الخطيب: المطار الأممي في غزة سيعود بالفائدة على جمهورية مصر العربية

الخطيب: المطار الأممي في غزة سيعود بالفائدة على جمهورية مصر العربية
رام الله - دنيا الوطن
صرح رئيس مؤسسة مشروع المساعدة الموحدة الداعية لإنشاء مطار أممي إنساني في قطاع غزة، بأن تنفيذ الاقتراح المبني على سوابق تاريخية وحديثة، سيعود بالنفع جيوسياسياً وأمنياً على جمهورية مصر العربية.

 وقال أحمد الخطيب، وهو فلسطيني مقيم في الولايات المتحدة، بأن المطار المُقترح متناسق مع رؤية القاهرة، بأنه لا يجب أن تتحمل عبء توفير وسيلة لسفر الفلسطينيين من غزة، وأن على المجتمع الدولي أن يتعامل مع هذا الملف بصفة أن غزة جزء من الأراضي الفلسطينية المُحتلة.

 وذكّر الخطيب بموقف وزير الخارجية المصري، السيد سامح شكري، عندما سُئل في شهر أبريل/ نيسان 2016 عن معبر رفح من قبل صحفي في الأمم المتحدة فأجاب قائلاً: "فيما يتعلق بمعبر رفح، لابد أن تعرف أن مصر دولة ذات سيادة ونحن نحافظ على أمننا القومي، ونساعد في دخول المساعدات إلى فلسطين بطريقة منظمة، وأذكر أننا نعتبر غزة تحت الاحتلال، وأن سلطة الاحتلال هي المسؤولة عن توفير المساعدات للفلسطينيين في غزة وتنقل الأفراد".

 وأضاف الخطيب بأن المطار الأُممي المقترح إنشاؤه في قطاع غزة من قبل مشروع المساعدة الموحدة، يتعامل بشكل مباشر مع مخاوف مصر الشقيقة تجاه هذه الإشكالية والمحافظة على أمن مصر، حيث أن القانون الدولي يفرض على سلطات الاحتلال توفير ممر آمن للمدنيين الواقعين تحت سيطرتها بشكل مباشر أو غير مباشر. 

وأوضح الخطيب أن وجود المطار الأممي سيرفع الحرج عن جمهورية مصر بسبب توتر الأوضاع الأمنية في سيناء، وأنه من حق الدولة المصرية أن تتعامل مع التهديدات الأمنية في الأراضي المصرية، متفهماً أن تشغيل معبر رفح مرتبط بظروف عسكرية تتطلب أحياناً إغلاق المنافذ الحدودية مع غزة.  

من جهة أخرى، أكد الخطيب أن سابقة تاريخية وُجدت في غزة في خمسينات وستينات القرن الماضي، تؤكد واقعية وعملية وإمكانية تنفيذ الفكرة، حيث قامت الأمم المتحدة بتشغيل مطار في غزة (بالقرب من منطقة المنطار) لدعم ما كان يُسمى في حينها بقوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة في سيناء والقطاع (تشكلت بعد حرب 1956) حيث سمح هذا المطار بتشغيل رحلات لشحن حمولات المساعدات الإنسانية ولنقل المسافرين الفلسطينيين أسبوعياً من غزة إلى عددٍ محدود من الوجهات تضمنت لبنان وقبرص وغيرها، مؤكداً أن تاريخ الطيران الأممي في غزة يُوفر سابقةً هامة للجهود الحالية لجلب نموذج الطيران الإنساني التابع للأمم المتحدة إلى القطاع مرة أخرى. 

أما فيما يتعلق بالسوابق الحديثة، أضاف الخطيب بأن الأمم المتحدة تقوم بعمليات جوية إنسانية في مناطق الحروب والنزاعات التي لايصل إليها الطيران التجاري التقليدي، وأنه حالياً تستخدم وكالات عديدة للأمم المتحدة الطيران الإنساني كأداة لدعم عملياتها. 

أحد أبرز هذه المؤسسات هي "خدمة الطيران الإنساني للأمم المتحدة" (UNHAS) التي يديرها برنامج الغذاء العالمي، حيث توفر "خدمة الطيران الإنساني" والعديد من الخدمات الجوية لنقل مسافرين وحمولات المساعدات إلى تجمعات المنظمات الإنسانية وبشكل خاص في المناطق النائية والمعزولة، بسبب عدم وجود الأمن وعدم وجود البنية التحتية المحلية.

 ويرى الخطيب بأن المطار الإنساني الأممي المقترح إنشاؤه في منطقة مواصي خانيونس هو أفضل وسيلة لحل مشكلة تنقل الفلسطينيين للسفر بحرية عبر منفذ جوي مستقل وفي ذات الوقت، لن يكون بديلاً عن معبر رفح، مؤكداً أن إنشاء منطقة تجارية حرة على الحدود المصرية بالقرب من معبر رفح سيعود بالنفع الاقتصادي على غزة والقاهرة.  

وأكد الخطيب على يقينه بأن مستقبل غزة سيكون مزدهراً وواعداً بالانفتاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي على جمهورية مصر العربية، وأن حل مشكلة تنقل الفلسطينيين عبر المطار الأممي المزمع إنشاؤه في منطقة المواصي، سيشكل فرصةً للتركيز على التعاون الأمني والتجاري بين غزة والقاهرة بطريقة ترسخ الاستقرار والأمن في القطاع وفي شبه جزيرة سيناء المطربة.

 وأقر الخطيب بأن مؤسسة مشروع المساعدة الموحدة لم تقدم بعد الاقتراح رسمياً إلى القاهرة، وأنها ستفعل ذلك بعد أن يتم ترسيخ الاهتمام الفلسطيني بالمطار الإنساني الأممي المقترح في مواصي خانيونس، والتي تبعد عن الحدود المصرية ما يقارب 4 كيلومترات.

 ونظراً لنمو الفكرة واتساع رقعة انتشارها فلسطينياً ودولياً، أكد الخطيب بأنه سيتم التركيز على التواصل مع الجهات المعنية المصرية في المستقبل القريب.  

وأنهى الخطيب حديثه، بالتأكيد على أن "الدور المصري في القضية الفلسطينية محوري وأساسي وغير قابل للتهميش" مضيفاً أن دعم وتأييد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لاقتراح المطار الأممي "سيدخله عبر أوسع أبواب التاريخ كمساعد أساسي في تخليص مليوني فلسطيني من معاناتهم اليومية، ذنبهم الوحيد أنهم يعيشون في قطاع غزة."