شاب غزي يحفظ أسماء وتواريخ ما يزيد عن 4 آلاف شهيد

شاب غزي يحفظ أسماء وتواريخ ما يزيد عن 4 آلاف شهيد
خاص دنيا الوطن-  محمد فروانة
من بين أزقة المخيمات، وفي الشوارع وبكل الحارات المنتشرة في قطاع غزة، وبهرولة خطواته السريعة، يذهب وراء كل شهيد مهما اختلف عمره وانتماؤه، ليسعى جاهداً بأن يكون حاضراً في جسده الذي يتمناه أن يرتقي شهيداً، وفي روحه التي اندمجت برائحة الشهداء، وبعقله الذي حفظ أسماء وتواريخ معظم من ارتقوا شهداء، فقد أبا إلا أن يترك في ذاكرته ومضة لكل شهيد، وتمنى أن يكون مكانه في يوم من الأيام.

طارق درويش من مخيم المغازي وسط قطاع غزة ( 28 عاماً) يقول: "بدأت مشواري في حفظ أسماء وتواريخ الشهداء منذ أن ارتقى محمد الدرة في عام 2000، وحتى اللحظة أسعى دائماً بأن أكون متواجداً في كل بيت عزاء يخص الشهداء".

ويضيف درويش: "إنه يجمع صور شهداء قطاع غزة من رفح حتى بيت حانون، واستطاع الحصول على أكثر من 4 آلاف صورة لشهداء فلسطين ويعتبرهم كنزاً لا يقدر بثمن، لحبه للشهادة والشهداء، ولم يقتصر فقط على جمع الصور بل تخطى ذلك لحفظ تواريخ استشهادهم".

ويوضح  درويش الذي اضطر إلى ترك المدرسة وهو في الثانية عشرة من عمره لتدني مستواه التعليمي، "زودت بذاكرة قوية مكنتني من حفظ أكثر من 4000 شهيد، مضيفاً  أن ذاكرته تقتصر فقط على حفظ تواريخ الشهداء فقط، فيما يتلعثم أحياناً في حفظ الأحداث التي أدت إلى ارتقاء بعض الشهداء".

ويبين درويش الذي مازال ومنذ 17 عاماً يجمع صور الشهداء ويحفظ أسماءهم وتاريخ استشهادهم "إن الشهداء يرحلون بأجسادهم فقط لأن أرواحهم وذكرياتهم ستبقى محفوظة بعقلي ووجداني ما دمت حياً".

ويشير إلى أنه في العديد من الأحيان لا يستطيع اللحاق بموكب العزاء الخاص بالشهداء، وبدلاً من ذلك يذهب إلى بيت الشهيد، ليقدم واجب العزاء من أجل الحصول على صورهم ليحتفظ بها في غرفته التي حملت بداخلها عبق الشهداء، فلكل صورة قصة بقيت عالقة في ذهن طارق.

ويتمنى طارق أن يرتقى شهيداً مع ذاكرته التي حملت بداخلها أسماء وقصصاً عديدة للشهداء، خاصة وأنه أفنى حياته وراء ذكريات الشهداء.