشعب الفلسطيني، وإجباره على رفع الراية البيضاء، فحاولوا مرارًا وتكرارًا إخضاع الشعب باستخدام جميع أنواع الأسلحة ولم يفلحوا بذلك، فلم يبق إلا أن يستخدموا السلاح الذري، متوقعًا ألا يختلف العدوان القادم على غزة عن سابقيه لا في الأهداف ولا في الأدوات.

الضوء الأخضر

بدوره، الخبير في الشأن الإسرائيلي، عمر جعارة، أكد أن إسرائيل هي تبدأ كل الحروب وتعلن شرارتها في كل مرة، فهي من اخترق الهدنة في 2008، و2012 و2014، متسائلًا: من الذي يمنعها من أن تفتح النار وقتما تريد؟

وأضاف جعارة، لـ "دنيا الوطن"، أن إسرائيل ستبدأ الحرب القادمة بعد أن تأخذ الضوء الأخضر من الولايات المتحدة الأمريكية، لافتًا إلى أن الحكومة اليمنية في إسرائيل ستتعاون كثيرًا مع إدارة ترامب وستعلن الحرب سواء كانت الهدنة فعالة أم لا.

أما الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، محمود العجرمي، فقال إن المقاومة الفلسطينية لم تُخرج كل ما تمتلك من إمكانيات وستفاجئ الجيش الإسرائيلي خلال أي عدوان على قطاع غزة بما لا يتوقع.

وذكر العجرمي لـ "دنيا الوطن"، أنه في الحروب على غزة ضُربت مدن رئيسية تحتلها منها: تل أبيب وحيفا المحتلة، مضيفًا أن إسرائيل كان تتلقى يوميًا خلال الحروب ما بين 70-80 صاروخًا من قطاع غزة، وهذا شكّل ربكة في صفوف الجمهور الإسرائيلي، ولم يستطع الجيش إيقاف ذلك رغم الطيران المكثف الذي كان يُغطي سماء قطاع غزة آنذاك.

الهاون والكورنيت

وبيّن العجرمي، أن جيش الاحتلال يخشى قدرات كتائب القسام التي تخرج كل فترة جزءاً بسيطاً منها، والتي كان آخرها الدخول إلى هواتف الجيش الإسرائيلي الشخصية واختراقها والسيطرة على معلومات مهمة.

وأشار إلى أن جيش الاحتلال، يخشى ما أعلنته القسام عن امتلاكها أجيالاً جديدة من الصواريخ أكثر دقة وأبعد مدى وبرؤوس تدميرية أكثر من أجيال الصواريخ السابقة، مبينًا أن قذائف الهاون لا يمكن إبعادها عن المشهد العسكري لا سيما وأن الحرب الأخيرة كان للهاون والكورنيت الفعالية الأكبر ودور مهم في حسم المعركة، وهذا ما جعل مستوطني غلاف غزة، يهربون إلى المدن الداخلية في إسرائيل.

وتابع العجرمي: "الاحتلال يخشى البحرية والقناصة والمدفعية وسلاح الطيران، إضافة لأحاديث عن امتلاك المقاومة غواصات غير مأهولة تحمل عبوات متفجرة، وهذا لربما جديد المقاومة".