بعد خطاب الحية.. الفصائل تدعو لخطوات عملية

بعد خطاب الحية.. الفصائل تدعو لخطوات عملية
صورة توضيحية
خاص دنيا الوطن- كمال عليان
دعت القوى والفصائل الفلسطينية إلى حوار وطني شامل؛ لتطبيق بنود المصالحة الفلسطينية وترجمة جميع الخطابات الإيجابية من طرفي الانقسام لطي هذه الصفحة وفتح صفحة جديدة للخروج من المأزق الفلسطيني الراهن.

وشكلت عناصر خطاب عضو المكتب السياسي لحركة حماس خليل الحية خلال مهرجان الانطلاقة الـ 29 للحركة، التي تتقاطع عموماً مع طروحات سابقة، موضع ترحيب من غالبية الفصائل التي تحدثت معهم "دنيا الوطن"، إزاء تعبيرها عن قواسم مشتركة حول وضع استراتيجية وطنية موحدة، وترتيب البيت الفلسطيني، وإعادة بناء منظمة التحرير، وإنهاء الانقسام.

ورغم أن الحية لم يقدم أي مبادرة جديدة في ملف المصالحة الوطنية، إلا أنه كان اللافت هو دعوته حركة فتح إلى العمل معها من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية، وصولاً إلى الانتخابات العامة وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية وفق مبدأ الشراكة.

خطوات عملية

وفي تعليقه على الخطاب، أكد القيادي في حركة فتح أمين مقبول، أن دعوة الحية لتحقيق المصالحة الفلسطينية، والانتخابات العامة وتفعيل دور منظمة التحرير بحاجة إلى إجراءات عملية تتمثل في الموافقة على الورقة التي قدمناها لقطر مؤخراً أو دعوة مصر للحوار.

وقال مقبول لـ "دنيا الوطن" لا يسعنا إلا أن نرحب بكلام القيادي في حماس خليل الحية ونؤكد عليه، لأنها نفس مطالبنا وتوجهاتنا، وما نريده بعد رسالة مشعل وخطاب الحية هو مزيد من الخطوات العملية على أرض الواقع".

وشدد على أهمية وضرورة أن يتفق الفلسطينيون على برنامج سياسي موحد يمثل قاسماً مشتركاً، ويلبي الحد الأدنى من أهداف ومطالب وطموحات الشعب الفلسطيني.

وبين أن عملية المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي تتطلب بالدرجة الأولى إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية للتفرغ للقضايا الوطنية الكبرى.

الاتجاه الصحيح

من ناحيته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب: إن حركته تتفق مع ما جاء في كلمة الحية، خاصة فيما يتعلق بدعوته للحوار الوطني الشامل.

وأضاف شهاب لـ "دنيا الوطن"، "الدكتور خليل الحية اعتبر مبادرة العشر نقاط التي أعلنها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح قاعدة للعمل الوطني، بهدف تجاوز المأزق الذي وصلت إليه القضية الفلسطينية".

وأشار إلى أن الكلمة حملت توصيفاً للمأزق الذي من أحد مسبباته البرامج الحزبية التي يراد فرضها، موضحاً أنه من المؤسف أن نكون أمام محاولات فرض برامج ورؤى شخصية لا تمثل أبداً إجماعاً داخل الفصيل، الأمر الذي قد يعرض القضية الفلسطينية لمخاطر حقيقية.

أما عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، فأكد أن ما تضمنه الخطاب يأتي في الاتجاه الصحيح ولا يختلف كثيراً عن الخط الذي تعبر عنه حركة حماس سوى الجاهزية للمصالحة لمجابهة كل التحديات، مشدداً على ضرورة إجراء حوار وطني شامل، لنتمكن من صياغة حلول لمجمل القضايا الوطنية.

وأشار أبو ظريفة في حديث لـ "دنيا الوطن" إلى أن ترجمة هذه الخطابات على أرض الواقع يمكن أن يتم عبر دعوة الرئيس محمود عباس للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير لاجتماع باعتباره الهيئة الأعلى الذي يشارك فيه الأمناء العامون واللجنة التنفيذية، والبحث عن استحقاقات المصالحة وإيجاد حلول للعقبات، وصياغة برنامج وطني والتحضير لمجلس وطني من خلال لجنة تحضرية جادة.

ننتظر الأفعال

وفي ذات السياق، أكد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض، أن الخطاب تضمن العديد من النقاط المهمة التي أكد فيها الحية على سياسة حماس.

وقال العوض لـ "دنيا الوطن": "ما دعا إليه الدكتور الحية من اعتماد وثيقة الوفاق الوطني كأساس للبرنامج الوطني الفلسطيني هو أمر نتفق فيه مع حماس، ويصلح لأن يكون نقطة بداية للبرنامج الوطني الجامع". 

وأوضح أن الشعب الفلسطيني سئم الخطابات من طرفي الانقسام، ومازال ينتظر أفعالاً على أرض الواقع لإغلاق صفحة الانقسام وتعزيز الوحدة الوطنية، معرباً عن أمله في أن يأتي العام الجديد وقد انتهي الانقسام إلى الأبد.

وأضاف العوض "كل محتويات الخطابات إيجابية لكن عندما نذهب للتطبيق الفعلي لها نجد العقبات التي تمنع تطبيقها".