قَرفِص ونَقّي.. سوقي وسوقك

قَرفِص ونَقّي.. سوقي وسوقك
خاص دنيا الوطن- روزين أبو طيون
"لو فيه خير ما رماه الطير" مثلٌ شعبي فلسطينيّ، يُقال للذي يريد أن يأخذ شيئاً قد تركهُ أحدٌ قبله، فالشيءُ المتروك لا خيرَ فيه، ولذلك استغنى عنه صاحبه، لكن في سوق قرفص ونقي ترى المعنى قد اختلف، فالخيرُ قد مرَ بالرامي والبائِع والمشتري أيضاً، فهو سوقٌ للجميع دون استثناء.

ونظراً لأن لكل شيء حظ من اسمه، وحيث يأتي الزبائن ويقرفصون ليختاروا ما يريدون شراءه، فمن هنا أتى اسم "قرفص ونقي" ويسمى أيضاً بسوق البالة، ويعرف أيضاً بسوق السبت، ويقع في المجمع الشرقي لمدينة نابلس، ويحتوي على عشرات البسطات والمحال التجارية.

يقول عطا خليل الخاروف صاحب إحدى البسطات: "كان السوق في الستينات عبارة عن حسبة، ثم بعد ذلك أصبح مكاناً للبسطات، فكان البائعون يأتون بممتلكاتهم، وبضائعهم التي حصلوا عليها من عدة أماكن ليعرضوها على الأرض.

يكمل: "في السوق تجد أي شيء يخطر على بالك، كلها كانت مستعملة وأصحابها لا يريدونها، فنأخذها نحن ونعيد تدويرها من جديد لنبيعها، والناس من جميع الطبقات تأتي للبحث عن الأشياء النادرة التي لم يجدوها في أي مكانٍ آخر، ومنهم من يأتي لأن السعر منخفض".

وللفن أيضاً مكانٌ في سوق قرفِص ونقي، فتجد اللوحات الجميلة التي يتهافت عليها من يهتمُ بها، ومن يرى سعرها مناسباً لمادته.

تقول أم طه: "أفضِلُ المجيء إلى هذا السوق أولاً لأني هنا أجد أشياءً لا أجدها إلا في هذا المكان، وأيضاً لدعم ومساعدة أصحاب البسطات، حيث اتفقت أنا وصديقاتي أن نأتي كل فترة لنشتري من هنا بعيداً عن المحال الكبيرة المعروفة، ولدعم أصحاب البسطات".