تطور حماس الموسيقي يُوازي التطور العسكري .. أسرار ورسائل مُبطنة لإسرائيل!

تطور حماس الموسيقي يُوازي التطور العسكري .. أسرار ورسائل مُبطنة لإسرائيل!
 خاص دنيا الوطن - رفيف عزيز

حركة المقاومة الإسلامية حماس هي حركة فلسطينية إسلامية شعبية وطنية، أسسها الشيخ الشهيد أحمد ياسين سنة 1987، أبهرت الحركة الجميع بسرعة تقدمها وانتقالاتها النوعية في المجالين العسكري والسياسي.

تؤمن حماس أن القوة الإعلامية لا تقل أهمية عن القوة المسلحة، لذلك تعطي حماس أهمية كبيرة للإعلام منذ تأسيسها، فاستخدمت كل ما هو متاح من وسائل للإعلام في الحقبة الزمنية التي انطلقت فيها توازياً مع التطور العسكري والتنظيمي، فاستخدمت  في بداياتها الأولى وسائل الإعلام البدائية جداً، مثل الغرافيتي، والملصقات، والفيديو والأشرطة السمعية، ومنابر المساجد.

بدأت تجربة حماس تأخذ جانباً متطوراً عندما أسست أول صحيفة ورقية تعبر عن رؤية الحركة "صحيفة الرسالة" في يناير من عام 1996م , تلا ذلك تأسيس إذاعة الأقصى في يونيو عام 2003م، لضمان مخاطبة جمهور أعرض وأكثر تنوعاً، وبعد فوز الحركة في الانتخابات التشريعية، وجدت نفسها أمام حاجة ملحة لمخاطبة الجمهور الخارجي، فأنشأت قناة الأقصى الفضائية عام 2006م، والتي تعرضت للاستهداف عدة مرات وتم تدمير مقراتها بشكل كامل.

وواكب هذه القفزة النوعية في تطور الإعلام لدى الحركة تطور الأناشيد التي كان لها الدور البارز في شحن الروح المعنوية لدى أفراد الحركة بشكل خاص والشعب الفلسطيني بشكل عام.

فكان لكل جولة أناشيدها الخاصة بها ولكل حدث صوت يشدو بما يبوح به خاطره.

فقد بدأت أناشيد حماس في خط موازٍ لخطها العسكري والسياسي منذ انطلاقتها الأولى بداية من الأناشيد الخاصة بالحجارة وأطفال الحجارة والانطلاقة الإسلامية، مروراً بالسكين في عمليات الطعن التي كانت في بدايات الحركة.

ومن ثم الأناشيد الخاصة بخطف وقتل بعض الجنود في الضفة الغربية وظهور جيل جديد من أفرادها استطاعوا قتل الجنود وخطف أسلحتهم ومراوغتهم مراوغة شرسة، إلى أن وصلنا للأناشيد الخاصة بالصواريخ والأنفاق وإرسال الطائرات لداخل الأراضي المحتلة، حتى إنها وصلت إلى ترجمة أناشيدها إلى اللغة العبرية لتكون الرسالة مزدوجة، النضال والتحرر للشعب الفلسطيني، والرعب والخوف للعدو،  مثل "زلزل أمن إسرائيل".

 


 ويرى راجي النعيزي - ممثل ومخرج مسرحي – أن اهتمام حركة حماس بالجانب الإنشادي في كل مناسبة نابع من اهتمامهم بالفن بشكل عام وبالأغاني الوطنية بشكل خاص، كاهتمامهما بباقي المجالات الدعوية والعسكرية والرياضية والثقافية.

وأضاف: "تُولي الحركة اهتماماً خاصاً بالأغاني الوطنية؛ بسبب درايتها التامة بأهمية الأغنية الوطنية في شحذ الهمم وإيصال الفكرة وتعزيز ثقافة المقاومة لدى الشعب".

ويُرجح النعيزي أن إصدار الأغاني الوطنية الخاصة بالحركة ينقسم لعدة أقسام: فمنه الرسمي والذي تنفق عليه الحركة، وهو قليل ومنه الشخصي لفنانين يعشقون الحركة ويسجلون لها أغان خاصة على حسابهم الشخصي وهؤلاء كثر، ومنها الإقليمي من بعض الفنانين العرب الذين يعشقون فلسطين ويعشقون حماس والمقاومة.

ويرى النعيزي، أن أثر تلك الأغاني الوطنية كان عظيماً خلال الحروب المتتالية التي شهدتها مدينة غزة، وقال: "الأغاني الوطنية أثرت كثيراً في رفع المعنويات لدي الشعب وليس أدل من ذلك أن إسرائيل مهتمة جداً بما تصدره حماس من أغانٍ وطنية".

وأكد العنيزي أن الأغاني الوطنية إضافة جديدة للمقاومة ووسيلة ناجعة في مقاومة المحتل، "الفن بكل تأكيد هو مقاومة إن عزز مفهوم المقاومة".

 
التطور الموسيقي في حركة حماس

وكانت الباحثة ياسمين صالح، قد نشرت مقالاً حول أناشيد الحركة والتطور الموسيقي فيها، وفيما يلي خلاصة بحثها:

أول أنشودة أداها السوري أبو راتب في الانتفاضة الأولى بعنوان "ثوري ثوري ثوري"، وكانت تثير مشاعر حماسة الشباب في الانتفاضة الأولى لقذف مزيد من الحجارة على المحتلين.

في عام 2001 "قام المكتب الإعلامي لكتائب عز الدين القسام"، بإنتاج الأفلام الوثائقية التي تسجل مراحل وإنجازات العمل الجهادي من ضمنها أنشودة "الاستشهاديات" التي توثق قصص الاستشهاديات الأوائل من كتائب القسام، وسرايا القدس، وكتائب شهداء الأقصى، وكانت بداية انضمام النساء لكلمات الأناشيد.

بعد حرب 2008 ـــ 2009 نشرت كتائب القسام أنشودة "هنا أعددنا لكم" التي تعد تطوراً في طبيعة أناشيد الحركة، وأيضاً خطوة أخرى في طريق مجاراة الأسلوب الموسيقي والإنشادي الرائج، حيث استخدمت الحركة لأول مرة أسلوب "الفيديو كليب".

 أطلق هذا الفيديو في مهرجان كتائب القسام في 2013، ولم تنتشر الأنشودة وتصبح مشهورة في الضفة الغربية إلا خلال الحرب الأخيرة عام 2014.

أما بعد حرب 2014، وتيمناً أيضاً بأسلوب حزب الله، أطلقت حركة حماس أنشودة "علّوا رايات النصر"أنشودة/ أغنية بموسيقى طربية مغناة مع زغاريد بالخلفية تبشر الفلسطينيين بالنصر، ومغناة بالمحكية الفلسطينية وباللهجة الغزاوية من قبل فرقة الوعد الإسلامية".

انعكس إذاً تطور الأداء العسكري والشعبي لحماس على أسلوب المخاطبة والأناشيد التي تطلقها الحركة وتبثها على قنواتها، وانتشار تلك الأناشيد بشكل كبير في أيام الحرب الأخيرة، يعني أن الناس يحتاجون لسماع تلك الأغاني في تلك الظروف وفي الأحداث الوطنية العامة.