في حوار مع "دنيا الوطن" أبو زيد يتحدث عن إنجازات ديوان الموظفين وآليات جديدة للتوظيف

في حوار مع "دنيا الوطن" أبو زيد يتحدث عن إنجازات ديوان الموظفين وآليات جديدة للتوظيف
خاص دنيا الوطن- محمود الفروخ
يعد ديوان الموظفين مؤسسة ذات أهمية كبيرة في فلسطين، حيث يعنى بشؤون كافة الموظفين في الدولة، إضافة لكونه الصرح الأبرز الذي يسعى لتلبية احتياجات المواطن، وهو الجهة التي تتولى الرقابة على نظم وإجراءات شؤون الخدمة المدنية.

كان لـ "دنيا الوطن" حوار مفصل مع موسى أبو زيد رئيس ديوان الموظفين العام عن ديوان الموظفين وإنجازاته خلال الأعوام السابقة وتطلعاته المستقبلية لتطوير المنظومة وعملها.

في هذا الإطار قال أبو زيد: إن ديوان الموظفين أحد مؤسسات الدولة، مستدركاً: "دوره أكثر اتساعاً وأكثر حساسية، لذلك دائماً نسعى لأن نكون أكثر دقة ومهنية ومميزين لنكون قادرين على أن نجيب على أولويات واحتياجات مؤسسات الدولة باعتبار مؤسسات الدولة هي المستهدفة من عمل ديوان الموظفين، لكي تتمكن هذه المؤسسات من تلبية احتياجات المواطن كل مؤسسة حسب اختصاصها".

وحول الأهداف التي يسعى ديوان الموظفين إلى تطويرها، أشار أبو زيد: "نركز اليوم على الموارد البشرية وتطويرها والاستثمار فيها من خلال صقل مهاراتها وتحسين هذه المهارات حتى يكون الموظف قادراً على إنجاز مهامه بما يساهم في إرضاء المواطن".

وعن إنجازات ديوان الموظفين بين أبو زيد أنه وفي كل عام يذهب ديوان الموظفين باتجاهات مختلفة وبشكل أعمق ليحدث تطويراً، وتحديث على الأدوار الرئيسية التي يعمل فيها ديوان الموظفين العام

ومفصلاً الإنجازات التي حدثت في عام 2016 كان هناك حديث عن أهمية توفير مرتكزات الخدمة المدنية والإدارة في مؤسسات الدولة: "نحن نستطيع القول اليوم إننا استطعنا أن نحقق عدداً من الإنجازات اللافتة والمهمة، والتي تأخذنا اليوم لتحقيق إنجازات ذات نوعية وتأثير أوسع وأكثر قدرة على تبيان أن فلسطين دولة رغم كل الصعوبات والتحديات وشح الأموال، لأنه ومن خلال مواردنا البشرية المميزة، والتي أكدنا من خلال تفاعلنا وتواصلنا مع كثير من الدول والموارد البشرية في كثير من الأنشطة العربية والعالمية أن لدينا مواردنا البشرية التي تستحق أن تكون مميزة وهذا حدث في أكثر من محفل على مستوى العالم".

لم يقف ديوان الموظفين عند نقطة إنجاز واحدة، فكان له طموحات كبيرة ومستمرة، ستظهر عام 2017 وخلال حوارنا مع أبو زيد كشف عن عد من المخططات والإنجازات التي ستشهدها المنظومة خلال العام الجديد، قال: "في الأيام القريبة سنطبق لأول مرة في الوظيفة العمومية إشغال الوظائف العامة من خلال الامتحان الإلكتروني".

وحول طبيعة هذا العمل، بين أبو زيد وبأنه برغم كل ما حققته المنظومة من مستوى عال من الشفافية والنزاهة في التقلد الوظيفي العام في الدولة إلا أن هناك عدداً من الانطباعات للمواطن المشككة في ذلك، ولزيادة ثقة المواطن سعى ديوان الموظفين لتطبيق الامتحان الإلكتروني، وشرح أبو زيد حول هذا الامتحان: "من يحصل على الوظيفة هو من يستحقها، لذلك ما كان أمامنا إلا أن نلجأ ونبتكر إجراءات موثوقة ومؤكدة لذا هذا الامتحان الالكتروني لا يكون فيه تدخل بشري، و حتى لو تقدم آلاف المواطنين للوظيفة لا تأتي أسئلة مشابهة لأي شخصين، وقبل أن يغادر الموظف يحصل على نتيجته"، مؤكداً أنه خلال يومين أو ثلاثة سيطبق النظام لتصل فلسطين في هذا المجال إلى مستوى عال وغير موجود في كثير من دول المنطقة وحتى كثير من دول العالم، على حد تعبيره.

وفي خضم هذه الإنجازات، فإن حضور فلسطين لمؤتمرات فيما يخص تطوير ديوان الموظفين قال أبو زيد: "في القمة الحكومية في دبي كان هناك برنامج "وظيفتي" يتحدث عن إمكانية تقدم المواطن للوظيفة إلكترونياً، وفور رجوعنا من القمة تواصلت مع مسؤول تكنولوجيا المعلومات وبعد 6 شهور تم العمل عليه".

ولم تقتصر إنجازات ديوان الموظفين على المستوى المحلي فقط وإنما على مستوى عالمي، وهذا ما وضحه أبو زيد: "فلسطين في شهر 7 ستحتضن وتستضيف أهم مؤتمر في مجال الإدارة العامة في المنطقة، ويشارك فيه حوال 400 باحث في مجال الإدارة العامة والوظيفة العمومية وممارس أكاديمي وممارس في هذا المجال وما لا يقل عن 60-70 دولة وبالتعاون والشراكة مع  العديد من المؤسسات التي تعنى في مجال الإدارة في العالم، وهذا ما كان ممكناً لولا النجاحات التي حققتها فلسطين لنبين لكل الدول أن فلسطين قادرة أن تستضيف وتنظم بنجاح مثل هذا المؤتمر العالمي المزمع عقده من 3 إلى 7 -7 – 2017 "

واعتقد أبو زيد أن مثل هذا المؤتمر سيضع فلسطين على خارطة الدول التي تعمل وفق أفضل الممارسات الإدارية في مجال الوظيفة العامة والإدارة، وهذا سيكون اعتزاز وفخر لفلسطين ولكل الموارد البشرية التي ستعمل على تنظيم المؤتمر بالشراكة مع العديد من مؤسسات المجتمع الفلسطيني في القطاع الخاص والمؤسسات الداعمة مثل الـ oocd وال iass والـ الأي إيجا والمينابار والمنظمة العربية للتنمية الإدارية وبعض الجامعات الفلسطينية.

وأكد أن فلسطين ستسجل قصة نجاح جديدة على المستوى العالمي وتعمم على العالم من خلال عقد المؤتمر، كما تبين ذلك من خلال مدونة السلوك الاخلاقيات في الوظيفة العامة، والتي يعممها (الاو سي دي) ويطلب من فلسطين أن تذهب وتدرب حولها في العديد من دول العالم.

وفي إنجازات أخرى قال أبو زيد: " نحن اليوم موجودون في المبادرة العالمية للحكومة المنفتحة وباعتقادي فلسطين ستتمكن من أن تكون جزءاً من هذه المبادرة العالمية للحكومة المنفتحة، والتي تنص على العديد من القضايا أهمها الشفافية المالية، ونشر كل ما يتعلق بالإنفاق العام؛ ليطلع عليه المواطنون وأيضاً فيما يتعلق بأرصدة واصول كبار المسؤولين وحق الوصول للمعلومات ومشاركة المواطن ومؤسسات المجتمع في عملية التخطيط على مستوى الدولة".

وقال أبو زيد: "نطلب ليس فقط أن تكون الحكومات منفتحة بل لماذا لا يكون هناك دول منفتحة حتى لا يفسر أن تكون الحكومات فقط منفتحة وأيضاً المجتمع المدني منفتح وشفاف والقطاع الخاص منفتح وشفاف وأي مؤسسة عامة يجب أن تكون منفتحة وشفافة ".

وليس إلى هنا وفقط، بل وخلال حديثنا مع أبو زيد شدد على أن العمل سيكون أكثر دقة في 2017 " نحن باتجاه إحداث تطورات نوعية على العمل بما يتعلق في جدول الوظائف، يعني أنه لن تحصل أي وزارة على اعتماد مالي دون أن تبين احتياجها الفعلي لهذا المورد البشري الجديد، وفق ما ستقوم به من عمل موثق ومخطط  له في الخطة الاستراتيجية".

تدريب معلمين

أضاف: "خلال الأشهر القادمة سندرب حوالي 20 ألف معلم حول أخلاقيات الوظيفة العامة، وسنبدأ ببناء مركز الاختبارات المركزية في الدولة حتى يكون بمقدورنا استيعاب مئات من الأفراد؛ ليقدموا مرة واحدة الامتحان الإلكتروني".

الأتمتة

عبر أبو زيد عن سعادته لأن كافة الأعمال في ديوان الموظفين مؤتمتة، وكل الوظائف يتم التقديم لها إلكترونياً بعيداً عن استخدام الملفات الورقية.

ولم ينكر أهمية العامل البشري في الإنجازات على مستوى ديوان الموظفين والدولة: "هذه الإنجازات التي حدثت في الديوان وستحدث هي إنجازات للدولة وللموظفين في الدولة الذين شاركوا فيها وليس لديوان الموظفين فقط".

فلسطين على المستوى العربي في مجال الإدارة والخدمة المدنية

وخلال حوارنا مع أبو زيد، أكد أن فلسطين لم يعد دورها تلقي الخبرة من الخارج، بل هي مصدر للخبرة وفلسطين من الرواد في المنظمة العربية للتنمية الإدارية، مبيناً: "اليوم إن كان هناك معضلة تواجه العرب ومؤسسات كثيرة في العالم نحن نكون جزءاً في إيجاد حلول لها لما تتمتع به فلسطين من خبرة وتجربة وإقدام وجدية ومثابرة وتفانٍ فالقيادة ليست مسألة تعليمات وتوجيهات وترتيبات، بل يجب أن تكون ملهمة وقادرة على أن تكون جاذبة للعالم تجاه البلد الذي تقود فيه، من هنا أستطيع أن أقول أن فلسطين تتبوأ مكانة مميزة وقوية وغير مسبوقة على المستوى العربي في مجال الإدارة والخدمة المدنية".

الموظفون جزء في البناء

وقال: وبكل قناعة فإن تحفيز الموظفين على العمل والاجتهاد والتطور مهم جداً؛ ليكونوا جزءاً من التغير والتحول الإيجابي في مؤسساتهم: "إذا كانت قيادة المؤسسة بالصف الأول والثاني جادة وتتعامل مع المؤسسة كقضية خاصة، وكانوا مخلصين سيكونون مؤثرين إيجابيين في توجهات وعمل وسلوك الموظفين، ومن حيث التحفيز فالموظف بحاجة إلى أن يثني المسؤول على دوره إذا قام بعمل إيجابي وعمل جيد وبحاجة أن يذكر اسمه في حال الحديث عن الإنجازات العامة كونه جزءاً من صناعة وتحقيق الإنجازات في المؤسسة". 

الموارد البشرية في فلسطين

الموارد البشرية في فلسطين لديها تميز كبير عن غيرها، هذا ما أكده أبو زيد: "استطيع أن أقول إن فلسطين لديها موارد بشرية تتميز عن غيرها من حيث التأهيل العلمي وعن الأداء والإنتاجية في القطاع العام بالمقارنة مع تكلفة القطاع العام فبالتالي إذا كان هناك قيادة قوية وجادة ومتواضعة ومتفاعلة وتتعامل مع الموظفين بشكل جيد، فالأمر سيلزم الموظفين للتعامل مع المؤسسة باعتبارها شيء مهم في حياتهم وإذا غادروا سيفتقدونها".

مزيد من الخطط المستقبلية

وحول مزيد من الخطط قال: "خطتنا في 2017-2018 جدول تشكيلات الوظائف الذي لن تجده بهذه الطريقة في دول عديدة، وهذا ليس نجاح شخص هذا تم بإرادة فلسطينية وإخلاص الموارد البشرية".

وعن عدد الموظفين في فلسطين بين أبو زيد: "عدد الموظفين 91 ألفاً وهذا العدد من ثلاث إلى أربع سنوات يتراوح بهذا المستوى، حيث فئة الموظفين المتخصصين معلمين وصحة ووزارات رئيسية تشكل 78% وباقي الوزارات تشكل 22%" .

وعن سؤال كيف تبدو علاقة شؤون الموظفين بالمؤسسات، أكد أبو زيد أن العلاقة تكاملية: "علاقتنا بالمؤسسات تكاملية ودائماً مع أي عمل أو نشاط يقوم في ديوان الرقابة العامة في ديوان الموظفين، وأعتقد بدأنا نطور سوياً موضوع الرقابة، وهذه استراتيجيتي في العمل هي الشراكة والتكامل، فنحن من خلال التعاون ندرس كيف ممكن أن يكون هناك رقابة على عمل الدولة ذات مغزى على الأداء وحجم الإنجاز".

طموحات

مع كثير من الإنجازات لن يكون الطموح ضئيلاً، فدوماً يكون الطمع نحو مزيد من النجاحات، هذا ما بينه أبو زيد: "طموحنا واسع الأفق فنحن نطمح أن نرى المواطن الفلسطيني أكثر رضى عن أداء وخدمات مؤسسات الدولة ونحاول أن نلعب دوراً مع مؤسسات الدولة؛ لكي تنجز ذلك، و نعمل وفق منهج إداري فعال يتشدد إلى أقصى الدرجات لتطبيق القانون، ويبدي مرونة بدرجة ما ليحقق المصلحة العامة".

أضاف: "دائماً الطموحات تتجدد فبداية تسلمنا لديوان الموظفين وبعد دراسة الواقع وتحليله وجدنا ما جاء في هذه الخطة هو الأولويات والطموح وبعد ما أنجزنا هذه القضايا المهمة في عمل الديوان كان لابد بالذهاب إلى ما هو أهم مقارنة، فيما يحدث في العالم".

وعن خطة 2016-2018 كشف أبو زيد، "نسعى إلى التطور التدريجي وتغيير وإصلاح تدريجي حتى يكون الإصلاح موضوعياً ومجدياً ومفيداً، وحتى لا يترتب عليه إخفاقات عميقة، وأن نعمل بمنهج علمي لتكون فلسطين في أجمل صورها على مستوى العالم برغم كل الظروف التي تعاني منها".