"التعليم البيئي" يدعو إلى تعزيز مبادرة "شجرة لكل طالب" وتكثيف الأنواع الأصيلة

رام الله - دنيا الوطن
أصدر مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة ورقة حقائق لمناسبة يوم الشجرة، الذي يصادف في الخامس عشر من كانون الثاني كل عام، اشتملت العديد من الأرقام والمعطيات الخاصة بالأشجار في فلسطين والعالم، إضافة إلى إرشادات ودعوات لحماية التنوع الحيوي، وتكثيف حملات غرس الأشجار الأصيلة.

ودعا المركز إلى التوقف عند يوم الشجرة باعتباره محطة هامة لتخضير فلسطين وحماية تنوعها الحيوي، ومضاعفة عدد الأشجار الأصيلة منها، وتكثيف غرس البلوط والخروب البطم والسريس والزعرور وغيرها والابتعاد عن الأصناف الدخيلة، التي تهدد التوازن البيئي والتنوع الحيوي،  بجوار الكف عن الرعي والاحتطاب الجائر والاعتداء على الغابات والمحميات الطبيعة.

مبادرات خضراء

وأشار المركز إلى  مبادرات المطران د. منيب يونان رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية والاتحاد اللوثري العالمي، التي أطلقها الشهر الماضي خلال المؤتمر الفلسطيني السابع للتوعية والتعليم البيئي، وأولها الإعلان عن 100 شارع صديق للبيئة في محافظات الوطن حتى عام 2018، وتكثيف حملات تشجيرها ونظافتها، وتكريم الهيئات المحلية والناشطين والمتطوعين خلالها، امتدادًا لحملات فلسطين نظيفة وخضراء لعامي 2016 و2017، ومسح شامل لعناصر التنوع الحيوي في فلسطين كمساهمة في حمايته، وتوجيه نداء للحكومة بتخصيص أرض لتدشين غابة الحرية، وغرسها بالأشجار الأصيلة والمهددة.

وحث "التعليم البيئي" على تفعيل مبادرة المدير التنفيذي للمركز سيمون عوض، التي حملت شعار "شجرة لكل طالب" عام 2005-2006، واعتمدتها وزارتا الزراعة والتربية والتعليم وكافة المؤسسات المختصة وشُكلت لها لجنة متابعة في حينه، ما يساهم في انخراط أعداد كبيرة من الطلبة في زراعة الأشجار، ويساعد على زيادة الرقعة المزروعة والمحافظة عليها.

تاريخ ومعطيات

واستهلت الورقة، التي استندت لمراجع علمية، بالإشارة إلى أن النباتات ظهرت على سطح الأرض منذ نحو 415 مليون سنة (نهاية العصر السيليوري وبداية العصر الديفوني)، وفي أواخر العصر الديفوني ( قبل نحو 350 مليون سنة) بدأت الأشجار الحقيقية، كما نعرفها اليوم، في الظهور، ومنذ ذلك الوقت تشكلت الغابات الطبيعية، التي تختلف تبعًا للموقع الجغرافي والمناخ، وتقسم إلى استوائية وشبه استوائية ومعتدلة وشمالية.

وأضافت: تقدر مساحة الغابات حول العالم اليوم بنحو 3866 مليون هكتار ( كل هكتار يساوي 10 دونمات)، أي ما نسبته 30% من مساحة الأرض ( 44 % منها في الدول المتقدمة، و56 في دول العالم الثالث). و95 % من الغابات طبيعية و5 % مزروعة بفعل عمليات التشجير.

وتابعت الورقة: تتواجد 17% من الغابات في أفريقيا، و19 % في آسيا والباسفيك، و27% في أوروبا، و12% في أمريكيا الشمالية، و25 % في أمريكيا اللاتينية والكاريبي. وتستحوذ الغابات الإستوائية على 47% من غابات الأرض، وتضم ثلثي النباتات والحيوانات في العالم.

أرقام ودلالات

ووفق الورقة، فإن مساحة الغابات في العالم العربي نحو 78,8 مليون هكتار ( 75,8 مليون طبيعية و3 ملايين هكتار غابات مزروعة). وتحتل السودان ( قبل انفصال الجنوب عنه) حصة الأسد في الغابات ( نحو 61 مليون هكتار) تليها الصومال فالمغرب. فيما تناقصت الغابات في غرب آسيا بنحو 44 % خلال الفترة 1972-2000، وفي لبنان أزيلت نحو 60% من الغابات خلال الفترة من 1972-1994.

وأشارت: عرفت الغابات في فلسطين منذ القدم، لكن زراعتها بطريقة منظمة بدأت إبان الاحتلال البريطاني،  وفي أعقاب سن قانون الحراج والغابات لسنة 1927.  وتشير التقديرات إلى زراعة 2306 دونمات في الضفة الغربية بأشجار الصنوبر الحلبي والسرو، بين عامي 1927 و 1950، وغرس 2500 دونم  في قطاع غزة بأشجار الأكاسيا.

وأكملت الورقة: استمرت عملية زراعة الأشجار الحرجية بوتيرة متزايدة حتى عام 1971؛ حيث وصلت مساحة الغابات المزروعة في الضفة الغربية 35351 دونمًا، زرعت بأشجار حرجية؛ أما في قطاع غزة، فبلغت مساحة الغابات المزروعة 42000 دونم في الشريط الساحلي.

وزادت: بعد عام 1971 تجمد نشاط زراعة الأشجار الحرجية؛ عقب استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على مساحات واسعة من الغابات والمراعي الطبيعية لأغراض بناء المستوطنات والقواعد العسكرية، واعتماد مناطق عديدة محميات طبيعية، وإغلاقها لمشاتل هذه الأشجار (واحد في قطاع غزة، وأربعة في الضفة الغربية).

وأضافت: تؤدي الأشجار دورًا حيويًا في تجديد التربة وتثبيتها، والتحكم بالمناخ والدورة الهيدرولوجية، بامتصاص ثاني أوكسيد الكربون من الهواء، عدا عن منافعها الغذائية والعلاجية واعتبارها إحدى مكونات التراث الطبيعي والثقافي.

بستنة وزيتون

واستعرضت الورقة أبرز مؤشرات المسح الزراعي الذي نفذه الجهاز المركزي للإحصاء قبل ست سنوات، وبين أن عدد الحيازات الزراعية بلغ 105,238 حيازة، منها 85,885 حيازة في الضفة الغربية وتشكل ما نسبته 81.6%، أما في قطاع غزة فبلغ عدد الحيازات الزراعية 19,353 حيازة، تشكل مـا نسـبته 18,4 % منها. وسجل أكبر عدد من الحيـازات فـي المحافظات بالخليل إذ بلغت 18,827 من مجمـوع الحيـازات، أما أقلها فكانت محافظة أريحا والأغوار بـ 1,540 فقط من مجموع الحيازات.

وأفادت الورقة: بلغت المساحة المزروعة بأشجار البستنة في الأراضي الفلسطينية 659,894 دونماً، منها 612,649 دونماً في الضـفة الغربية و47,245 دونماً في قطاع غزة. وعلى مستوى المحافظة فكانت أكبر مساحة مزروعة بالبستنة الشـجرية في المحافظات جنين بنسبة 17.9%، أما أقلها فكانت محافظة رفح بنسبة 1.2% فقط خلال العام الزراعي 2011/2010.

وأسهبت: مثلت أشجار البستنة المثمرة في الأراضي الفلسطينية ما نسبته 87.7% من المساحة المزروعة بأشـجار البسـتنة، فيما شكلت المساحة غير المثمرة 12.3% من إجمالي المساحة المزروعة بأشجار البستنة. كما بينت النتائج أن 89.9% من إجمالي المساحة المزروعة بأشجار البستنة في الأراضي الفلسطينية هي أراضي بعلية. في وقت شكلت مساحة أشجار الزيتون ما نسبته 84.6% من إجمالي المساحة المزروعـة.

وأظهرت النتائج أن عدد الأشجار بلغ 13,304,969 شجرة في الأراضي الفلسطينية منها 11,304,232 شـجرةً مثمـرةً و2,000,737 شجرةً غير مثمرة، أما حسب نمط الري فبينت النتائج أن عدد الأشجار البعلية في الأراضي الفلسطينية بلغ 11,145,620 شجرة، فيما بلغ عدد الأشجار المروية 2,159,349 شجرة.

وتبعًا للأرقام، تتربع أشجار الزيتون النسبة الأكبر بين الأشجار، إذ كانت تشكل عام 2011 ما مجموعه 8,895,042 شجرة. وإذا ما أضفنا للأرقام السابقة ما زرع خلال السنوات الخمس الماضية، وما سيزرع هذا الموسم عبر وزارة الزراعة والمؤسسات الأهلية والحملات المختلفة، فإن العدد التقريبي للأشجار في فلسطين سيتجاوز 15 مليون شجرة منها حوالي 12 مليون شجرة زيتون.

حكاية يوم الشجرة

وسردت الورقة تاريخ يوم الشجرة، المحطة التي يُحتفل فيها على مستوى المعمورة بزراعة وحماية الغطاء النباتي، وزيادة رقعة المساحات الخضراء، وترميم الغابات الطبيعية، وتطوير الاهتمام بالأشجار المزروعة، وترميم المساحات المزروعة، وغرس مساحات جديدة، وحماية الغابات  والمحميات من التعديات.

وأنهت: بدأت فكرة الاحتفال بيوم الشجرة في العادات الدينية القديمة، وبعض الأساطير كإيزيس وأوزوريس، كما تمثلت في الثقافة الإغريقية والبابلية على الساحل السوري والعراق، ثم انتقلت للكثير من دول الأرض، وبتواريخ مختلفة، وقد أطلقها في الولايات المتحدة الأمريكية الصحافي جولياس مورتون في ولاية نبراسكا عام 1872، الذي اقترح يومًا لزراعة الأشجار في اجتماع مجلس زراعة الولاية، واحتفل باليوم الأول في نيسان تلك السنة.