بالفيديو والصور: صدقة عن أرواح موتاهم.. عائلات خانيونس تعيد تأثيث وترميم مستشفى ناصر

رام الله - دنيا الوطن
أعادت عائلات خانيونس الجمال والبهجة لغرف أقسام مستشفى ناصر بخانيونس، من خلال ترميم الغرف وإعادة تأهيلها، بعد تآكل الجدران داخل الغرف، لعدم قدرة المستشفى على إعادة ترميم المبنى في الوقت الحالي.

وانعكس هذا الترميم إيجابياً على الحالة النفسية للمرضى الداخلين للمستشفى بوجود جدران نظيفة وستائر وإنارة لكل مريض وتكييف مركزي، وتوفير سبل الراحة للمرضى.

ويقول محمد الجبور من سكان خانيونس، إن الفكرة راودته مع إخوانه لتقديم صدقة جارية عن روح والدهم أبو يوسف الجبور، وكانت البداية بالتواصل مع إدارة المستشفى، واختاروا ترميم غرفة بداخله، لأنها تخدم كل المواطنين في خانيونس.

وانطلاقاً من مقولة خير الناس أنفعهم للناس، تكفل الجبور وإخوانه بتأثيث غرفة عن روح والده كباقي العائلات في خانيونس التي أقدمت على ترميم غرف المستشفى، بتكلفة وصلت إلى 2000 دولار لكل غرفة.

وفي السياق، قال المحامي مجدي أبو دقة، إنه لمس التجديد والتأهيل خلال زيارته لمريض داخل المستشفى، موجهاً الشكر لعائلات خانيونس، وأضاف، "نشجع كل المتبرعين لتقديم هذه الخدمة للمستشفى، ونطالبهم بالاستعجال بترميم باقي الغرف، لأن الفائدة عامة والحسنات متواصلة".

بدوره، قال رئيس قسم العلاقات العامة والإعلام في مستشفى ناصر بخانيونس وئام فارس: إن مجمع ناصر ثاني أكبر مؤسسة صحية في قطاع غزة ويخدم سكان خانيونس، وتعرض مبنى المستشفى لعمليات ترميم وتجهيز متعددة في عهد السلطة الوطنية الفلسطينية، ولكن في السنوات الأخيرة الماضية نتيجة الظروف الصعبة، أصبحت غرف المستشفى والحمامات سيئة جداً، وكان لا بد من تدخل لإنقاذ وضع الغرف، وتقديم وجه حضاري وخدمة صحية تليق بتطلعات الشعب الفلسطيني.

وأضاف، "كانت بداية الفكرة من وكيل وزارة الصحة د يوسف أبو الريش، وتبنى الفكرة مدير مجمع ناصر الطبي د محمد زقوت، وتواصلنا مع العائلات في خانيونس لترميم الغرف، وكانت استجابة قوية من العائلات".

وأكد فارس، أن أغلب العائلات تبنت المشروع والفكرة كصدقة جارية عن أرواح موتاهم، وتم ملاحظة مدى الارتياح الذي انعكس على الحالة النفسية للمرضى بعد تجديد وضع "الكراميكا" على الغرف ودهانها ووضع ستائر وإنارة لكل مريض حفاظاً على الخصوصية، وإعادة هيكلة شبكة الكهرباء والمياه، وأصبح الجمال سمة المكان.

وأفاد أن مجمع ناصر الطبي يقدم الخدمة لما يقارب 450 مريضاً في قسم الاستقبال يومياً، و30 حالة دخول و300 حالة مراجع لقسم الاستقبال، و80 حالة ولادة يومياً من بينها 30 حالة دخول في مستشفى التحرير، وأكثر من 500 زائر للعيادة الخارجية يومياً، أي ما يعادل 250 ألف حالة سنوياً.

وأشار إلى أن حجم هذا العمل يتطلب الترميم وإعادة تهيئة المكان لتقديم أفضل خدمة صحية، مناشداً العائلات بالاستمرار في دعم المشروع، الذي سيعكس الوجه الحضاري لسكان خانيونس.

وتقدم فارس بالشكر الجزيل لعائلات خانيونس على التحسينات المقدمة في غرف المستشفى على نفقتها  الخاصة، كصدقة جارية عن أمواتهم.

وذكر أنه بالتعاون مع مجلس التعاون الخليجي من خلال البنك الإسلامي للتنمية، تم بناء مبنى مكون من أربعة طوابق للجراحات سيسمى مبنى الياسين للجراحات، وهذا المبنى بحاجة إلى تجهيز بأجهزة طبية وأثاث بما يقارب سبعة ملايين دولار أميركي، وفي حال توفر هذا المبلغ يعتبر ذلك نقلة نوعية على مستوى الخدمة المقدمة لسكان المحافظات الجنوبية.