توقيع شراكة بين الهيئة العربية للمسرح وفيدرالية الممثلين الدولية

توقيع شراكة بين الهيئة العربية للمسرح وفيدرالية الممثلين الدولية
رام الله - دنيا الوطن
وقّعت الهيئة العربية للمسرح، أمس الخميس 12 يناير 2017، اتفاقية إطار مع الفيدرالية الدولية للممثلين، للشراكة والتعاون، في مجال الحماية الاجتماعية للفنانين الناشطين في نطاقي التمثيل والرقص، بينما جرى استثناء الموسيقى.

بارك الحاضرون “اتفاقية وهران” التي جرى تجسيدها بفندق الميريديان في الباهية على هامش ثالث أيام المهرجان التاسع للمسرح العربي بالباهية، في خطوة تراهن على استثمار خبرة الفيدرالية الدولية للممثلين في مجال القوانين المتعلقة بالفنانين، على درب تحسين وضع الفنانين في الوطن العربي الكبير، والدفاع عن حقوقهم. وفي ندوة صحفية أدارها الإعلامي “فيصل مطاوي، كشف “دومينيك لوكر” الأمين العام للفيدرالية الدولية للمثلين أنّ حضوره لأول مرة فعاليات مهرجان المسرح العربي، كلّل باتفاق من شأنه بناء حوار وفتح الباب لتوعية الفنانين والمرافعة لأجل الفنانين المهضومة حقوقهم، بسبب الثغرات القانونية، وغياب قانون أساسي يخص الفنان، في معظم البلدان العربية.

لا نجاح دون تعاضد أضاف “لوكر” أنّ الأمر لن ينجح إلا بتعاضد كل الفنانين عبر إنشاء نقابات تؤطرهم وتكفل حماية الشغوفين بالمسرح، قائلا إنّ الفيدرالية الدولية مستعدة لتوفير مناخ تنظيمي وتوفير وسائل مساعدة للممثلين، كما شدّد على ضرورة جمع صفوفهم وجعلها قوة جماعية ضاغطة قادرة على الدفاع عن انشغالاتهم أمام حكومات بلادهم، مشيرا أنّ الفيدرالية لم يسبق وأن تعاملت مع الدول العربية باستثناء نقابة الفنانين المغاربة،

وأضاف أنّ احتضان وهران لعرس الركح العربي، يشكّل فرصة للتقرب من الفنانين العرب وفهم انشغالاتهم وألوان إبداعاتهم المعروفة بالتنوع.

وأوعز “لوكر” بصريح العبارة أنه من الأهمية بمكان خلق قانون أساسي، والاشتغال على التفاوض مع الهيئات والمؤسسات الثقافية الموجودة في الوطن العربي بغية ضبط ترتيبات قانونية خاصة بالحماية الاجتماعية للفنانين، مشدّدا أنّ القوانين العامة لا جدوى منها، ولابد من إيجاد حل لذلك، وافاد أنه حتى الآن تم التعاون مع المغرب. حتمية التنظيم   أبرز مسؤول الفيدرالية الدولية أنّ حضوره في المهرجان يهدف للبحث عن باب للحوار، ولأنّ دور الفن هو بث السلم والتربية، لكن قبل ذلك يجب الاعتناء بالممثلين والتقنيين. كما يجب الاعتراف بهذه المهنة والمفروض أن تبدأ من الفنانين أنفسهم، وقال منبّها: “إن لم ينظموا أنفسهم، لا داع لأن ينتظروا هدايا تنزل من السماء”.

وبعد أن كشف عن كون الفيدرالية منظمة غير حكومية ولا تتبنى أي تيار سياسي، قال إنّها تستوعب الآلاف من الأعضاء، وأردف: “هذه الاتفاقية ستركّز في بداية عملها على توعية الممثلين بحقوقهم، فهي مهنة كغيرها من المهن التي يحميها القانون، ونحن نراهن دائما على اقناع الفنانين بضرورة العمل الجماعي لإحداث قوة ولسماع انشغالاتهم”. وأضاف “لوكر” إنّ الفيدرالية موجودة عبر مكاتبها في كل قارات العالم، وتضطلع بمهمة الدفاع عن حقوق الفنان وحمايته اجتماعيا. من جهته، تحدث “دنيس فوكراي” نائب رئيس الاتحادية الدولية للممثلين عن الصعوبة التي تواجه الممثلين، وأنّ الكثير “لا يعترف بها، ويعتقد أنها سهلة وضرب من اللهو”، وأشار إلى عقد اتفاقية في مدينة الراحل “عبد القادر علولة” يتضمن رمزية جميلة، ذلك أنه يعد سيد المسرح في الجزائر، وعرف كيف يقرّب المسرح من الشعب. وبخصوص الاتفاقية المبرمة،

قال “فوكراي” إنّ هذه التوأمة لن يكون لها معنى إلا باقتراح نموذج حقيقي يلبي انشغالات واحتياجات الفنانين المهنية والاجتماعية والمعنوية، وشدّد على ضرورة عدم انحصار التفكير في الحديث عن حاجة الفنانين فقط للحماية، ونبّه لموضوع مهنة الممثل،

وقال المتحدث أنها “مهنة صعبة تتموقع كعمل حقيقي قائم بذاته”. 105 نقابة فنية من جهته، أكد “حسان إفالي” المكلف بتنسيق العلاقات الدولية على مستوى الهيئة العربية للمسرح، أنّ الفيدرالية تضم حوالي 105 نقابة في مختلف الدول، وبالنسبة للاتفاق الموقّع، أفاد أنه سيُتبع بمجموعة من البرامج، وتمت مناقشة محاور هامة للاشتغال عليها لاحقا.

وأضاف “إفالي” الذي ناب عن أمين عام الهيئة، أنّ هناك قانونا خاصا بالفنانين في الجزائر، ولاحظ أنّ الأخيرة أحسن بالكثير من الدول العربية، مشيرا إلى كون النقابة المغربية للفنانين استفادت من دعم الفيدرالية الدولية للممثلين، إذ ساعدت في استحداث قانون الفنان في 2013 وهو أفضل من تلك القوانين المعمول بها في عدد من الدول الأوروبية”. قوانين جائرة وقديمة

من جانبه، أكد “يوسف عايدابي” عضو الهيئة العربية للمسرح والمكلف بالدراسات الفكرية والأبحاث، أنّ الاتفاقية جاءت بخبرة دولية، بهدف تحسين وتأمين وضع الفنان، موضحا أنّ الوطن العربي له قوانين جائرة وقديمة، رغم الطفرة التي شهدها العالم بفضل الأنترنيت، غير أنّ الكثير من الحقوق مهضومة. وتابع “عايدابي” أنّ العالم يعرف يوميا تشريعات متجددة، والعرب لا يصلهم شيء إلا بعد عشر سنوات، والفيدرالية الدولية للمثلين من شأنها المساعدة في مراجعة القوانين ومخاطبة الهيئات لتحسين أوضاع الفنان، وليس عملها تأسيس نقابات. يُشار إلى أنّ الفيدرالية الدولية للممثلين تأسست سنة 1952 بفضل النقابة الفرنسية للفنانين المستقلين، والفيدرالية تهتم بالممثلين المشتغلين في المسرح والتلفزيون والسينما، فضلا عن الراقصين والمؤدين في السيرك مثلا.