"الثقافة والمثقفون فى أفريقيا" لحلمى شعراوى بالأعلى للثقافة

رام الله - دنيا الوطن
أقام المجلس الأعلى للثقافة بأمانة د.هيثم الحاج علي الأمين العام للمجلس، ندوة ضمن سلسلة كاتب وكتاب لمناقشة كتاب بعنوان "الثقافة والمثقفون في أفريقيا" لحلمي شعرواي،  الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب .

أدار الندوة الناقد شعبان يوسف،  بمشاركة كل من د.أحمد زايد، ود .إيمان يوسف , د. محمد فايق رئيس المجلس القومي لحقوق الأنسان ومستشار الشئون الأفريقيا للرئيس الراحل جمال عبد الناصر ووزير الإعلام الأسبق، اعتدال عثمان، ودد.عماد أبو غازى، د.مصطفي كمال، ود. مروى ممدوح سالم، ود.سمير حسنى ، ، ود أمانى الطويل، ، ود.حيدر إبراهيم من السودان، ود.أحمد مرسي, د. أنور مغيث, السفير محمد ادريس, السفير تامر الموازينى,د. مصطفى كامل السيد, هاشم النحاس, سيد فؤاد, خليل عبد الرازق, مى حلمى شعراوى.

قال الكاتب شعبان يوسف, لاتوجد ثقافة إفريقية بشكل عام ولكن توجد ثقافة إفريقية بشكل متنوع وهذا ما يعطى تلك الثقافة الاهتمام والتنوع، وكتاب شعراوى يتحدث عن هذه الثقافات بأشكال مختلفة ، وهو مزيج من السيرة الذاتية بجانب الرؤية العميقة لفهم إفريقيا ومن ثم كان ثراء الكتاب، وإنه أشبه بصناعة الرؤيا لما يسمى البعد الأفريقي.

وأشارد..زايد الى  أن الكتاب يمثل جزء من ذخيرة شعراوى التى بها الكثير لم يخرج بعد، مشيراً لمنهج الكتاب وابعاده كالبعد عن المطلق فى الأحكام وللبعد عن السياسة والتركيز على التفاعل بين الثقافات المختلفة، وتطرق لدور السير الشعبية  وللعولمة خطرها ولأهمية الجانب الثقافى فى مواجهة ذلك، كما أشار لدور الدين الإيجابي فى أفريقيا وكيف أن الإسلام  وحد الشعوب والمسيحية حدثت تلك الشعوب.

  ومن جانبه أوضح عماد أبو غازى إن الثقافة كانت مدخلا لإعادة العلاقة بين المثقف المصرى والعربى، وأننا نستطيع أن نجعل من الثقافة منطقة للتفاعل بين المصريين والأفريقيين،  وأضاف  أن سلسلة كاتب وكتاب تشكل إضافة، مضيفا أن الفصل التأسيسى لكتاب حلمى شعراوى يطرح قضايا إشكالية كثيرة، ويطرح رؤية للدخول لمناقشة الثقافات الأفريقية على أساس منهجى وعلمى، وأنه يطرح أيضا إشكالية خاصة بالماضى والحاضر والمستقبل. واشار للفصل الاول من الكتاب قائلا: يظل الفصل الأول من كتاب حلمى شعراوى شديد الأهمية ويحتاج لجلسة خاصة لمناقشته أو الاشتباك معه، كما تناول الكتاب النحو والموسيقى والشعر والسينما , وأشار إلى مجموعة من المجالات الفنية، أهمية المدخل الثقافى فى لحظات الاضطراب السياسى.

أكد محمد فايق أن كتاب "الثقافة والمثقفون فى إفريقيا" للمفكر حلمى شعراوى، نقلة كبيرة ومهمة فى هذا التوقيت، مضيفا أن شعراوى أصدر كتاب مهم جدا للغاية. وأن الأزمات التى تقع أحيانا ما تقطع العلاقات السياسية بين الدول، أن كتاب شعراوى ليس سهلا ولم يكن سهلا لمن لا يفهم إفريقيا، وأن التدمير الذى حدث فى إفريقيا لم يكن تدمير فى سرقة ثروتها ولكن فى التاريخ، حلمى شعراوى كان دائما مهتم بالثقافة العربية والإفريقية، شعراوى دخل بعمق فى البحث التاريخى عن أفريقيا، هو عالم بكل معنى الكلمة وثروة قومية بما يمتلكه من علم عن إفريقيا وأصبح حجة.

وأشارت ايمان يوسف لأهمية الكتاب البحثية ولكيفية ارشاده لنا فى قراءة الثقافة الإفريقية بشكل عام وأنه فرق مابين السياسي والثقافى بدقة ووضوح, كما تطرق لنواحى أخري فى الفن كالسينما والرسم والأدب والموسيقي.

وقال السفير محمد ادريس أن الكتاب رحلة مليئة بالأفكار والمشاعر والشهود, وأن القارة مليئة بالكثير الذى يجب النهل منه, مؤكداً أن البعد الثقافي هو أقوى الجسور للعلاقات بين الدول وخاصة فى أفريقيا.

وأوضحت  أمانى الطويل، إن الكتاب  قاد لطريق جديد للمعرفة عن أفريقيا، وأنها كانت القارئة الأولى للكتاب، مشيرة إلى أن شعراوى قام بمجهود إرشادى فى كيفية تذوق الثقافة الأفريقية والتعرف عليها، ومجهود تأسيسى لمعرفة الثقافة الأفريقية، وإدماج المصريين ضمن المثقفين فى أفريقيا، وأن ذلك كان انعكاسا لإيمانه بأن الثقافة المصرية لديها مكون أفريقى.

أما الكاتبة اعتدال عثمان  فأكدت إ أن المفكر حلمى شعراوى يمثل أيقونة مصرية عربية أفريقية عالية القيمة لدوره فى الدفاع عن الأفكار، مشيرة إلى أن شعراوى يمثل قدوة ومثلا فى إعلاء قيمة العمل المجرد من المصلحة الشخصية, وإن حلمى فدم قراءة الثقافة الأفريقية بهدف البحث عن الأنماط المضمرة فى ثنايا الخطاب السائد بكل تجلياته فى مختلف مجالات الحياة السياسية والإجتماية والثقافية , يبحث عن هذه الأنماط المضمرة فى ما هو رسمى فى المجال العام وغير رسمى من أنواع فنون القول والتعبير الشفاهى والفنون الشعبية, كما يحاول بوعى كشف المحتوى تحت أقنعة المصالح السياسية, وأضافت بأن شعراوى ركز على مبدأ التنوع والوحدة, كما قدم لنا الخلفية التاريخية من داخل الثقافة الأفريقية وشواهدها, كما ركز شعراوى على امتداد النقد الثقافى .

وأضاف د. أحمد مرسى بأن شعراوى بدأ حياته باحثاً فى الفلكلور, وأنه تناول فى كتابه فصل عن التراث , مشيرأ الى سيرة لها صلة بأفريقيا وبعنصر هام وهو النيل , ولكن لم يلقى الفلكلور اهتماماً جديراً به , لذلك طالب مرسى شعراوى أن يقدم كتاب عن الفلكلور الأفريقى , وشدد لى استخدام مصطلح التنوع الثقافى بدلاً من التعدد الثقافى, وأن يكون مدخلنا فى الثقافة توثيق العلاقات بين مصر والعلاقات الافريقية.

أما حيدر إبراهيم تناول الخصوصية والهوية أو الذاتية لافريقيا.

كما أشارت مروى ممدوح سالم الى أمرين الأول برغم تخصصها فى قضايا القارة الافريقية الى أنها تجهل بأن أفريقيا بكل هذا الزخم من الأعمال المتميزة فى كافة مناحى الثقافة : أدباً وشعراً ولحناً ونحتاً, والأمر الثانى أن أعمالا عظيمة لأدباء فى قامة محفوظ ومفكرين أمثال امين ومندور هم جزء لايتجزأ من التراث الأفريقى , كما اعترفت أنها أبداً لم تراها هكذا وإنما طغت نزعاتها الشوفينية على هويتها الأفريقية, وأختتمت حديثها بأبيات من ديوان " بنات الشمس" للشاعرة السنغالية نداى كومبا.

وأشار سيد فؤاد بأن هذا الكتاب إضافة للمكتبة الأفريقية والعالم الأفريقى وإضافة لجيل يفتقد الكثير من تنوع الثقافات والفنون فى أفريقيا , وأن السينما الأفريقية تأثرت بالأستعمار الغاشم الذى أنشأ فى المستعمرات الأفريقية وحدات لصناعة الأفلام وهى كيفية السيطرة على الإنسان فى الثقافة الأفريقية , ومن هنا كان يوجد صعوبه فى وجود السينما الأفريقية , وشدد فى نهاية حديثه  على ضرورة وصول هذا الكتاب الى مستحقيه.

وأشار شعراوى الى أن الإسلام فى أفريقيا " جنوب الصحراء" لم يكن مثيراً فى تفاعلاته’ مشير اً الى أن معارك الإسلام السياسى والعنف لاتوجد الإ متاخراً, وأنه يوجد 40 كتاب عن أفريقيا منهم 15 من الدراسات الأفريقية التى تشتمل على الفكر السياسى والإجتماعى فى أفريقيا , والكتابه عن عبد الملك عودة, مضيفاً أن العنف ومواجهة الأزمات شكل من أشكال التفاغل الذى يضمن التطورالمتنوع.

التعليقات